الأحد، 23 أكتوبر 2016

نحن والرئيس طيب رجب أردوجان

                           أردوجا ن متى يرسو على بر ؟

      أذكر جيدا أننا  منذ ما يقرب من العقدين أو يزيد ، فرحنا وهللنا كثيرا لفوز حزب العدالة والتنمية التركي في الإنتخابات الأولى  وحسبنا أن في الأمر خيرا للأمة الإسلامية على أن تكون تركيا الثانية بعد إيران  وعلى أن يكون هناك تحالف بين الدولتين والثورتين ، لأننا وضعنا الحدث التركي في منزلة " الثورة " ذلك أن الإسلاميين الإيرانيين عندما نجحت ثورتهم الشعبية  دشنوا حكمهم بأن طردوا السفير الإسرائيلي من طهران  قبل أي شيئ آخر ، وأعلنوا لا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وثورته  فقط بل أعلنوا الولاء المطلق لها ولفلسطين ولكل من يعلن الثورة في فلسطين بهدف التحرير الكامل لفلسطين ،  وحسب الكثيرون أن الإسلام هو الإسلام لا يتجزأ ولا تختلف تياراته مع بعضها حول المضمون والعناوين ، وتوقعنا أن تخطو تركيا الخطوة المناسبة  قيكون النصر للقضية الفلسطينية قد بدأ بخطواته الأولى والحثيثة ،  ولكن حساباتنا لم تكن في محلها وبدأت الخيبة تتسلل إلى نفوسنا وقلوبنا يوما بعد يوم ... ثم جاءت الخطبة المدوية لأردوجان  يوم خرج من المؤتمر الذي حضره النتن ياهو  وقلنا إنها العودة ولكن شيئا من هذا لم يحصل  ثم كانت سفينة مرمرة  التي كان أحسن مافيها أن رحلتها كانت مرة علينا وعلى أهلنا وإخواننا الأتراك  فانسجم الإسم مع المسمى بعدما قذف الصهاينة بأحد عشر نائبا تركيا في البحر حيث كانوا في طريقهم للتضامن مع إخوانهم الفلسطينيين في غزة ، حيث ابتلعتهم الأسماك قبل أن تبتلعهم الأمواج  وأخذ بعدها " الطيب جدا جدا " يصيح ويهد ويرعد فقال البسطاء والمغفلون مثلنا " أقبلت " بمعنى أن الموثف التركي والرد التركي لا بد وأن يكون حاسما ، ولكن وللأسف الشديد مرة أخرى  لم يطل الغضب الأردوجاني  على إسرائيل وعادت المياه إلى مجاريها  وبقيت دار لقمان على حالها وعادت القوات التركية لتشارك مع الجيش الإسرائيلي بمناورات  فهمنا الغاية منها غير أن المغفلين منا لم يفهموا أبعادها  ، وتمر الأيام وتنطلق الحرب الصهيونية  على سوريا حيث أصبحت حربا أممية  والغريب أن أردوجان كان فيها المجلي والداعم والمشارك والمسلح والحامي والخالق لداعش ،  وتمر الأيام فإذا بالداعشيين يعضون اليد التي امتدت إليهم  ويفجرون في تركيا  ويوقعون القتلى والجرحى ويدمرون المنشآت ، ويصرخ أردوجان مرة أخرى ثم لم تلبث صرخته أن تلاشت ولكنها أصبحت مموهة بالغضب الرقيق  ، كغضب المرأة المدللة على زوجها ، ونحن فهمنا أن إسرائيل كانت لقنت أردوغان درسا لن ينساه وفعلا هدأت العاصفته لأن إسرائيل قالت له بالفم الملآن : لاتلعب معنا فأعلن  التوبة ، ولم يعد للعب مع إسرائيل وكانت الضربة الداعشية له هي أيضا من نفس المنطلق ولنفس الأسباب فأسقط في يده إلى أن تطاول وأسقط طائرة روسية وقتل ملا حيها فوق الأراضي السورية وبعد حين أعلن التوبة واعتذر من روسيا  ، وعادت المياه إلى مجاريها  وانتعشت العلاقات وانتشرت روائح الغاز الروسي  في أنقرة واستامبول ، ولكنه ما زال يلعب مع الروس أما إيران فكانت الدبلوماسية الإيرانية الذكية جدا والودودة جدا والصابرة جدا ، تجاه تركيا  لم تتح له الفرصة في التلاعب  فالتزم الكثير من الهدوء خاصة بعدما تضامنت تركيا معه ضد الإنقلاب الذي يبدو بأنه انه كان  مسرحية أو ما يشبه المسرحية .. ثم أظهر أردوغان كزميلته السعودية بأنه غاضب على أمريكا  وربما أمريكا كانت وما زالت تسمح لعملائها ولا أقول لحلفائها أن يظهروا بمثل تلك المظاهر ليبيضوا صفحاتهم الملطخة بالخيانات والدماء والجرائم أمام شعوبهم ، ولكن أمريكا قالت له وبالفم الملآ ن لاتتجاوز السقف في تحركاتك ..وهكذا أما مع سوريا فهو ما زال يعلن أنه سيقاتل ويحارب الإرهاب ولكن عينه لم تزل على حلب  ، وفي العراق كان له نفس الموقف وقالت له العراق لا نريد مشاركة أحد في تحرير الموصل ودعونا نحررها بأنفسنا ولدينا القدرة ولكن أردوجان أعلن وبوقاحة  أن عينه الأخرى على الموصل وأنه لا بد وأن يشارك وفي الطريقة التي يراها هو مناسبة وبكل وقاحة ، وأن اتفاقية لوزان لا بد من إعادة النظر فيها ...والآن يبدو أن أردوجان قد عاد إلى المربع الأول فماذا نقول عنه ؟ مسيلمة ؟ كذاب مراوغ ّ ؟  عميل لإسرائيل والسعودية ؟ عميل لأمريكا ؟ إسلامي إخونجي داعشي ؟  نحن بالحق حائرون فيما نقوله ولكن غيرنا يلصق به كل هذه النعوت والأوصاف فمتى يضعنا " الطيب جدا " في صورة واضحة لمواقفه وأهدافه ؟ نحن في الإنتظار 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق