الخميس، 7 ديسمبر 2017

الإعتراف الدبلوماسي وسحبه من عدمه



                         

                                 مصر وإيران وتركيا وإسرائيل وفلسطين

   عندما تأسس الكيان الإسرائيلي على حساب العرب والفلسطينيين كان الهدف منه أن يكون خنجرا مسموما في جسد الأمة العربية ولم يتم هذا إلا بعد تفاهمات دولية وتعهدات إقليمية قبل وقوع الحدث بثلاثة عقود وقبل ذلك كان سايكس بيكو قد أسس للتقسيم على حساب الدولة العثمانية المنهزمة في الحرب مع أوروبا ، ولم يكن  قبل الحرب الأولى دول عربية مستقلة أو مؤسسة إلا مصر وكانت اليمن والبقية كانوا تحت الإنتداب الفرنسي والسيطرة البريطانية حتى مصر كانت كذلك  ، ولكن بريطانيا وقعت تعهدات من آل سعود واصطنعت منهم عملاء لها جعلتهم شيوخا وحكاما وكانت إيران ومعها تركيا سائرتين في فلك الغرب  ، وكانتا شريكتين  في تبني قيام إسرائيل كما تم تجنيد عبد العزيز بن سعود لنفس المهمة مقابل حمايته وتأمين وصوله إلى عرش الجزيرة العربية وتحت إسم المملكة السعودية  ، وكانت الحرب لتأسيس إسرائيل وكل الأقاليم العربية كانت في عداد المتآمرين والمجندين لتأمين قيام إسرائيل وأيضا مقابل حماية عروشهم من بريطانيا أولا وإسرائيل ثانيا ، وهذه حقائق تاريخية لا ينكرها أحد  وتعهدت بشكل قوي كل من تركيا وإيران بتأمين الدعم اللوجستي والدبلوماسي والإقتصادي لإسرائيل أما الدول العربية وإن أعلنت أنها لن تعترف بالكيان الجديد إلا أنها كانت تحت الطاولة متعاونة مع إسرائيل وكانت كل المقاومات الفلسطينية قد تم إخمادها  إرهابيا عن طريق شن حروب الإبادة الجماعية والتهجير القسري وقامت إسرائيل ، ولم تكن  الدول الإسلامية لتعترف بهذه الدولة إلا إيران وتركيا  وظهر عبد الناصر وظهر عبد الكريم قاسم والثورة الجزائرية وأعطوا زخما للفلسطينيين ليعلنوا ثورة أو انتفاضة وكانت الثورة تعوم في بحر من المؤامرات والإختراقات وأول اختراق كان على يد الجاسوس ياسر عرفات ومن تلاه .. قامت الثورة الإيرانية على الشاه وطردت السفير الإسرائيلي من طهران ومنذ ذلك الحين والحكام العرب يناصبون إيران العداوة والبغضاء   وتزعمت الحملة مملكة آل سعود  وما زالت وانقلب الإسلاميون على الحكم في كل من مصر وتركيا غير أنهما استمرا بالتعاون مع إسرائيل على العكس من إسلاميي إيران الذين وصفناهم بالمجوس الشيعة حينا والصفويين حينا آخر وهكذا  وتتابعت الإعترافات العربية بإسرائيل ما فوق الطاولة كمشيخات ومحميات الخليج  وبدعم من مملكة آل عبد العزيز  وكانت مصر السادات قد اعترفت  منسحبة من محور الناصرية الوحدوية وسقطت زعامتها  وما يزيد عن عشر دول عربية اعترفت بإسرائيل وأقامت معها علاقات مصر الأردن ومشيخات الخليج وتونس والمغرب  أما السعودية فكانت عرابة كل هذه الإعترافات دون أن تعترف  هي وذلك للتمويه ولكنها كانت على علاقة وثيقة مع الكيان الغاصب   وفي المحصلة فهناك دول عربية معترفة بإسرائيل ولكن اعترافها كان بطريقة خاصة على أنه مقيد بشروط قاسية لا يمكن الخروج عليها فالدول المعترفة والمطبعة لا يجوز لها أن تهدد بقطع العلاقة ولا يجوز لها استدعاء السفير احتجاجا أو استجوابا إذن هذا ممنوع ولا حظوا فإنه رغم ماارتكبته إسرائيل من الإعتداءات والمجازر والتجاوزات فإن أحدا لم يستطع استدعاء أي من سفرائها  لديه  ولكن مصر تقطع علاقاتها مع سوريا  وكذلك المغرب وتونس  وكل الدول العربية ماعدا الجزائر وعمان  ولبنان والعراق  والمرحومة ليبيا  وذلك مرضاة لإسرائيل  أما إيران فقد عوقبت عربيا وإسلاميا على طرد السفير الصهيوني وعلى المتأمل والقارئ أن يفهم السبب ومع هذا فإن فلسطين تبقى الضحية في الوقت الذي يدعي هؤلاء كذبا وزورا أنهم معها ظالمة أو مظلومة ولكنها والحق يقال مظلومة بادعاءاتهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق