الأربعاء، 26 أغسطس 2015

لبنان من داعشية مارونية إلى داعشية وهابية

                               لبنان  من الداعشية المارونية .. إلى الداعشية الوهابية
قدر للبنان أن يتأسس  في مرحلة التأسيس الإقليمي  لإستراتيجية غربية خبيثة واسعة  انطلقت من سايكس بيكو التفتيتية   وقدر لهذا التأسيس أن يتم على أيدي الفرنسيين  المعروفين بمكرهم وعنصريتهم   وولائهم للصهيونية العالمية باعتبارهم شركاء فاعلين في تأسيس دولتها فكان تأسيس لبنان يدخل في إطار الإستراتيجية المذكورة وفي إطار التمهيد لتأسيس إسرائيل  على أنه من المقدمات طويلة الأمد لما هو أشد وطأة وأكثر خطورة ذلك أن الغربيين يخططون وبشكل دقيق للمستقبل البعيد وهذا من حقهم ودليل على نجاحاتهم الت تتحقق بسهولة وبآجال محددة  فخرج لبنان  من الوصاية الفرنسية المباشرة  ليدخل مرحلة جديدة من الوصاية الأكثر خبثا وتعقيدا  وبإشراف فرنسي غير مباشر ، وكان لفرنسا أن تجمع شمل عملائها من اللبنانيين  المتعاونين معها وتزج بهم فيما يشبه المعتقل  في بشامون على أنهم مقاومون للإحتلال وطلاب استقلال ، بحيث جعلت منهم في يومين  أبطالا وهميين لإستقلال مزيف  ثم سلمت زمام الأمور للداعشية المارونية الناشطة في ذلك الحين والمرتبطة بالكنيستين اللبنانية  والبابوية .... وهذه الأخيرة لم ولن تكون بعيدة عن الأوساط المخابراتية....وأطلقت لهم العنان ليعيثوا فسادا في الأرض ( ولكل مذهب أو دين داعشيته أي  سفهاؤه ) فحكم الموارنة هذا البلد وجعلوه مزرعة مارونية بامتياز  على أن يهيأ ليكون دولة مسيحية مستقبلية  كما بشر بذلك حزب الكتائب الذي مكن لنفسه في السلطة  ليكون الحزب الحاكم ،  ولما كانت فرنسا هي الوصية فقد أحكمت التخطيط  بطريقة ذكية لا مجال للدخول في تفاصيلها ،  فوضعت قاعدة تقسيمية معروفة بإسم ال 5/6 أي للمسيحيين ستة مقابل خمسة لغير المسيحيين ، ثم بشرت بالتقسيم ونادت به ،  وتسلم الموارنة زمام الدولة وظيفة وإدارة  وثقافة ...فالوظائف  في جلها لطائفة واحدة والتعليم باللغة الفرنسية وأطلقت يد الكنيسة المارونية  لتسيطر على كم هائل من العقارات والمساحات الشاسعة في مختلف المناطق ،  وكان كل هذا في البداية برعاية بشارة الخوري فضاق المسلمون به وتشكلت المعارضة للإطاحة به  للحيلولة دون بسط نفوذ طائفة تمثل الأقلية على بلد متعدد الأطياف ،  وتم إسقاط بشارة الخوري ليستبدل بالأسوأ فكان كميل شمعون الذي  أسس لظهور طبقة  مسيحية مارونية يمكن أن نطلق عليها   إسم السلفية المسيحية أو الأصولية المارونية  بعد أن بسط نفوذه بدكتاتورية  كان لها تداعيات خطيرة  ثم أقام علاقة سرية بإسرائيل كشف أمرها فيما بعد ، فبرزت المعارضة الوطنية التي جمعت بين مختلف الأطياف والطوائف والأحزاب العلمانية ،  واحتمى شمعون بما يمكن أن نطلق عليه اليوم إسم الداعشية التي  خلقتها أمريكا  وأشرفت على تنظيمها وتسليحها وتمويلها ، نعم حكم الموارنة لبنان بنفس الطريقة التي تمهد لقيام دولة مسيحية في لبنان تكون  في مقابل ما سيأتي في فلسطين المحتلة على أنه  دولة  يهودية  وتتضح الرؤية اليوم بحيث أن الإستراتيجية الغربية إستراتيجية بعيدة المدى كما ذكرنا ، وكأن الغرب رسم لقيام  ما يؤدي إلى الفتن والإنقسامات التي تؤدي إلى إنشاء دويلات مشرقية تعتمد على البعد المذهبي حينا والبعد العنصري حينا آخر وظهرت الجماعات المتناقضة المتباينة والمؤسسة لفتن واسعة ،وهذا مااتضحت معالمه في أيامنا السوداء تلك التي دخلنا هذه الأيام إلى جحيمها المشؤوم  على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي برمته ،فدولة كردية وأخرى درزية مقترحة وثالثة علوية ورابعة شيعية فضلا عن السنية...... وهذا ماعملت الداعشية المعاصرة من أجل إقراره ... تنبه اللبنانيون بمسيحييهم الشرفاء وباقي الوطنيين  ولحسن الحظ فقد تزامنت  هذه المرحلة التأسيسية  مع ظهور عبد الناصر والتف اللبنانيون سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين حول شعارات تعمل من أجل وحدة البلد ، حتى تمكنوا من الإطاحة بكميل شمعون  ولكن بعد أحداث جسام  حسمها اللواء فؤاد شهاب لصالح لبنان ووحدة لبنان ، والتف الناس حوله حيث أدخل على النظام إصلاحات عدة كان أبرزها مجلس الخدمة المدنية  ، غير أن فؤاد شهاب انتهى وانتهت معه إصلاحاته  لتحل محلها الفوضى من جديد  ،   ثم  تحرك حزب الكتائب الذي وصف بالإنعزالي   لعدائه  المفرط  لكل دول وشعوب الجوار وتمادى في إظهار عدائه للعروبة والإسلام معا ، وقد أسس قاعدة اعتبرت الركيزةالأساسية  لحكم مسيحي ماروني ومد الجسور مع العدو الصهيوني  وأنشأ معه العلاقات المشبوهة ، وهمش الوطنيين وبالعودة قليلا إلى الوراء نرى أن القوى والشخصيات الوطنية والزعامات التقليدية  تحركت  زمن شمعون بزعامة  أحمد الأسعد وصائب سلام  ورشيد كرامي وحميد فرنجية أي قادة المسيحيين والمسلمين كما تحركت الأحزاب الوطنية وأنشأت تكتلا بزعامة كمال جنبلاط  ، وابتدأت الحرب الأهلية التي تسببت بمأساةتاريخية أدخلت الموت والدمار لكل بيت من البيوت اللبنانية التي  مست الفقراء دون سواهم من طبقات المجتمع ، وهذا تم على مرحلتين المرحلة الأولى قضت على كميل شمعون والمرحلة الثانية  عام 1975 كانت بداية دامية للحرب الأهلية التي استمرت عقدا ونصف من الزمن  تخللهاالدخول الإسرائيلي حبث احتل قسما كبيرا من لبنان ودق أبواب العاصمة بيروت  ثم كان أن وضعت الحرب أوزارها  وتدخل " لوزان " على الخط وبعدها الدوحة وأخيرا الطائف حيث أسس اللبنانيون لمرحلة جديدة هي تلك التي نعيشها اليوم  ، غير أنها أسوأ من غيرها  وكان ما يسمى بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين ولن نخوض في هذا لأن شيئا لم يتبدل في ظل تدخلات  سعودية مرتبطة بالعدو الصهيوني  وموالية للعدو الأمريكي  ، نحن الآن نعاني من وطأةاتفاق الطائف فهو مرفوض بجملته تحت الطاولة ومقبول على مضض فوق الطاولة ،  ونحن ما زلنا نتداول في أمره والأمر مطروح بين من يدعو إلى إلغائه  بعدما تسبب بظهور داعشية جديدة هي تلك التي تعرف اليوم بالداعشية الوهابية السعودية وبين المقاومين وطلاب العلمانية والراغبين بإلغاء الطائفية ... ولكن كان بين هذا وذاك إحتلالان  أولهما احتلال عرفاتي ولا نقول فلسطيني  بحيث تآمرت جامعة الدول العربية  التي عقدت اجتماعاتها في الخرطوم في إحدى قممها المشؤومة ، لتعلن ما يعرف باتفاق القاهرة  الذي تقضي فلسفته بالتخلي عن القضية الفلسطينية برمتها وبرعاية أمريكية  وتنفيذ عرفاتي  واضح ووضع حجر الأساس في قبر القضية الفلسطينية برمتها ،  وكانت تقضي هذه الإتفاقية شكلا  وظاهرا بجعل الجنوب اللبناني منطلقا " للمقاومة" الفلسطينية المزيفة  أما الباطن فيقضي بتوطين الفلسطينيين في الجنوب  لتكون النهاية للقضية والبداية لقضايا أخرى تفتيتية وفتنوية  لخلق جراح تكون أكثر إيلاما وعمقا ودموية من سابقاتها  ،  وهذا ما نشهده اليوم  بالظبط  وكان الوجود الفلسطيني يقضي بأن يكون الجنوب وكرا للفتن والمؤامرات كما هو الحال اليوم في مخيم عين الحلوة  الذي تبدل اسمه ليصبح (عين المرة) وكانت مفاسد ياسر عرفات والصراعات التي تسبب بها بين الفصائل الفلسطينية وأغرق بها الساحة الفلسطينية حتى كفر الفلسطينيون بالعرب وبقضيتهم معا ، والأدلة والشواهد على ذلك أكثر من أن تعد أو تحصى وباستطاعتنا العودة إلى الأرشيف لنعرف مدىما خلفته الحروب والفتن الجانبية بين فتح  ( عاصفة وصاعقة وجبهة شعبية وأخرىعامة وثالثة عائمة ..) وبين سائر التنظيمات من جهة وبين الفلسطينيين والجنوبيين من جهة أخرى لقد كشفت اللعبة ثم تدخل إسرائيل على الخط لتطرد عصابات عرفات التي ثبت أنها لم تقاوم ولا علاقة لها بالتحرير والحرية  وهرب ياسر عرفات وجماعته  كالأرانب أو كما تهرب الجرذان المذعورة ولنعدثانية إلى الأرشيف فكل شيئ موثق والجواسيس الذين كشفت هوياتهم وكان ياسر عرفات  يرعاهم بعد أن نصبهم على أعلى المستويات كقادةمزورين  أصبحوا معروفين بالأسماء ،  وكان بالطبع عرفات على رأسهم  ثم خلفه العباس المرضي عنه سعودياوإسرائيليا.... هذا فصل من حكاياتنا  أما الفصل الثاني  فهوالإحتلال الإسرائيلي ومعاناتنا المرة  وظهر معها ما يعرف بجيش سعد حداد أولا  ثم قتلته إسرائيل لأنه كان أقل دموية في تنفيذ مخططاتها فالرجل كان مغفلا وكان يظن أنه يقاتل ضد الفلسطينيين فبدلته إسرائيل بمن هو أكثر وكان العميل  أنطوان لحد وهنا نعقد مقارنة بين ياسر ومحمود ،  وسعد ولحد ،  والجميع خونة غير أن النسب والوظائف الملقاة على عاتق كل منهم هي المختلفة نسبيا  وفي الجنوب تولدت الداعشية المارونية حيث اخترقت قرى مسيحية كالقليعة والعيشية وعين إبل ورميش  وأخذت تقاتل تحت إمرة لحد  فكان القتل والتشريد والنفي والإعتقال  وقد مات العديد من الجنوبيين تحت التعذيب  ، و كانت محتشدات الإعتقال  في كل من أنصار والخيام  في لبنان وعتشيت في الأرض المحتلة من فلسطين  نعم كانت الداعشية المارونية المشكلة من سفهاء المسيحيين ، وكانت المعابر في صيدا وباتر والبقاع تلك التي عانينامنهاالأمرين ،  نعم كانت الداعشية المتعاونة مع إسرائيل أقل وطأة من الداعشية  المتعاونة مع دول الخليج وتركيا وإسرائيل فالداعشية درجات ولكن الهدف واحد واليوم  في لبنلن  مقاومة وصحوة  وردة فالمسيحيون التفوا بغالبيتهم الساحقة  وبمثقفيهم حول  الجنرال عون وسليمان فرنجية وبقية الأحزاب التقدمية كا لقوميين والشيوعيين وهؤلاء مع المقاومة الإسلامية يشكلون درعا تقدميا وطنيا للوطن ولكن من الذي يرفض ومن الذي يعارض ؟ الداعشية الجديدة المتحالفة مع الداعشية القديمة، عملاء إسرائيل القدامى مع عملائها الجدد  من الوهابية  ومن لف لفها  والحبل على الجرار والتاريخ يعيد نفسه  ونحن اليوم أمام امتحان عسير فهل ننجح أم تلتف المخابرات الصهيوأمريكيةعلينا كما التفت على غيرنا ؟ الجواب : نحن نناضل والعدو يكابر ،نحن نواصل والعدو يواصل التآمر نحن ماضون في مشروعنا والعدو ما ض في مشاريعه فكل مانتمناه هوأن تتضح الرؤيا وينقشع الضباب ويعرف كل مواطن حر دربه ويسير مستقيما عبرها وهو مصمم على انتزاع النصر وتحقيق أهدافه السامية ...وأخيرا فالداعشية  لم تعد وهابية فحسب ولكن كل حثالات وزبالات الأمة بمسيحييها ومسلميها تصب في مجاريرها وما علينا إلا التنبه لنحول مجراها إلى البحر دون أن تتمادى في إلحاق الأذى بأمتنا المنكوبة بقادتها ..
‏25‏/08‏/2015


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق