الأحد، 14 يونيو 2015

العمالة العربية بين الأصالة والتقليد





                              العمالة  بين الأصالة والتزييف

 قد يستغرب البعض هذا العنوان وموضع الغرابة فيه ، هو إشكالية الشبهة بين العميل الأصيل والعميل غير الأصيل ، فمن عساه يكون هذا ومن عساه يكون ذاك ؟ وهل يصح أن يكون العميل مزورا بمعنى أنه ليس بعميل ؟  على هذا التساؤل  وبسببه كان المقال من أساسه ، فهناك الأسياد وهناك من يتشبه بالأسياد ، وهناك من لايكون له عميل أو لايحق له ذلك وإنما يمكن أن يكون له خادم أو أجير أو غلام  أو جارية ، وكل ذلك يندرج في إطار الرق والعبودية من الدرجة الثانية ، فللعمالة أصول  وللدول التي تستحق أن يكون لها عملاء قوانين وتقاليد  وأعراف  فالعمالة فلسفة  وعلم  وتاريخ ، فكيف يتم اختيار العميل  وكيف تكون الطريقة في التعامل معه  وما هي الأصول المتبعة في ذلك  ومتى يتم الإستغناء عن العميل ؟            

وحكايتنا مع آل سعود أنهم يتشبهون بالأسياد ، ويحاولون التشعبط على سلالمهم وهم ينجاهلون أو يجهلون لأن الجهل شيمتهم بأنهم إنما أدوات بيد عملاء الصهيونية بمعنى أن وظيفتهم الدفع والدفع فقط وعندما يرون أو يظنون أنهم في حربهم على اليمن وأمريكا على رأس الحربة الإجرامية  ، يعتقدون سذاجة كسذاجة الصبيان والمعتوهين ، أنهم يجندون أمريكا وأمريكا هي تحت بنديرتهم وأوامرهم فيركبهم الجنون  ويصبح الحمق رديفا للجنون فيضحكون  أو فيطلقون الضحكة الهستيرية المتعودين عليها في  مواخير الدعارة والسكر ويصفقون ويقهقهون ، على أنهم يقودون أمريكا التي هي الأخرى تكون غارقة في الضحك على بلاهة هؤلاء ! والحق أن أمريكا توهمهم بذلك ليستمر الدفع من جهة ، ولأن لهم مصلحة في ضرب الحوثيين في اليمن  من جهة ثانية  ، ذلك أن هؤلاء قد رفعوا شعارات  حزب الله وإيران معا ، أن الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، وعندما يسير الجرابيع العرب  في تلك الحرب القذرة وتلك المعمعة المجنونة ، تظن السعودية بأن هؤلاء إنما يسيرون تحت قيادتها وإمرتها والواقع أن هؤلاء  ما هم إلا عملاء من الدرجة الثانية  ، وهم إنما يأتمرون بأمر أمريكا والصهيونية وينفذون مخططاتهما ،  كذلك الذي صنعوه على ظهر الإخوان في مصر وذلك الحقير السوداني  ، ناهيك عن البقية فردا فردا.... وبالتالي فإن المستفيد الأول  من تلك الحرب هو أمريكا باعتبارها الوجه الآخر لإسرائيل ، أما السعودية والله أعلم فإنها المتضرر الأكبر لأن قبرا يحفرلها بذكاء  وستدفن به قريبا كما دفن صدام ومعمروياسر  وغيرهم .... وأمريكا لها إستراتيجية ذلك أنها توظف العميل ومن ثم تستغني عن خدماته  في الوقت المناسب ،  وتلك هي سياسة إسرائيل التي عرفت كيف تستغني عن خدمات ياسر عرفات وسوف تعرف متى تستغني عن خدمات  المذموم عباس وغيره ،  وأمريكا وإسرائيل يحتقران  عملاءهما ونحن نعرف كيف تعاملت إسرائيل مع عملائها اللبنانيين خاصة أولئك العملاء من الدرجة الثانية  ، أما بريطانيا وفرنسافإنهما على العكس من ذلك تماما فهما يخلصان للعميل فإذا كبر يحال على التقاعد وإذا مات تهتمان  بأولاده  ونحن نرى عملاء فرنسا " الحركى " في الجزائر ولبنان مثلافهي تستمر في رعايتهم ورعاية أبنائهم فهناك ،  من ماتوا ومازال أبناؤهم يقودون  ويقادون وهم مازالوا نوابا  في البرلمان اللبناني وكذلك الحال في الجزائر وغير الجزائر ،  أما السعوديون فإنهم عملاء للعملاء هم والمذموم عباس  والجاسوس عرفات  وكذلك حسني مبارك وغدا يتم الإستغناء عن العمر البشير وجرابيع الخليج  ، فكل واحد يستخدم لأجل معلوم وعندما يستغنى عنه تنهى خدماته فإما إلى القبر وإما إلى القتل وإما إلى التقاعد من غير مرتب ، ويأتي دور العملاء الجدد من الشباب  الذين يمكن استخدامهم  لفترة أطول وبطريقة أفضل ، وهذا هو الحال مع عملاء العملاء كالقاعدة وتوابعها  فإن لهم أجلا لايتجاوزونه ومنهم " أمير الفاسقين الزنديق أبوبكر البغدادي وأبو محمد الجولاني "  فهؤلاء لهم وقت معلوم  وأجل مرسوم  ومحتوم ، وهناك من يحركهم حتى  تنتهي مهامهم  إذن هناك العميل وهناك عميل العميل وكلهم أجراء  وهكذا هو شأن الكثير من حكام العرب  فهم عملاء تابعون لمن هو أعلى رتبة منهم في العمالة ..     أما آل سعود فقد تم الإيحاء لهم بأن الخطر يتهددهم من الجيران فحركتهم أمريكا باتجاه العراق أولا وباتجاه البحرين وقطر ثانيا وأخيرا باتجاه اليمن  وهذا ماكان وما لنا إلا الإنتظار لبعض الوقت حتى نرى بأم أعيننا انهيار العرش المردخائي لبنة لبنة وزوالهم بالتمام وإن غدا لناظره قريب .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..

‏15‏/06‏/2015

      
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق