أول
الصفعات تتلقاها أسرة آل مردخاي
المتتبع للحدث
اليمني والمراقب لتطوراته وتداعياته ، يدرك
ولأول وهلة أن أغبياء نجد في عدوانهم على اليمن إنما يفترون على أنفسهم ويكتبون
السطور الأولى في عملية العد العكسي
لحياتهم السياسية التي بنيت على أساس إجرامي وترعرعت وسط كومة من المفاسد
والإنحرافات الخطيرة ، وقد جعلت من
نفسها خادمة لكل أعداء الأمة مقابل
تثبيت دعائم سلطتهم الفاسدة ، وهذا من حقهم ولكن التمادي في الأمر هو الذي
يجعلنا نتساءل ماالذي جعل من آل سعود خدما دون المستوى في الطاعة العمياء لأسيادهم ؟ ..وإذا افترضنا
أنهم يهود وهم كذلك فعلا كما تؤكد الوثائق التي تعود لجدهم القريب مردخاي بن
مقرن ولكن أين هو ذكاء اليهود
وحنكتهم ودهاؤهم ؟ إن الإغراق في الجهل
والجهالة والجلافة والبداوة والجريمة
الصافية التي لا تراوغ ولاتموه والطعنات
المباشرة التي يوجهونها لخصومهم كقطع الرؤوس
والإغتيالات ، كل ذلك فقط يجعلنا نعد للمئة حتى نعدهم من اليهود لأنهم باختصار
يفتقرون إلى حنكة اليهود وثقافة اليهود
..ومن هنا نفتح نافدذة أو أقواس تمكننا من
الدخول على مسرح جريمة آل سعود في عدوانهم
على اليمن الذي هو في المحصلة بلد شقيق
باعترافهم ، وإن كان ذلك الإعتراف
رغما عن أنوفهم ، ذلك أنهم أرادوا إدخال
البغلة في الإبريق فلو أن الحوثيين يشكلون عشر اليمن فقط فهل يجوز شن حرب إبادة عليهم لمجرد أن السعودية استشفت منهم البعد الثقافي والحضاري ؟ وإذا كان الحوثيون
يشكلون العشر أو الخمس أو الثلث أو النصف فهل كان بإمكانهم أن يحتلوا صنعاء
بجماهيرهم الحاشدة ؟ وخصومهم يقولون بأن
الحوثية يشكلون أربعين بالمئة من سكان
اليمن زائد حلفاؤهم المعروفون جيدا ، وعلى
هذا الأساس فإن السعودية تعترف صراحة بأنها لن تقدر عليهم بمفردها
فاستعانت بأموالها عن طريق شراء أصحاب السوابق الإرتزاقية بدريهمات معدودة
فهل بشراء الذمم تبنى الإستراتيجيات ؟ إن
هذا السؤال لايطرح لأن مشايخ العائلة وزعمائها
الذين عرفت سلطتهم ولأول مرة في تاريخ الأسر الحاكمة ماهو ولي ولي ولي
العهد وربما يصل العدد إلى عشرة أولياء للعهد فإنهم لا يفهمون حتى معنى الإستراتيجية ، وهذا
إن دل على شيئ فإنه يدل على تفككهم قبل كل
شيئ ثم يدل بعد ذلك على إفلاسهم وجهالتهم ولدينا من الأدلة ما لايمكن دحضها وسنورد تلك الأدلة إذا ما توسعنا في الحديث .
في رسالة
سلمان للرئيس الباكستاني التي طلب منه
فيها المساعدة على الحوثيين يذكره
بالمساعدات المادية التي قدمتها السعودية لباكستان ، وهذا هو وقت رد الجميل وفي الرسالة يقول
له نريد منكم إرسال جيش على ألا يكون فيه ضباط شيعة ! هكذا وبكل قذارة لا صراحة وبكل نتانة وسفاهة وضيق أفق فلو كان سلمان يقرأ ويكتب أو
يفهم في السياسة لما ذكر هذه العبارة وكان
بوسعه لو كان يعلم أن يتصرف بذكاء لو كان يملك ذرة من الذكاء ويستطيع
أن يولم للضباط الشيعة ويبعدهم عن المعارك
ليضمن لنفسه عدم خيانتهم له ، لو كان
حكيما ، ولكن فاقد الشيئ لا يعطيه وأبى إلا أن يكشف عن عورته وهو لن يستطيع
إخفاءها كما أن والده عبد العزيز لم يتمكن من إخفاء عينه التالفة وهذا يضاف إلى
قائمة مخازي القوم ...وعندما قلنا بأن آل سعود
كتبوا بأيديهم بداية نهايتهم لم نكن واهمين لأن الحرب مع اليمن مهما طالت
فإنهم لن يستطيعوا إبادة شعب بأكمله ، وسيهب شعب اليمن ذات يوم ليأخذ بثأره
ويومذاك يكون ثلثا شعب الجزيرة معه فإلى أين الهروب ؟ لو كان آل سعود يملكون شيئا
من العقل والحكمة لأيقنوا بأن من اشتروه بالدراهم
يمكن أن يشتريه غيرهم ، وإن هذا
لايدوم أولا ثم إن عليهم أن يحسبوا حسابات الإبتزاز التي يمكن أن يمارسها أولئك
المتعطشين للمال ولو كانوا يفقهون هذا
لكان بإمكانهم التكويع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وأوقفوا عملياتهم العسكرية ضد من وصفوهم ذات يوم بالأشقاء وأراحوا أنفسهم قبل أن يريحوا شعب اليمن ، ولكنهم لا يفقهون ولا يعلمون .. ولنفترض أن
آل مردخاي انتصروا على شعب اليمن وهذا من الناحية التاريخية والعلمية في حكم المستحيل ، ولكن لنفترض حصول هذا فهل
النصر الذي يشترى عن طريق المال والمرتزقة يعد نصرا وتكتب له الديمومة ؟ وهنا لابد
من الإشارة إلى ما طالما تحدثنا عنه عندما ضخوا للخزينة الأمريكية التي كانت على
شفير الإفلاس ثمانين مليار دولار ثمن
أسلحة يومذاك قلنا بأن الأسلحة حكما لن تستعمل ضد الصهاينة وهذا ما تأكد حيث
استعملت لصالح الصهاينة وهذا طبيعي فالكلب لايعض أخاه ..
إن ماجرى من
تغييرات يوم أمس توحي بأن أمرا ما قد حدث
وبسرعة داخل العائلة ولو لم يكن الأمر خطيرا لما كانت تلك التغييرات لتتم في زمن
كذلك الذي تمر به السعودية أي زمن الحرب ، وبتلك السرعة ، ولكن ما هي الخطورة التي نتحدث عنها ؟ أنها
تتمثل في صراع نشب وانطلق على هامش العدوان على اليمن وإن هذا الصراع باعتقادنا لن يقف عند حدود
تغيير ولي لولي العهد أو عزل وزير وتعيين وزير
لأن المعزول ما زال يملك من النفوذ ما يمكنه بواسطته أن يتحرك في إطاره ، وبالتالي فإن دائرة الخلاف لابد وأن تتوسع
وتتوسع وعندما يتسع الرقع على الراقع نقول
: " فالج لا تعالج"ونحن نعرف والتاريخ يعرف وابن خلدون هو الآخر يعرف
بأن الصراع إذا ما دخل أبواب قصور العائلة
الموصدة في وجوه الناس فإن هذا يؤذن بقرب النهاية ، والتاريخ يقدر أعمار الدول بتلك المدة التي
قضاها آل سعود في حكم جزيرة العرب أي قرن أو
حوالي القرن وهذا القرن قد شارف على نهايته
فليستعد القوم للرحيل وهذا ما سيحدث وهذا ما توقعناه ...وإن غدا لناظره
قريب ..
30-04-2015