مابين عصر الطرابيش وعصر الكرافتات
الآن أجيب على السؤال الذي طرحته عليكم حول الفرق بين إقطاع الطرابيش وإقطاع الأرسن ( الكرافتات) أصحاب الطرابيش ما كانوا يملكون من الأمر شيئا ولنسمي الأشياء بمسمياتها غداة الإستقلال أو مايسمى بالإستقلال حيث كانت الداعشية البيضاء تتحكم بالبلد وتقاتل بسيوف فرنسية حادة وقاطعة ، كانت الطرابيش معارضة ومنبوذة في عهدي بشارة ثم في عهد كميل شمعون الذي كان أول المتصلين بإسرائيل ...وانتهى حكمه بثورة ال58 وجلوس فؤاد شهاب برعاية ناصرية على كرسي الحكم حيث بدأت الإصلاحات وذهب الطربوش مبايعا عبد الناصر وزاره التقدميون في دارته ثم مات الطربوش في بدايةالستينات وأعقبته بعد غيابه وغياب فؤاد شهاب الحرب الأهلية ... إذن الطربوش ما كان يملك شيئا ليعطيه إلا الوعود المقرونة بغصات منه ومن زائريه... ولنتركه ونأتي للطرف الآخر فإنه يملك ولكنه جعلنا قنطرة عبر علينا من خلالها لقضاء كل مصالحه ومخالفاته ثم إنه كان يملك أداة التهديد ولا نزيد وبالطبع نحن نقصد السلطة بكل تبعاتها وعلاقاتها الخارجية، والطرابيش كانت مختلفة ومتناقضة منها ومنها وهذا هو الفرق بين هاذا وذاك بين الغابر الماضي الذي كان أقل وطأة علينا والحاضر الذي ترونه وهو عاجز عن حل أي مشكل في البلد وبالطبع فنحن لا نعني شخصا معينا ولكننا نقصد السلطة برمتها سلطة الزبالة والكهرباء وقانون الإنتخاب وسلسلة الرتب والرواتب ليمتد ..هكذا كان الماضي وهكذا هو الحاضر وقد عايشتهما وعانيت منهما فكان السيئ الذي أعقبه الأكثر سوءا وفسادا ..