الأحد، 4 يونيو 2017

استحالة الإصلاح في أمتنا


                                            استحالة الإصلاح في أمتنا 

اعترفوا معي بأن عملية الإصلاح في لبنان والوطن العربي عملية في غاية الصعوبة والتعقيد بل هي مستحيلة ، لا تستغربوا ذلك ، لأن العوامل التي تعاونت على إرساء قواعد الفساد فيه ، كانت تعتمد على قواعد وقوانين علمية وتاريخية ،هي في حد ذاتها ممنهجة وبارعة وكانت في غاية الدقة والعناية الفائقة ، وقد زرعت وفقا لشروط وإمكانات متوفرة وذكية لدى الغارس الماهر المطلع على حقيقة واقعنا وتفاصيل حياتنا ورقة عقيدتنا ، والمخطط المقتدروالدارس المتمكن  ، و لا مثيل لها في التاريخ فنمت بذرة ما زرع ، وترعرعت في ظروف ملائمة ابتداء من تاريخ الفتنة الأموية التي حصدت ما حصدت وزرعت ما زرعت حتى بتنا نساوي وما زلنا نساوي بين الظالم والمظلوم لا بل ونميل للظالم حتى بات الأمر علما وثقافة وفقها وجهلا وتجهيلا ، وأصبحت الجهالة علما راسخا وثقافة متدلية القطوف والأغصان وارفة الظلال نتظلل تحت فروعها فتشربنا الجهالة من سموم نسائمها وغبار رياحها وعواصفها........ ولنترك نقاطا هنا نملؤها من تفاصيل تاريخنا الأسود المليئ بالزيف والمغالطات والتحريف والإنحرافات فضلا عن الإدعاءات الجوفاء التي شحنت نفوسنا بالفرور المقيت والبهتان  ، حتىنصل إلى الإستعمار الحديث الذي زرع الجهالة فينا وفقا لأكثر القوانين العلمية تطورا فحسبنا التحلل حضارة والتخنث رجولة والكفر إيمانا والظلالةهداية والإلحاد عصرنة وتعبدا والتعري سترة حتى بتنا لا نميز بين الأبيض والأسود ، وها نحن نعيش الظروف التي هيأتنا لما هو أصعب وأشد خطورة فماذا تصلحون وكيف تصلحون والقاضي مرتشي والراعي حرامي والحامي لص والحاكم متفرعن  ؟ إذن لا تتوقعوا إصلاحا بل إمعانا في الفساد واتجاها لظلام حالك ودمار مهلك وهلاك مؤكد، إقرأوا ما قاله كيسنجر أخيرا وقد توَّج به زيارةالذي نصبناه "خادما " جديدا للحرمين وأصبح حجة للإسلام والمسلمين "سيدي ومولاي أمير المؤمنين " دونالد ترامب ..تدركوا مدى الخطر الذي يتهدد كياننا ووجودنا نعظكم لعلكم تتقون ..
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق