الخميس، 9 أبريل 2015

على هامش الإستماع لشهود المحكمة الدولية

                                                 مابين شاهد وشاهد أين هي الحقيقة الكبرى ؟

    مازلنا حتى الأمس نستمع إلى شهادة مصطفى ناصر المستشار السابق للرئيس  رفيق الحريري وكنا قبل ذلك قد استمعنا لشهادة فؤاد السنيورة والفرق واضح جدا بين الرجلين والشهادتين وهو الفرق بين المراوغة والإلتواء والغباء والتلون وبين الجدية والأناقة والعلم والمعرفة والثقافة والإحترافية الإعلامية والصدق في المرافقة والنصح في الإستشارة واختيار الألفاظ وانتقاء العبارات هذا هو مجمل الفرق بين السنيورة  وناصر والحق يقال بأن شهادة ناصر هي شهادة العارف الخبير والصادق الأثير  وبالرغم من ملاحظاتنا الكثيرة على السنيورة إلا أن الشهادتين صبتا مباشرة في تبرئة حزب الله وسوريا  من جريمة القتل وأخذت تتوجه أصابع الإتهام نحو القاتل الحقيقي وهو إسرائيل وبالطبع بتوجيه أمريكي ولا بأس  من اشتراك الذيول السائرين في ركاب أمريكا وإسرائيل  فالسنيورة وهوالأسوأ برَّأ وبشكل واضح حزب الله أما ناصر فقد كان واضحا  حيث قدم الأدلة الواضحة على أن العلاقة بين الحريري وحزب الله كانت  في القمة وكانت تسير في الطريق الصحيح  وكذلك كانت مع سوريا مما يؤكد وبدون أي مجال للشك بأن هذه العلاقة لايمكن أن يبنى عليها  محاولة من حزب الله أو سوريالأن يغامر أي منهما  بأي شكل من أشكال المغامرة   الغبية لقتل رجل كانت علاقته معهما جيدة وواعدة وعلى الأقل أنها كانت تبشر بذلك وهي في الطريق الصحيح وتبشر بالتعاون والخير  خاصة وأن حقائب الحريري كا نت قد حزمت قبل اغتياله  للسفر إلى دمشق والحريري كما كنا نعلم ونعلم هو ذو خلفية وطنية وكان مصرا للظهور أمام السيد نصرالله  بظهور المقاوم وهو لم يكن كاذبا والسيد يعرف جيدا هذا ونحن نعلم أيضا والرجل بعد ذلك كان مقبلا على تحالف مع حزب الله وهو بالتالي لم ولا يكون طائفيا أو مذهبيا وهذا ما كان يزعج السعوديين أولا والواقفين خلف الفتنة المذهبية ثانيا والحريري وبوصفه جنوبيا صيداويا عروبيا لا يمكن أن يكون في وارد التمذهب  والتصرفات الحمقاء المشينة ونحن نعرف أنه كان ذا طموح كبير لزعامة شاملة كبيرة وهو كبير فعلا والرجل لايمكن أن يكون كبيرا وصغيرا في آن واحد والمذهبي صغير وتافه والحريري لم يكن تافها بالرغم من اعتراضنا عليه لمجرد إقامته تلك العلاقات الواسعة مع السعوديين وهم من نعرف من الناحية الذيلية لإسرائيل إنها كما يقال غلطة الشاطر التي كلفته حياته وخراب لبنان ، نعم كان الرجل طامحا لأن يكون زعيما لكل الطوائف اللبنانية  والفتنة المذهبية لا يقوم بها إلا السفهاء والصغار والذيول من أمثال سمير جعجع والسنيورة والتافهين الآخرين ،  والحريري والحق يقال كان كبيرا  وإن كان تورط في علاقة معالسعوديين  كما قلنا  فإنه لم يكن يدرك جيدا لخواتيمها بل طغى عليه الوهم  وشطح بعيدا في محاولة منه لجمع الصيف والشتاء علىسطح واحد  نعم هكذا كان الحريري  ، وسوريا بالتالي ومعها السيد حسن نصرالله كانا حريصين جدا على إقامة علاقات جيدة مع رفيق الحريري أو على الأقل على محاولةالإستفادة منها وقد صرح كما نعلم وكما جاء في شهادة ناصر  بأنه لن يتلاعب بالمقاومة ولن يعمل على سحب سلاحها بل ربط هذا الأمر بأن يكون هذا في آخر ثانيةمن اعتراف الجميع بإسرائيل ثم حدد سوريا بالذات وهذا كما يبدو مستحيل مما يعني أن سحب السلاح لن يكون وإذا كان فسوف يكون وفقا لمعطيات هي لن تتحقق بناء على الظروف  والمعطيات الميدانية التي نعرفها جيدا .... نعم شهادة مصطفى ناصر كانت شهادةعقل وصدق ومعرفة بجوانب كثيرة من مسيرة العلاقات بين كل من حزب الله وسوريا بالرجل والعاقل ينبغي أن يدرك أن من مصلحة الحليفين سوريا والحزب أن يحافظا على تلك العلاقة وباختصار يمكن أن يبنى على شهادة ناصر ومن سبقه  حقائق هامة وواضحة خلاصتها أن حزب الله وسوريا ليسا على جانب من الحمق حتى يفكرا ولو للحظة واحدة باغتيال الحريري وإذا صدقت نوايا المحكمة وهي يبدو أن المهنية والإحترافية ينبغي أن تقودها إلى ذلك وتبرئ الطرفين لأنهما بريئان فعلا  ....ويبقى لنا أن نتساءل ونبني على الشيء مقتضاه وهو أن  المخابرات الأمريكية والصهيونية كانتا  تقومان بمتابعة هذه العلاقات شيئا فشيئا ولما تأكدتا من عزم الحريري على إقامة علاقات مع حزب الله وعلى نسق ما تمت إقامته بين ميشيل عون  وحزب الله ...علما أن المخابرات الصهيونية تدرك بأن تلك العلاقات لو كتب لها أن تكون لكانت أكثر فاعلية وجدوى من تلك التي أقيمت مع ميشيل عون  وهذه العلاقات بالتالي سوف يكون من شأنها توحيد لبنان بغالبيته الساحقة على طريق المقاومة والمخابرات الأمريكية كانت تدرك هذا فعجلت بقتل الحريري قبل نجاح رحلته إلى سوريا والخلاصة علينا أن نتساءل بالتالي عن الجهة المقربة من الحريري والتي كانت مقربة منه وكانت تقوم بنقل الأخبار شيئا فشيئا للصهاينة حتى تم لها بناء الشيئ على مقتضاه فكان أن حزمت أمرها  وقتلت الحريري والبحث عن الطرف الناقل للمعلومات ليس بالأمر العسير  والملك حسين هو من أفشى أسرار الجيوش العربية  لإسرائيل عام 67 ولو استعرضنا اليوم عشرة أسماء  فقط ممن كبرت رقابهم وانتفخت كروشهم  على معالف الحريري لتمكنا من تحديد هذه الأطراف بالإسم  وأنا  أدرك أن اختيار الأسماء سهل جدا وهم معروفون بعلاقاتهم المخابراتية والأمنية مع العدو الصهيوأمريكي سابقا ولا حقا  فمن هم أصحاب  هذه الأسماء التي يمكن أن تحوم حولها الشبهات ؟ فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟
10/4/2015
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق