الميراث السياسي بين الحضارة والتخلف
تأملوا معي إلى تلك المعادلة التي تظهرنا على حقيقتنا أمام العالم وتصوروا أسباب ذلنا وفقرنا وخنوعنا وما أصابنا من مهانة وانكسار..
أنا أرث الجينات مثل كل الناس غير أنني أختلف عن سائر البشر بأنني أرث عن والدي الدين والمذهب والولاء والتوجه ولكن في غير طاعة الله أرث العشائرية والقبلية والقومية والتعصب كما أرث العرق وكل الجذور وكل هذا لا يساوي شيئا أمام ما أرثه في هذا العصر الذي هو عصر التكنولوجيا والحداثة والإبداع ( عصر الأنترنيت ) انظروا وبالأسماء دون مواربة ودون تعريض بأحد :
زعامة الحزب "التقدمي" الإشتراكي من كمال إلى وليد إلى تيمور
زعامة حزب الكتائب : من بيار إلى بشير إلى أمين إلى سامي
زعامة الشمال من حميد إلى سليمان إلى سليمان مكرر ...
زعامة طرابلس من عبد الحميد إلى رشيد إلى عمر إلى فيصل
زعامة المستقبل " الحديثة " من رفيق إلى سعد ...
زعامة التيار الوطني الحر من الجنرال إلى صهره ...
زعامة الدروز من المير مجيد إلى طلال....
زعامة آل سلام من صائب حتى تمام
زعامة الناصرية من معروف إلى مصطفى إلى أسامة
إلى آخر ما تعلمونه والقائمة طويلة وأنا لا شك أحترم الكثيرين من أركان هذه القائمة ولكن دعونا نقف أمام نوع آخر من الوراثة القبيحة فعلا تصوروا : أنا شيوعي فإ بني مثلي قطعا شيوعي أنا بعثي وإبني حتما بعثي أنا قومي سوري وإبني قطعا قومي سوري أنا قومي عربي وإبني قطعا قومي عربي أنا كتائبي وإبني طبعا كتائبي ..أنا علماني ملحد وإبني مثلي أنا متدين وإبني مثلي ..فكيف بربكم نبني وطنا على هذا الأساس ؟
تصوروا أبعاد هذه المعادلة والأوروبي ببساطة : حر وأبناؤه أحرار في كل اختيار ...... وفي الإسلام أن عليا قال لا تنشئوا أولادكم كما أنتم فإنهم خلقوا لجيل غير جيلكم ولعصر غير عصركم ( وأناأعتذر لروايتي للحديث بمعناه دون مبناه )
فهل عرفتم كيف يكون الفرق بيننا وبين العالم الآخر ؟ أعتقد أنكم فهمتم كيف أننا نراوح في مكاننا ولن نتطور بل دائما إلى الوراء والسلام على من اتبع الهدى