الخميس، 2 يوليو 2015

الفراغ الرئاسي في لبنان والمواقف المتناقضةحول طائفيته



                                    الفراغ الرئاسي وطريقة توظيفه
أبجدية الحساسيات الطائفية في لبنان طويلة على مدى لغات العالم ،  فهي كانت في الأصل طويلة بفعل العبقريةالإستعمارية الفرنسية والتخلف العثماني والقصور الوطني وضحالة الحس الثوري لدى  العصابة التي تشكلت بطريقة مشبوهة  لتمثل الحركة الإسقلالية عام  1943 ، إذ كان عمادها عملاء فرنسا ،  وماأن هدأت نيران تلك الحساسيات بفعل شيئ من التطور الثقافي حتى نفخ فيها الثعبان السعودي الأمريكي الصهيوني  كل ما في جعبته من السموم المذهبية  ، وبكل ما وسعته الحيلة لإضرام  نار الفتنة  ، وكانت الأرضية مهيأة ، وبقدرة قادر حضرت داعش لتدخل على الخط بمساعدات ذلك الثعبان الذي أشرنا إليه  على أن هذه  الأطراف اتخذت لنفسها موقفا  ثعلبيا مراوغا فيما زعمته زورا ونفاقا وبهتانا ،  بأنها إنما هي ضد داعش ، وهي لذلك تحاربها ولكن باللسان  ، في الوقت الذي كانت تعمل فيه وبحنكة ظاهرة على رسم خريطته وتحديد أطراف "دولته " التي لاينبغي أن يتجاوزها إلى " محميات " الحلفاء من أكراد البرازاني في العراق وشبيهتها في سوريا ، إلى حدود مملكة الأردن ،  ومن سخريات القدر أن بعض المسيحيين المصنفين داعشيا وهابيا على أنهم وفق الفتاوى الوهابية الداعشية مشركون وكفار ،  قد ارتموا في أحضان الداعشية  مقابل دريهمات محدودة  يتلقونها من الرياض وفقا لآخر ما تحدثت عنه ويكيليكس  مثل سمير جعجع وأمين جميل وميشيل سليمان ،  ولا نريد هنا تناول التاريخ من أخرياته وخواتيمه  إذ لا بد لنا من العود على بدء فإخواننا المسيحيون هم أول من حكموا لبنان طائفيا منذ الإستقلال وحتى بداية العهد الشهابي ،  وحتى تحققت بعض التوازنات دفع لبنان في ثورة 1958 ثمنا لها عشرات الآلاف من الضحايا وبقي المسيحيون ممسكين بزمام المبادرة وبيدهم مقاليد الأمور ثم تجددت الفتن وعلى مدى عقد ونصف من الزمن  حتى الطائف المشؤوم والدوحة الجرداء في قطر، وأعني ما يعرف باتفاق " الدوحة "..ومرورا  بحقب الإحتلال الصهيوني  والوصاية السورية التي  كان المستفيدون منها أقطاب ما يعرف حاليا بحيتان الأربعطعشية  وانتهاء بحرب ال 2006 تلك الحرب التي سجل فيها حزب الله تحديدا أول انتصار على الصهيونية التي اعترفت بالهزيمة في حين أن حلفاءهامن العرب وعلى رأسهم السعودية قد غصوا بها ولم يعترفوا بها ،  وقرروا خوض معركة ضد المقاومة الإسلامية الوطنية  بالنيابة والوكالة عن إسرائيل  ، وبأموال عربية نفطية وللأسف فإن هذه الحرب الضروس التي خاضتها السعودية  لتأخذ بثأرإسرائيل كانت وما زالت ثمارها مرة علينا وعلى الجميع حيث كان نتاجها حربا عالمية على سوريا وعلى كل من العراق واليمن . في هذه الأثناء  ظهر التيارالوطني الحر بزعامة الجنرال عون ،  وقد استقطب أفضل الرجال من مثقفي الطائفة المسيحية  وبتحالفه  مع المقاومة  أثبت جدارته ووطنيته وصدق عزيمته وشفافيته ،  وبذلك أسهم في حفظ لبنان وحمايته من شر الفتنة  الداعشية  ومن لف لفها ،  وحتى لا نبدأ من النهاية لابد لنا من العود ة ثانية على بدء لمراجعة التاريخ فالقوم اليوم يتحدثون عمن يصفونه بالرئيس القوي المرفوض من البعض فلماذا يرفض القوي ؟ ومن الذي يرفضه ؟ فالقوي إماأن يكون يمينا أو يسارا ،  وعلى هذا الأساس علينا البحث عن ذلك فبشارة الخوري كان قويا لصالح فرنسافأحدث فتنة انتهت بمنعه من استكمال فترة تجديده ثم أعقبه كميل شمعون وكان قوياإلاأنه عقد تحالفات سريةمع إسرائيل ،  وأكد على سيطرة المسيحيين على  مقاليد السلطة ،  وانتهى عهده كماأشرنا لفتنة كان لوجود عبد الناصرأثر في عدم تعاظمها وامتدادها ، وانتهت فترته  بأن جاء المسيحي القوي الثاني  فؤاد شهاب ،و كان وطنيا فأصلح ماشاء له الإصلااح وانتهى عهده ليحل محله الضعفاء فكان من مخلفاتهم حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس على مدى عقد ونصف ثم جاء بعد ذلك أميل لحود الوطني الذي استقوى بالمقاومة ثم انتهى عهده ،  فماذايريد المسيحيون بطرفيهم الوطني والمرتهن لإسرائيل والسعودية  ، أما الطرف الوطني الذي قدر له التحالف مع المقاومة فقد أنتج تحالفه ذلك ثمارا طيبة كان منها حماية لبنان  والجنرال بالتالي قوي  فمن الذي يخشاه ويرفض قوتهأو يتضرر منه ؟ بالطبع فإن الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى تفسيرفالرجل وطني واستقطب كما ذكرناخيرة المثقفين من الطائفة المسيحية الكريمة  ونحن معه بلا حدود والرافضون له بطبيعةالحال هم المعتلفون على موائد آل سعود والصهيوأمريكية  وإذا عرف السبب بطل العجب ، غيرأننا  نأخذ على الجنرال أنه تم استدراجه للحديث عما يوصف بحقوق الطائفةالمسيحية وهذا ما سعى إليه البطريرق وبطانته وكنا نربأ بالجنرال أن يشارك بهذا التوجه وكان عليه الإكتفاء بالدعوة إلى العلمانية والمواطنة والديمقراطية وانتخابات  حضاريةتعتمد النسبية والإكتفاء بالحديث عن لبنان ومستقبل لبنان ، وللأسف فهناك من يتحدث عن الفراغ على أنه مجرد وظيفة ومنصب للمسيحيين وعليناأن نملأه بأي طريقة ولهؤلاء نقول : ما هكذا تورد الإبل فالقضية قضيةمبدأ وليست قضية عابرة ، وعلينا أن نعمل معا على صون لبنان بحاضره ومستقبله ،  ونحن نفهم أن الرئيس القوي فعلا هو الذي يكون كالجنرال فالجنرال مستقل الرأي بعيد عن الإرتهان بدليل أنه عندماكان يرى بالوصاية السورية خطرا على لبنان  وعلى الأقل من وجهة نظره ، حارب السوريين وهو دونهم قوة وعتادا وإقليميا  ونصيرا ،  وتحمل  النتائج بنفسه شأن الرجال ثم رأى أن يتحالف معهم بعدما تغيرت الضورة وتغيرت المواقف والتحالفات ، من خلال تحالفه مع المقاومة ففعل دون ارتهان إذن فالقوي هو الذي لايرتهن وهذا يكون ملكا للوطن  دون،  من هنا نحن نقول بأن رفض عون من قبل الأربعطعشية وسواهم كان استجابة لرغبةأعداء لبنان ، وأخيرا فقد اتضحت الصورة  وعرفنا من هو القوي وما هي عناصر قوته  ومن هو المتضرر من القوي؟ فحتىيتحقق مافيه مصلحة للبنان وغير لبنان فإننا لمنتظرون  .


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق