سينا وشرم الشيخ وإمكانيةحمايتهما
لست خبيرا عسكريا ولا شأن لي
بالإستراتيجيةالعسكرية ، ولكنني وكقارئ أظن في نفسي التميزعن العامة فقط ، أقرأ ما وراء السطور وأستنتج منها ما لا يمكن أن
يستنتجه غيري ، ومن هنا أبدأ ، فسينا صحراء واسعة عبرتها عام 1964 من بور
سعيد باتجاه غزة ، وهي مكشوفة تماما
وخالية أيضا من السكان إلى حد ما وعلى الأقل لاكثافة سكانية فيها تعيق تحرك الجند
في أي عملية عسكرية ، ومراقبتها أسهل بكثير من مراقبة جنوب لبنان ، وحمايتها متاحة وهي أسهل بكثير من حماية منزل
وزير عربي يخاف على نفسه من الإغتيال ، وبالتالي فإن المرء يتساءل عن طبيعة هذا
الواقع الذي نراه يوميا من تنفيذ اعتداءات صارخة على أطراف تلك الصحراء وفي
وضح النهار، ولما كان للتاريخ علاقة فلنعد قليلا إلى الوراء عندما زحف العميل أنور السادات على بطنه إلى تل أبيب
وأبرم وثيقة الإستسلام نيابةعن جيش لمصر لم ينهزم ، بل حقق انتصار العبور وقدم
عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين والمفقودين ممن دفنته إسرائيل أحياء ، وما زلنا حتى اليوم نحتفل بما يصفونه بيوم
العبور فما هي الحكاية ؟ يومذاك تحدثت
الأنباءوأيدتها الوقائع بأن أنور السادات الجاسوس ، وقع مع العدو الصهيوني اتفاقيةاستسلام لاسلام
وبمقتضاها يسمح للمصريين بالتحرك في سينا على ألا يتجاوز عدد الجنود المصريين فيها
700 جندي أما السلاح الذي يتسلحون به فهو
فردي ولإسرائيل البقية ، وأنا بالفعل لم أطلع
على تفاصيل إتفاقية الذل هذه حتى أعلق علىبنودها ، وهذا من اختصاص
الخبراء العسكريين ، وهم بحمد الله
كثر ولنتوقف هنا أمام المجازر الأخيرة التي ارتكبتها الفصائل السعودية الداعشية في
سينا ، إذ لا بد وأن نسمي الأشياء
بأسمائها فالسعودية متحالفة مع داعش في
اليمن ، ومصر متحالفة مع السعودية في
حربها على فقراء اليمن ، وأمريكا سيدة
المواقف كلها ، معنى هذا أن مصرحكما متحالفة مع داعش والسعودية وأمريكا ، فكيف لنا
أن نفسر هذا ؟ ربما أكون عاجزا عن الأمر، وما علينا إلا إحالته أيضا إلى الخبراء فإن ثقافتي لم تسعفني لأكثر
من هذا ، فليس لمصر قوات في سينا وهي
بالتالي عاجزة عن مقاتلة داعش أو مجرد
التدخل لحماية سينا ، ولذلك نراها اتجهت
نحو حماس التي لا أحب واخذت تتناوش
معها وربما كان في الأمر تمثيلية وحركة
إلهائية بهلوانية ومهما يكن من أمر فإننا
نقول إن مراقبة سينا أمر في غاية السهولة سواء كان من قبل مصر أومن قبل إسرائيل
عبر الوسائل العادية جدا ولسنا بحاجة للأقمار الصناعية المتواجدة حكما فوق سينا ، إذن
كيف عبر الداعشيون إلى سينا بأسلحتهم
المتطورة والثقيلة ؟ وكيف تمكنوا من قتل عشرات الجنود المصريين وهم في
مخادعهم ومراكزهم ببساطة وفي غفلة عن أعين الرقباء ؟ دون أن يتم رصدهم أوكشفهم
والتصدي لهم ؟ الجواب هو في منتهى السهولة ، وهو أن إسرائيل هي من قدم لهم يد المساعدة
والعون وربما كان القصد توجيه ضربة لغزة ولكن بأيد تدعي الإسلام والعروبة ، وهذا صورة عما جرى ويجري في سوريا والعراق
واليمن ولبنان وهو توظيف لما توصلت إليه العبقرية المخابراتية الصهيو أمريكية ، في هذا العصر حيث حولت العرب إلى عدو آخر من جلدتهم دينا وعرقا ، سوريا والشيعة وإيران والحوثية وكل
من يرفع رأسه في وجه إسرائيل ، وهنا ننتهي
إلى ما ينبغي أن يستخلصه ذوو العقول إن وجدوا وهو أن حكامنا مرتهنون ولا يملكون
قرارهم وإنما يوجهون بالريموند كونترول .
02/07/2015