أين اهتمامنا بالقضية الفلسطينية ؟
علينا الإعتراف بداية بأن الصهيونية استطاعت أن تحقق علينا إنتصارات باهرة وحاسمة دون أي عناء يذكر وربما كنا نبالغ في هذه العبارة " أي عناء يذكر" ولكن الأمور تقاس بالنسبية فإمكاناتنا بالكامل قد سخرت لخدمة الصهيونية وثرواتنا تم توزيعها بطرق مختلفة نهبا وسلبا وبهرجة وإسرافا دون طائل ، وهذه أيضا حقائق لا بد من الإشارة إليها ، وجهالتنا وقلة وعينا وندرة المثقفين وعدم وجود ثقافة وهذا ناتج عن التعمد في نشر الأمية في الوطن العربي ، وبسبب المخططات الصهيونية الأمريكية وانصياع النواطير والذيول من حكامنا لأوامرهم ثم المبالغة في تنفيذ المخططات والطروحات الصهيونية ، وهذا الأخطر في الأمر كل هذه العوامل تعاونت من أجل تحقيق النصر للصهاينة وهذا الأمر لم يعد خافيا على أحد ...
ولنعد إلى البداية لتوزيع المسؤوليات بإنصاف وكلنا مسؤول ولكن الفلسطينيين يتحملون الوزر الأكبر في ذلك ونحن لا يمكن أن نلتمس لهم العذر في ذلك لأسباب كثيرة وسوف نوردها في الوقت المناسب ، ولكن لا بد من الإشارة إليها فكل الخيانات العربية التي ارتكبها الحكام الذين عينتهم الصهيونية المخابرات البريطانية والأمريكية علينا ، يتحملون في ذلك وزرا محددا غير أن الفلسطينيين يتحملون الوزر الأكبر ولو لم يكن بينهم إلا ياسر عرفات والمذموم عباس لكفى الأمر ، وإذا قلنا بأن حكامنا قد تم اختيارهم من قبل الدول المستعمرة سابقا وبموجب إنتخابات مزورة فإن الفلسطينيين اختاروا قادتهم بملء إرادتهم وعن وعي ومعاناة فكيف وقعوا بالفخ ولماذا انحرفوا ؟ ومرة أخرى نقول بأن للموضوع حديثا آخر ..
أما بالنسبة للعرب والمسلمين فإن الأمة الإسلامية عبر ما يزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمن لم تجمع على شيئ أبدا باستثناء هذه القضية التي أجمعت عليها االأمة قاطبة فكيف لنا أن نخرج عن هذا الإجماع ؟ وكيف لنا أن نخون ذيننا وشرفنا وقضيتنا ومستقبل أبنائنا وأجيالنا ؟ وهذا ما سنتحدث عنه ..
الدول المعترفة بإسرائيل أكثر من الدول التي لم تعترف ونكاد نقول إن نفس الذين أجمعوا على إخراج سوريا من جامعة الدول العربية هم نفسهم المعترفون بإسرائيل ، ولنبدأ من المغرب فتونس فمصر العظمى فالأردن ف" نصف " العراق أي كردستان و"نصف "السودان أي الجنوب ناهيك عن دول ومشيخات الخليج مجتمعة ماعدا الكويت التي تحتفظ بقاعدة " أمريكية " أما السعودية فهي المعترف الأكبر والمتحالف الأكبر والحامي لكل المعترفين إذن فالإعتراف خيانة وكفر وانحراف ونذالة فكيف لنا أن نتحدث عن الخروج عن الإجماع وفي الشرع ظوابط واضحة لا تخفى على أحد ؟
وإذا هان علينا اعتراف هؤلاء فإنه لا يهون إلا بناء على اعتراف صاحب القضية المباشر بالعدو وهو ما يسمى " بالسلطة الفلسطينية " فماذا نقول بعد ذلك ؟ هل يجوز للسلطة الفلسطينية الإعتراف بإسرائيل ؟ وهل يجوز للحكام العرب التخلي عن فلسطين ؟ وهل يجوز للعرب أن يجتهدوا في الحديث عن " عدو " آخر للأمة العربية وهو الشيعة وإيران ألا خسئ القوم الكافرون واللعنة على القوم الظالمين ...