مـابين المد الشيعي ..والمد
الشيوعي
أمريكا والصهيونية
مازلت أذكر يوم كنت في
ريعان الشباب وكنت متعشقا للفكر اليساري كيف أن العالم انقسم إلى معسكرين غربي
رأسمالي إستعماري ، وإشتراكي تقدمي تحرري "ديكتاتوري" وقد اكتشفت مع
كبري ونضجي " النسبي " أن الديكتاتورية جهالة وحمق وقمع فالديمقراطية
والمواطنة هما اللتان تحميان النظام وتحصناه ، لا القمع والديكتاتورية ودعنا من هذا
فماذا كان ؟ المعسكر الغربي بذكائه وحنكته وأجهزته واستعانته بالبهائم انتصر على
الفريق التقدمي بعدما رفع راية التصدي لما وصفه بال " مد " الشيوعي على
أنه تخريبي وكفر وإلحاد وتدميري وفوضوي وهي المصطلحات التي صنعها الغرب وأشاعها بين
الناس ، وكان لها بفضل الإعلام التضليلي من التأثير ماكان فخدع الناس وجعلهم يسيرون خلفه كما تسير الحملان
خلف الجزار ، وكان له أن انتصر على الشيوعية وسقطت موسكو ، وكانت هزيمة الفريق
الذي كنا ننتمي إليه ونحتمي به بسبب حمقه
وجهالته وانحرافه عما يعرف بدكتاتورية
البروليتاريا تلك " الدكتاتورية " التي
تركت وراءها أصناما تعبد وفرقا
تقمع وتضلل ، وبتنا نحن في العراء بلا غطاء ولا وطاء فريسة للذئاب وعشنا حقبا على
هذه الحال وأمريكا هي السيدة .....ظهرت الثورة الإيرانية وظهر معها حزب الله
وسوريا والمقاومة الفلسطينية وكتب لهذه القوى المستجدة على الساحة الدولية أن تحمل
عبئا ثقيلا وميراثا مترامي الأطرف ولكنها صمدت حتى الساعة ..كمحور للمقاومة ومهمة
هذا الفريق في غاية الأهمية والصعوبة ولكنه صمد ببطولة في وجه الصهيونية الأداة
الأولى لقوى الشر فماذا كان من العبقرية
الأمريكية ؟ السلاح جاهز فبدل ال " مد " الشيوعي طرحت ال " مد
الشيعي " والفاصل بين المدين هو حرف الواو فإذا نقلنا هذا الحرف وجعلناه
للعطف نجد أن قدرنا أن يكون هناك تحالف بين هذا وذاك أي بين الشيعة والشيوعية بين
الرفض والمقاومة والتقدم والحرية ، وبين من يقابلهم في معسكر التخلف والخبث
والإستعمار والصهيونية وحلفاء الشيطان من الوهادية وأجلاف الأمة ... وكان لهذا التوجه خطورته في مجال الفتنة وتفريق
الصفوف وصرف الأنظار عن العدو الأساسي الذي هو الصهيونية بكل ما تمثله بشبكاتها
وأدواتها وحلفائها ...لقد جندت أمريكا اليوم كل رموز الهمجية والتخلف والأمية
والدهماء والعمالة والكفر المموه بالإيمان والزندقة والإلحاد وعلى رأسهم آل سعود
وهي تسير بحلفائها وذيولها هؤلاء في نفس الطريق الذي سلكته في مواجهة المد الشيوعي
وهكذا ..ولكن من الذي سوف ينتصر ؟ نحن نثق أننا المنتصرون وبإذن الله .. والمدان مازالا هما المدين
مع تغير طفيف بالحروف ووحدة الهدف ...
29/04/2016