الخميس، 23 يوليو 2015

المكبات والنفايات والمحاصصة الطائفية




                                    المكبات والمحاصصة الطائفية
ربما تكون هي المرة الأولى التي يعبر فيها عن المحاصصة الطائفية بطريقة معقولة  ولكن مختلفة ،  على أن مكبات النفاية  قد دخلت سوق المزايدة في هذا الشأن ، وهي صاحبة الفضل في ذلك على أنها أنها  جعلت من المكبات  صورة ناطقة عن  طبيعة النظام الطائفي في لبنان والملفت في الأمر أن بعض نواب المستقبل " البيارتة  لم يتورعوا ذات يوم عن الإدعاء بأن بيروت هي من "ممتلكاتهم " وقد طلبوا من " الغرباء " عنها الرحيل عنها ،  وقد استمعنا إلى بعضهم يوم أمس وهم يقولون بأن بيروت لساكنيها وسكانها من كل المناطق ، وهذا بالنسبة لنا تطور يحمد القوم عليه ،  وبالتالي فإن توزيع المكبات ينبغي أن يراعي هذا الجانب وعلى الجنوبيين والبقاعيين والعكاريين...  أن يفسحوا المجال لإنشاء مكبات للنفايات فوق مناطقهم ولكن النائب المحترم لم يلفت إلى ضرورة  أن يكون إنماء المناطق عادلا  بنفس مستوى توزيع المزابل  ، إن تحقق  ذلك  ، حتى تعم العدالة في هذا البلد المريض والمتهالك على نفسه ،  والذي انتهى به الأمر لأن يكون بين مخالب ثلاثة وآخرها ناب  النفايات ،  أما أنياب الداعشية والسعودية فهي أنياب كأنياب " الجعارية "  ومعالجتها باتت على مايبدو أسهل من أنياب  الزبالة بعد معركة الزبداني  والقصير والقلمون ، والتوقيع على الإتفاق النووي بين إيران والدول العظمى  ، التي أكرهت على الإعتراف بالدور الإيراني في المنطقة والعالم  ، وعلى العموم فإن شر البلية ما يضحك  فكارثة الكهرباء وكارثة التوريث الإقطاعي " المودرن" ثم كارثة الداعشية وكارثة التدخلات السعودية في شؤوننا ناهيك عن التهديدات الإسرائيلية ، هي من الشرور التي عانينا منها الكثير والكثير لما جرته علينا من ويلات  ومصائب قد ظهرت عليها البصمات الصهيونية بوضوح ،  واليوم ماذا عسانا أن نفعل بالنفايات  فمكب الناعمة أٌقام الدنيا ولم يقعدها ومكب صيدا أخذ طريقه للحلول وفي الجنوب تحركات هنا وهناك  ضد هذا المكب أو ذاك  أو ما يشبه المكب،  وبيروت غارقة في طوفان من المكبات ،  وهناك دعوات ضمنية لأن تتوزع المكبات توزيعا أقرب ما يكون إلى المحاصصة  الطائفية  بوجهيها  بما في ذلك " الطائف "والموسم السياحي ، الذي لا يعنيني ،مهدد هو الآخر بالبوار ،  وعلى  الفنانين  والفنانات  والمطربين والمطربات  والمؤمنين والمؤمنات والراقصين والراقصات والفاتنين والفاتنات وأصحاب المطاعم والكباريهات  وعلى كل من يسير في فلكهم  بزماره أو طبلته وشبابته  أن يتجند للدفاع عن  مسيرتهم ومستقبلهم  وعلى هؤلاء أن يتحركوا خاصة منهم أصحاب الفساطين القصيرة  من أجل إنقاذ مهرجاناتهم وحفلاتهم  من البوار ن  لأنهم يربطون بها الإقتصاد اللبناني بكامله من البوار ولعلكم تذكرون يوم تباكى المنافقون على اقتصاد البلد من جراء الحرب التي شنتها إسرائيل على الجنوب ولم تنزف لهم دمعة على العشرات بل المئات من الشهداء  واليوم نقول لهم : موتوا بغيضكم ونحن تعودنا على التعايش مع الزبالة وهي تغمرنا من أخامص أقدامنا إلى شوشات رؤوسنا  ، ناهيك عن الوضع السياسي  المتعفن والطاقم السياسي الذي ابتليت به البلد من سمير إلى طارق فأشرف ... إذن فلتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها فإن بيوتنا من حديد  والنفايات لا تزعجنا ولكن حذار من الإقتراب من جدران بيوتنا فهي محصنة ،  والسياحة فقط هي المهددة ولفت انتباهي ما ذكره النائب الشاب والرئيس الجديد لحزب الكتائب  حول المناقصات وطريقتها لأن الحبل اقترب من الإلتفاف حول عنقه فتحرك  أوأوعزوا له بالتحرك في الوقت المناسب لينطق بالحق ،  وهو مشكور على ذلك ،وما زلنا ننتظر منه ومن المهتمين بحفلاتهم الغنائية  المزيد من التحرك  فعساهم يكونون الأكثر تأثيرا  لأن البارات والكازينوهات والعلب الليلية  ومواخير الدعارة سوف تشهد كوارث لا كارثة لأن شرب الكأس لايحلو إلا بوجود  الزهور و" الزهرات" والعطور والمعطرات بدل الزبالة والقاذورات ، وذوات القدود الممشوقة اللواتي سوف يضر بهن ريح القاذورات المتحرك شمالا   والعفونة التي تجعلهم يتقزون  ويقلبون شفاههم " قرف " أللهم لا شماتة ... ولبنان يعاني من حشرجات سوف تقود به إلى نهاية باتت محتومة  كان الله بعون لبنان وبمراقد عنزاته وقطط الحمراء ..
‏23‏/07‏/2015


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق