حوار
مع أصحاب صدام والصدامية
عجبا لإخوتنا من البعثيين
العراقيين الذين أعترف بأنني أكن لهم بعض الإحترام والتقدير على أنه من المفروض أنهم يتمتعون بحس قومي يقترب من إحساسنا بقليل أو
كثير وأنهم أيضا يتصفون ببعض الأحاسيس
الوطنية والحضارية والعلمانية التي لا بد وأنها تسمح بوجود قواسم مشتركة بيننا
وبينهم ، عجبا لهم وألف عجب أن نجد أعدادا
منهم قد خرجت اليوم وهي متحالفة مع الداعشية التي أجمع الناس كل الناس على
أنها تمثل أقذر ظاهرة في تاريخ أمتنا في ميادين عدة ، فهي وهابيةإنحرافية وهي مجرمة على الإطلاق وهي
متخلفة إلىأبعد الحدود، ومن ثم مرتبطة
مباشرة مع إسرائيل، والفكر النضالي الذي كان البعثيون العراقيون يعتنقونه لابد وأن يقودهم إلى تلك الحقائق
تلقائية ، ولكننا نراهم متشبثون بأفكارهم
وعقيدتهم التي خرجت على كل الأصول وتمادت في الإنحراف عن الجادة والإنزلاق إلى
مهاوي الفتنة والفساد ، وخرجت عن كل المبادئ
التقدمية والقيم السياسية ، فهم متحالفون مع السعودية وكفى ! عجبا لهم مازالوا يدافعون عن صدام وما يصفونه
بالصدامية ، فعلى أي من الأسس يعتمدون ؟ وما هي الإنجازات التي حققها صدام للعراق ؟ على
أنه وضع العراقيين جميعا في سجن مظلم وتحت
تهديدات الكرباج والزنزانة والقتل والإغتيال والقمع والملاحقة البوليسية الإرهابية
؟ ألأنه استعدى الشيعة كشيعة وأعلن الحرب عليهم وعلى رموزهم وهم الأغلبية
الساحقة من سكان العراق ؟وهو المتحدر من
أصول سنية ، وما كان له ولو من هذا القبيل أن يعلن تلك الحرب على الشيعة لأنه
بذلك عمل على تقسيم العراق نفسيا ومذهبيا
واجتماعيا ، وهذا ما لم يحصل حتى في عهد
نور السعيد ؟ ألأنه اغتال أعظم علماء
الشيعة غدرا ومنهم من يتمتع بسمعة علمية
وفكرية عالية وعلى جميع المستويات ولدى السنة قبل الشيعة ، وأعني محمد باقر الصدر
وشقيقته نور الهدى وغيرهما ؟ ألأنه لم
يعتمد أو لم يشرك أي شيعي في حكومته
باستثناء التافه الصحاف ؟ ألأنه
حاصر حوزاتهم العلمية وأعلن عليهم حربا شعواء ؟ كيف نفسر هذا أهو تقدمية ؟أهو
وحدوية ؟ إذا كنا نريد وحدة العرب كمايدعي البعثيون ومن ثم نقسم سوريا والعراق
ونعلن حربا طويلة الأمد بين هذين القطرين الشقيقين والجارين وهما تحت حكم البعث ؟ وهذا ما لم يحصل حتى في عهد الأمويين
ومعاوية ؟ أخبروني أيها البعثيون العراقيون
كيف تدعون العلمانية وأنتم تتنفسون طائفيا ومذهبيا وفي أضيق المساحات ؟
أخبروني عن إنجازات صدام ماهي ؟
ظلم واستبداد وقهر وتسلط وإعدامات ؟
أخبروني أليس هو من أخرج قادة حزبه في يوم
من الأيام من المؤتمر ليعدمهم فردا فردا
وبكل برودة أعصاب ؟ وهم الذين صفقوا له عند دخوله فإذا به يصدر وعلى الهواء أمرا
بإعدامهم ويخرجهم وبيده قائمة
بأسمائهم فردا فردا إلى ساحةالإعدام ؟ فأي
جريمة تلك وأي خيانة تلك وأي بشاعة وهمجية ؟ والله إن مطاردة الشيعة وملاحقتهم
بالتنكيل والإغتيال هانت عند تلك الجريمة التي
اقترفها ضد أعضاء حزبه ثم ألا تتذكرون كيف أنه أمر " الرفاق " بإعدام
رفاقهم ؟ إنه نموذج سيئ بل أكثر سوءا وإجراما عن نظام كوريا
الشمالية وعن أبشع وأقذر الديكتاتوريات في
العالم والتاريخ ، هو هذا الطاغية صدام ثم قولوا لي أيها " الرفاق " كيف أنكم لم تعودوا إلى ذواتكم وتحاسبوا أنفسكم
وتمارسوا النقد الذاتي حول مسيرتكم التي طالت وهي تتخبط في غياهب الضلالة والعماية
والبهتان ؟ الشيوعيون مارسوا النقد الذاتي في أكثر من مرة وصححوا مسيراتهم
النضالية ، والقوميون السوريون فعلوا نفس
الشيئ ، حتى الأحزاب التي هي دون حزبكم
تاريخيا وطبقيا وعقائديا مارست النقد الذاتي إلا أنتم أفلم تخطئوا؟ أفلم تتعثروا في مسيرتكم الطويلة ؟ ألم ترتكبوا
هفوات ؟ ألم تقعوا في الأفخاخ والمطبات والمقالب ؟أكل حراكاتكم كانت تصب في إطار
العقيدة؟ إإذا كان الأمر كذلك فكيف أنكم لم تتمكنوا من المحافظة على وحدة العراق
وسلامة أراضيه ؟ أبحربكم العرقية على
الأكراد حتى رميتم بهم في أحضان أمريكا وإسرائيل ؟ أبحربكم على الشيعة حتى دفعتم
بالكثيرين منهم لينهجوا نهجا أصوليا
سلفيا إنحرافيا ؟ أبحربكم العدوانية على
إيران دون أي هدف إلا البلطجة والخضوع
للإرادة الأمريكية الصهيونية ؟ أفلا تخجلون أفلاترعوون ؟ كفى ثم كفى إنكم لم تحاربوا إيران زمن الشاه والأسباب التي أعلنتم فيها الحرب على إيران
كانت قائمة زمن الشاه وبدون أي سقف للحوار ومع هذا كانت علاقاتكم مع الشاه
جيدة أيها السفلة ، إن إيران قدمت هدية غالية للعرب والفلسطينين
وهي طرد السفيرالإسرائيلي من طهران وإعلانها الحرب على الصهيونية وحلفاء الصهيونية
وما زالت حتى اليوم واقعة تحت سيف الحصار والعقوبات الإقتصادية من أجلنا ومنأجل
قضايانا ، لقد مارست سياستها انطلاقا من عقيدتها التي تجمعنا وإياها تحت سقف واحد
فكانت قناعاتها أن تقف مع الشقيق فوقفت ، ولكن
جزاءها كان جزاء سنمار لقد قتلتم في حربكم
الظالمة الهمجية على إيران أكثر من مليوني
عراقي وإيراني وهم في المحصلة جميعا أهلنا فكيف نحاسبكم أيها البغاة
الطغاة وكيف نحاوركم وما هي أجوبتكم؟ حربكم على إيران كانت ممولة سعوديا وخليجيا وأمريكيا وإسرائيليا
أفتنكرون ؟ نعم يمكن أن تنكروا لأن الكذب
يمثل لباب فلسفتكم وعقيدتكم وقد
مردتم على الكذب والعهر السياسي والنفاق وتعلمتم كيف تنشرون غسيلكم على حبال
الغير كما تعلمتم أن تتهموا الغير بما هو
فيكم على رأي المثل القائل : " رمتني بدائها وانسلت " وعندما دسستم
الخاشقجي ليبرم صفقة سلاح في السوق السودا
مع إيران
وهو سعودي مرتبط بالمخابرات الأمريكية ، أقمتم الدنيا ولم تقعدوها على أن
إسرائيل هي التي سلحت إيران ، عجبا فهل يعرف التاريخ من هو أوقح وأكثر بجاحة
وعهرا منكم ؟ أللهم إلا أسيادكم في الخليج ؟ ثم أعلنتم الحرب الجنونية على الكويت
لمجرد أمر شفهي صدر إليكم من سفيرة أمريكا التي كانت توجهكم في العراق ، ونحن
حتىالآن لم نفهم من يقف وراء اختلافكم مع الكويت ولا عن أسبابه المفصلة لأن الخطط المخابراتية غالبا ما تبقى طي الكتمان في
عالم تحجبه غيوم المخابرات الصهيونية الأمريكية كمنطقة الخليج والسعودية وكان
العراق جزءا منها ، وفعلتم الأفاعيل وتسببتم
بانشقاقات ما زلنا نعاني منها حتى الآن ومكنتم أمريكا من احتلال الكويت وإقامة
قواعد لها هناك تلك القواعد التي طالما
رفضها شعب الكويت ، وأصبح الكويتيون ينظرون إلى أهلهم كل أهلهم في العراق
على أنهم أعداء وكنتم أنتم السبب ، ثم انقلب السحر على الساحر فإذا بالسعودية
وذيولها الذين كانوا معكم بالأمس ضد
إيران ، ينقلبون عليكم ويعلنون وبسرعة ولم
يحاولوا رأب الصدع لكنهم عمقوا الجراح ووسعوا شقة الخلاف ورسخوها في العمق ، وكان أن شنت عليكم الحرب القذرة أيضا وكانت أخبث بكثير من الحرب
التي أعلنتموها على إيران وكل هذه الحروب لو كنتم تفقهون تصب في خندق واحد وإطار واحد هو قهر وإضعاف وإنهاك
الجيوش العربية والإسلامية ، وكان ما يمكن أن نسميه بعاصفة الحزم والتحالف العربي الأمريكي
لتمزيق العراق وهو نفسه الذي يعمل اليوم على تدمير اليمن ، ويومها
استعنتم بإيران ولما التزمت إيران الصمت هاجمتموها لأنكم تذكرتم في غفلة من الزمن
أن إيران ينبغي أن تكون حليفة لنا عند الضيق ولكنكم وعلى رأي المثل الشعبي "
في الصيف ضيعتم اللبن " قولوا لنا ماذا فعلتم من أجل المحافظة على قوة ووحدة ومنعة العراق ؟
قولوا لنا ماهي المعايير أو المقاييس التي
اعتمدتموها في حكمكم الذي طال للعراق ، أبدمويتكم التي فاقت كل التوقعات وتجاوزت كل
الحدود ؟ أبعنترياتكم التي ما سجل لها التاريخ مثيلا في الوهن والحطة والكذب
والرياء ؟ الواقع أنكم منافقون وما الوحدةأردتم ولكنكم ادعيتموها كذبا وزورا ونفاقا وكنتم ترفعونها
شعارا مهلهلا يفتقر إلى أدنى حدود
المصداقية ، وكنا نتمنى أن تحتفظوا
بالحدود الدنيا لعلاقات إيجابية مع الجار العربي البعثي المسلم سوريا ولكنكم ما فعلتم وتماديتم في القطيعة ولم
تقدموا أي تنازل عن عنجهيتكم من أجل
شعارات رفعتموها وطبلتم لها زمنا طويلا، لو كنتم وحدويين ، وهل تعلمون ولعلكم غافلون أو متغافلون ، عن أن
كل مانعانيه اليوم من تمزق وضعف وتهالك وهوان
وتشرذم وفساد ، كان بسبب سياساتكم الموالية للغرب ؟ هل تعلمون أنكم أسستم لظهور القاعدة ومتفرعاتها من داعشية ونصرة وما شابه ؟ هل تعلمون بأنكم أسستم لأمريكا
ومهدتم لها لتعلن عن " الفوضى الخلاقة " التي يخططون لها لتكون الضربة
القاصمة لوحدة العرب ؟
هل يشرفكم أن زعيمكم المعاصر
وخليفة زعيمكم صدام عزت الدوري ينسق مع
القاعدة بل يقال تحت إمرتها لتمزيق العراق وتفتيته وقد لقي حتفه وهو يذود عن أمريكا والسعودية فكان شهيد الداعشية وهو لتفاهته وضحالة
ثقافته يجهل ما فعلته أمريكا وذيلها
السعودية بالعراق والأمة ؟ ومن أين لبائع
الثلج في الرمادي أن يقرأ ويكتب ويعرف
بالسياسة وهوكصديقه بائع البطيخ أردوغان في تركيا ؟ أيها البعثيون هل تذكرون أن صدام
عندما قدم للشنق وهو ما يستحقه بل دون
مايستحق لأنه يستحق السحل وهو ما فعله بعبد الكريم قاسم عندما قدمته أمريكا ليحكم العراق هل تذكرون كيف جعلت منه السعودية وحليفاتها
وأنتم بطلا قوميا وزعيما سنيا وعلى أن
الشيعة هم من شنقه والشيعةيشرفهم أن
يكونوا نفذوا فيه حكما يستحقه ولكنكم
تعلمون وبحدسكم الذي علاه الصدأ أن
أمريكا هي من أصدر الحكم بإعدام صدام يوم أمرته بإعلان الحرب على إيران وأن السعودية هي من نفذ الحكم يوم أمرته أمريكا
باجتياح الكويت وأوهمته بأن الكويت أدسم وأسهل فكان في ذلك هلاكه ، ثم قولوا لي ألم تكن السعودية
هي من روجت ومولت الدعاية التي تظهر فيه صدام على أنه قائد سني وأن الشيعة هم
الذين أعدموه ؟ قناعتي وعلمي يؤكدان لي بأنكم تعلمون هذا ولكنكم تتجاهلون أن
المخططات الصهيونية وهي من أوصلتنا إلى ما نحن فيه من التشرذم والتمزق والتفتت
والهوان والخور والضعف هي من خطط لكل هذه
الأمور ووظفتها من أجل إشعال فتنة مذهبية على أساس سني وشيعي ، وقد بذل من المال والسلاح والتجييش والشحن من
السعودية ما عبر عنه الأمير تركي بن بندر
السعودي بالحرف الواحد ، من أن بلاده دفعت في هذا السبيل الملايين بل المليارات من
الدولارات وخصصت للأمر ميزانية تفوق ميزانية تونس والأردن واليمن مجتمعة من أجل ذلك وهذا الذي ذكرناه هو كلامه بالحرف الواحد وهو يقيم الآن في فرنسا ، ولكن وللأسف فقد ركبتم
الجمل السعودي والناقة القطرية والموتوسيكل الأمريكي الصهيوني وسرتم في الركاب
وتصدرتم القافلة ، وهذا من العجب ،إذن فإن
صدام لم يحاكمه الشيعة ولم يشنقه الشيعة وأنتم تعلمون ولكنكم لغيكم ومكابرتكم تعرفون
وتحرفون ، وكما قلت فإن الرئيس الوحيد الذي يستحق السحل حيا والقتل بالطريقة
الداعشية هو صدام حسين ، لقد أصبح الرجل داعشيا
بقدرة قادر وهو في قبره وسنيا وهو على
حبال المشنقة وخليجيا سعوديا وهو في
الكويت وبطلا وهو يداس تحت سنابك خيل الأمريكيين والسعوديين فما شاء الله ! فأي
مآثر لكم وعلى كل المستويات والأصعدة ؟ أخبرونا عن إنجازاتكم إن كنا عنها غافلين ذكرونا بها
لقد حان الوقت لأن تعودوا إلى أنفسكم في محاسبة الذات وأن تعيدوا النظر في
كل تاريخكم فلعلكم تعودون إلى صفوفنا وهي أكثردفئا وحنانا بالنسبة لكم وموقعكم
بيننا وفي صفوفنا ، فعودوا إلينا فإننا
مشتاقون لكم ومرحبا بكم وكلنا خطاؤون نخطئ
ونصيب فعودوا إلى رشدكم يرحمكم الله
14/07/2015