السبت، 29 أغسطس 2015

نحن وصاحب الغبطة البطيرق




                                  نحن وصاحب الغبطة الراعي
         من حق صاحب الغبطة علينا الإحترام والتقدير لشخصه من جهة ولما يمثله من جهة أخرى ،  ومن حقنا عليه  أن يستمع إلينا  في حوار لا نهدف من خلاله إلا مصالح الأخوة المسيحيين ،  لا لكونهم مسيحيين بل لكونهم مواطنين ،  فالمواطنة عندنا هي الأصل والأساس ، ونحن  جميعا  شركاء في المواطنة حكما وعقلا وقانونا وحضارة ،  ومن هنا  فإننا نرى أن دخول غبطة البطريرك في المعركة السياسية لم يكن متوازنا ولم يكن منسجما مع القيم والمبادئ التي ينبغي دائما أن تكون ميزانا لكل وطني ، ونستطيع القول  بأنه نظر إلى الموضوع من عين واحدة وما كان لرجل في مثل موقعه أن ينظر إلى مثل هذه الأمور  بتلك النظرة ،  وأكثر من ذلك فإن الرجل لم ينظر إلى مصالح المسيحيين عامة وإلى الطائفة المارونية الكريمة خاصة ،  فكيف كان ذلك ؟ لقد تعودنا في لبنان جميعا مسلمين ومسيحيين ،  أن نقول بأن " الرئاسة في لبنان  لا تحتمل ولا تقبل رجلا قويا" وهذه العبارة أساءت لتاريخنا ولشعبنا  وأخلاقياتنا وقيمنا ، قبل أن تسيئ إلى الطائفة المارونية وقد تعودنا أن يحرق السياسيون الرجل القوي بمحارقهم المصنعة خارجيا  حتى يتمكنوا من تحقيق مصالحهم ،  كما تعودت القوى الإقليمية أن تعمل على دعم الضعيف لتبقى المسيطرة وكذلك لتبقى مصالحها مضمونة ،  ومن حقها هذا( والشاطر مايموت ) فهي حرة في اللعب في ملعب لا حراس فيه ، وتاريخ لبنان الحديث عرف من الرؤساء الموارنة  رجلين قويين : الأول كميل شمعون والثاني  فؤاد شهاب أما حكم شمعون فقد انتهى بمأساة وطنية ودمار شامل وثورة شعبية ،  أما شهاب فقد عرف عهده الكثير من الإصلاحات ،  ولسنا هنا  بحاجة للحديث عن  مسألة مزاجية الرأي لنمتدح من نحب ونعرض بمن لا نحب ،  فالسياسة واضحة وهذا شأنها تلون وبريق وتقلب  بين الخفوت والنهوض ، أما  أميل لحود فقد كان مقاوما بامتياز عمل على حماية لبنان وهذا ما يتعارض مع مصالح من وصفناهم سابقا  بالداعشيين القدامى ،  ولنعد اليوم لمعركتنا معركةما أصبح يعرف بالفراغ الرئاسي ، وقد عالج البعض الأمر على أنه فراغ من كرسي كان ينبغي أن يشغلها مسيحي ،  وهنا  نتوقف للقول باختصار ما هكذا تورد الإبل ، لأن الضرر واقع على لبنان كل لبنان فمن الذي  تسبب في هذا الفراغ  ولماذا نحصر النتائج السلبية على أنها خاصة بالطائفة المسيحية الكريمة ؟ نعم إنه خطأ فادح وكلمة حق يراد بها باطل ،  والحق يقال أن الذين تسببوا به هم نفس الذين تحدثنا عنهم سابقا وهم أولئك الذين كانوا دائما يبحثون عن الرجل الضعيف، سهل القياد والإنصياع ،  الذي يتمكنون من تأمين مصالحهم من خلاله ،  وهذا واضح  فلا حزب الله أرادها ولا ميشيل عون أرادها ولا الأكثريةالساحقة من اللبنانيين أرادتها ،  فما هو عيب المرشحين اللذين تسببا بذلك ؟  سمير جعجع قوي بميليشياته وعلاقاته التي ابتدأت بقتل كرامي ومرورا بإسرائيل وانتهاء بالسعودية وهو ضعيف بشعبيته  وكفته راجحة بنواب مشكوك بشرعيتهم ، وهذا ما أخاف الكثير من اللبنانيين أما الجنرال عون فهو القوي بشخصيته  وماضيه وشعبيته ووطنيته ونزاهته  ، وهو قوي على الساحة المسيحية بشعبيته ونوابه ،  وقوي على الساحة الشعبية عامة والتحدي قائم  لإثبات ذلك عندما اقترح التيار الوطني الحر الأمر لأن يطرح على الشعب بأن يتجه إلى الصندوق  ،  ولو على صعيد الطائفة المارونية الكريمة  وحدها وهذا ما رفض وما زال يرفض  من الأطراف التي تخاف من رأي الشعب ،  وإذا كان يحلو لأيتام اللحدية وبقايا ما كان يعرف بجيش لحد وسلفيي حزب الكتائب وأصحاب ما يعرف بثورة الأرز الإدعاء بمقاومة السوريين فإننا نقول : إن منطق هؤلاءمجاف للحقيقة وبعيد عن الدقة ،  فقد كان ولاء هؤلاء  سابقا لإسرائيل ولاحقا لحلفاء إسرائيل ( السعودية ) وكانوا زمن السوريين يقفون في طوابير طويلةأمام مكاتب كنعان ورستم غزالي في انتظار الحصول على بقايا الكعكة  ، وهذا الأمر ليس اتهاما ولكنه موثق وقد كتبت عنه  وسائل الإعلام المحايدة  ، أما الجنرال فقد قاتل وقاوم ودفع ثمنا لذلك وقاتل بشهادة خصومه بشرف وشجاعة  وأظهر أن اعتراضه على الوجود السوري كان نابعا من قناعة ، وهو بالتالي لا عنصرية ولا طائفية ولا قبلية ، إنه الموقف الشريف  فقد قال إذا انسحب السوريون فنحن معهم  ومنهم ،  وهذا ماكان والرجل بعد ذلك قوي بشعبيته  وشجاعته وهو ضعيف  بنواب يفتقرون إلى الشرعية  والدعوة باللجوء إلى الصندوق هي عنوان الشجاعة والثقة بالنفس  وهي الطريق إلى الديمقراطية الحقة ،  فالجنرال يحضى  باحترام الأغلبية لدى المسيحيين وكافة الطوائف وهو بالتالي ثالث ثلاثة من الذين تحدثنا عنهم سابقا وحتى لا يلتبس الأمر  فإننا نقول بأنه ثالث من حيث القوة ( شمعون وشهاب ) وثالث من حيث الصلاح والإصلاح ( فؤاد شهاب وإميل لحود ) هكذا هو واقع الحال ..
   ونعود إلى غبطة البطريرق ،  أما كان ينبغي أن يقف إلى جانب وحدة لبنان  التي تتطلب المرحلة التي يمر بها إلى من هم  في مستوى عون وفؤاد شهاب وإميل لحود ، الذين حفظوا سيادة لبنان ووحدة لبنان  ثم ألا يرى غبطته أن سمير جعجع  وكميل شمعون تسببا بكوارث وإنقسامات ألحقت الضرر البالغ بوحدة لبنان وهزت ثقة المسلمين بإخوانهم المسيحيين  ومهدت لحروب وفتن أهلية  وأراقت الكثير من الدماء ،  وزرعت  حساسية نحن بغنى عنها وقد ناضل ميشيل عون عبر مثقفي الطائفة المارونية  وقد جمع شملهم  وجندهم لخدمة لبنان ووحدة لبنان ، حتى تمكن من تجاوزكل العوائق والعقبات ؟ وبهذه الحالة أما كان ينبغي على صاحب الغبطة أن ينظر بعين محايدة ويقارن بين من بنى الثقة بين الشركاء وبين من زرع الفتنة  والبلبلة بين أبناء الوطن الواحد وزعزع هذه الثقة؟ نعم هنا نحن نعتب على غبطة البطريرق لأننا لا نشك بسعة ثقافته وشفافية رؤياه ، والمنطق يقضي بأن يكون صاحب المقام العالي كالراعي على مسافةواحدة من الشركاء وأن تكون مصلحة الوطن هي العليا وتكون القاسم المشرك بين كل الشركاء ؟ نعم نحن نقول إن ميشيل عون هو الأصلح في هذه المرحلة وهوالأنسب والحياد بين عون  وسمير هو انحيازلسمير وهوالأضعف وسامح الله غبطة البطريرق السابق  فيبدو أنه رسم خريطة بذلك قبل رحيله ...؟؟ !!..
‏29‏/08‏/2015


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق