هيئة "علماء المسلمين".... وانتحال الصفة والعمالة المكشوفة
عالم وجمعها علماء فمن هو العالم ومن هم الذين يستحقون هذه الكلمة كصفة أو لقب أو درجة فالعالم لغة هو المتعلم والمتوغل في بحر العلم والمتعمق في العلوم المختلفة والحائز على درجة تؤهله لأن يسأل ويجيب إذا سئل وكان الناس في العصور الإسلامية يؤسسون الحوزات والزوايا والتكايا المسبوقة بالكتاب وكان كبار العلماء يجلسون للتلقين في المساجد والمدارس والمعاهد وكانت المواد التي تدرس وعلى مراحل هي الكتابة والقراءة ثم القرآن وبعد ذلك الحساب والفقه والمواريث والأدب والنصوص والصرف والنحو وفقه اللغة والشعر والنقد ولم يكن الواحد يجاز للجلوس للتعليم إلا بعد سنوات طويلة والإجازة كانت توقع من عدد من العلماء فيقال مثلا فلان وقد أجازه فلان وفلان هو تلميذ فلان وكان العلماء يتباهون بأنهم درسوا على فلان كما هو الحال بالنسبة للإمامين الكبيرين أبي حنيفة والشافعي وإلى حد ما مالك كان هؤلاء يتباهون بأنهم أخذوا العلم عن الإمام جعفر الصادق وكان فيما بعد من يتباهى بأنه أخذ العلم عن الشافعي أوإبن حنبل وهكذا وفي عصرنا هذا فإن عملية التزوير قائمة على قدم وساق وانتحال صفة العالم والعلماء أصبحت ترتب مخابراتيا كما هو الحال مع من يتسمى بجماعة علماء المسلمين في لبنان والتسمية فاسدة من أساسها لأن " أل " هنا للجنس بحيث يفهم منها أن هؤلاء علماء المسلمين كل المسلمين والأمر مختلف وهو كذب وافتراء لسببين بارزين فالسبب الأول يتمثل في انتسابهم لمن لا يمثلون ولا يعترفون بهم فهم من مذهب واحد ومن أهل الفتنة والفساد ثم إن المدارس التي ينتسبون لها مجهولة وفي زماننا فإن العلم الديني لا يؤخذ إلا من جامعتين أو ثلاث وهذه الجامعات هي : الأزهر الشريف في مصر والنجف الأشرف في العراق وقم في إيران وقديما كانت الزيتونة في تونس والقرويين في المغرب فالأولى مسخها بورقيبة والثانية مسخها الحسن الثاني وهكذا وفي لبنان طلع علينا من انتسبوا للعلم زورا وبهتانا وهم إنما يعملون في الفتنة الداعشية والنصروية وهم لا يحملون من العلم إلا ما يضعونه فوق رؤوسهم من العمائم ويطلقونه من اللحى التي لا قيمة لها ومنهم الوهابيون وهؤلاء ضربوا الرقم القياسي في الولاء لليهودية والمخابرات وللسلطات غير الشرعية في كل من نجد والحجاز ومن هؤلاء زمر مختلفة ظهرت أصناف منها في الجزائر زمن العشرية السوداء فكان منهم الباعة والأدعياء الذين كانوا لمجرد إطلاق لحاهم فإنهم كانوا يتسمون بالمشايخ والعلماء ويتصدون لإصدار الفتاوى الفاسدة وفي لبنان عصابة من هؤلاء وهم الذين أشرفوا على قادة المحاور في طرابلس وحموا الداعشية في عرسال وكلما تصدى الجيش والقوى الأمنية للمفسدين والدخلاء في عرسال فإنهم كانوا يهبون بعمائمه المزيفة ولحاهم النتنة ليستنكروا وينكروا باسم طائفةمعينة وكأنهم حماتها والمكلفون بالنطق باسمها وهكذا حتى تمكن الداء من عرسال ووصلنا إلى ما وصلنا إليه علما أن هؤلاء لم يظهرمنهم أحد زمن الجد ولا في مقاومة إسرائيل مما يؤكد لنا بأنهم صناعة إسرائيلية بدون أدنى شك إذن فالحذار الحذار منهم وينبغي التصدي لهم بكل الوسائل للحيلولة دون إفساد الناس .والتحذير من الإنخداع بهم ..