الفرق مابين انتحار بالذل وانتصار
بالعز ...
الفلسطيني الذي
دهس صبيحة هذا اليوم المبارك – الجمعة- مجموعة من الشرطيات الإسرائيليات عندما اقتحم تجمعا لهن ثم قتل كان عمله إنتحاريا ولكنه استشهادي
بامتياز وفدائي غير مستنكر بامتياز أيضا فالفتى وهو يشاهد بأم عينيه كيف أن رجال الشرطة الصهاينة يقتحمون بسياراتهم
المدججة بالسلاح يوميا منازل الآمنين
المدنيين من أبناء شعبه فيقتادونهم إلى
الزنازين أو يهدمون بيوتهم أو يقتلونهم وهو يعلم وقد عاين كيف أن هؤلاء دمروا غزة على
رؤوس ساكنيها وكيف أنهم أرعبوا وقتلوا الصيادين على شواطئ غزة كان مدفوعا بغريزة وطنية وإنسانية واستشهادية شريفة
صافية للأخذ بشيئ مما عليه وعلينا جميعا من ديون مستحقة في الدفاع عن شرف أهله وبلده ووطنه وقد يقول البعض وبصوت خافت جدا أن الرجل ألقى بنفسه إلى
التهلكة وهذا الأمر ممنوع أو محرم أو مكروه في الشرع وقد يكون في الأمر بعض الصحة ولكن بضعف
، والرجل بعد ذلك يعرف ويدرك بما لا يدع أي مجال للشك في أن من هاجمهم هم عنوان لعدو واضح وليس هناك
من أي نسبة من الشك في ذلك ، ومن هنا جاءت
عمليته في إطار الحرب المشروعة ضد عدو محتل غاصب إرهابي مجرم وتأجيل محاربته
ومواجهته أمر لا يقبل به وطني عاقل ، إذن فالرجل استشهد بحيث يكون شَّرف الأرض التي
استشهد عليها وشرف الشهداء ورفع رؤوسنا عاليا
في السماء فهو إذن شهيد وليس هناك من أي شك يطعن بشهادته .. غير أننا
لانترك الأمر دون التعريج على أولئك
الأوباش الوحوش الذين تم التغرير بهم لتحقيق أغراض استعمارية تقف وراءها الصهيونية
والمخابرات الأمريكية وأنظمة عربية وإقليمية ذيلية لا يشك عاقل في إنحرافهم جميعا عن الجادة فيضع حول بطنه حزاما ناسفا ويقتحم سوقا أو
مسجدا أو حسينية أو مدرسة أو شارعا أو زنقة أو حافلة ليفجر نفسه فيتسبب في مقتل قوم أبرياء
لايمكن لأحد في العالم كل العالم أن يبرر عملا كهذا لأن هناك إجماعا على
الأقل على أن بين القتلى أبرياء بل الجميع
أبرياء ولكننا احتملنا وجود هؤلاء في بيئة ربما تحسب على خصوم هذا الغبي وبالرغم من هذا فإنه لابد من
وجود الأبرياء الذين هم من أهله بدون أدنى
شك ..ولنفترض جدلا في أن عملية الفلسطيني تحمل
في طياتها ما نسبته واحد بالمئة خطأ ، ولكن
الثاني لايوجد له فيما اقترفه من ذنب ولو واحد بالألف خطأ وإنما تندرج عمليته بالكامل في إطار الجريمة
الموصوفة المطلقة ولنقارن بعد ذلك بين
العمليتين وبين الأمرين ، ولا شك أننا سوف نخلص إلى نتيجة تقول بأن الفلسطيني
دافع عن أهله وشرف أهله وكرامة وعزة أهله وأخذ بثأر اليتامى والشهداء
والأرامل والمهجرين من أبناء شعبه وهو بالتالي شهيد بكل ما تحمله تلك الكلمة من
المعاني السامية الجليلة وقد شرفنا جميعا وانحنينا جميعا أمام بطولته
وشجاعته لإستهدافه قوما يحملون السلاح
ويستعدون لقتل أهله وهو إنما استهدف من يستهدفه ليل نهار وما زال محتلا لكامل أرضه
، أما الآخر فهو واحد من الأجلاف والأوباش
والمجرمين القتلة وواحد من سفهاء الأمة وبكل ما تحمله تلك النعوت من المعاني
الساقطة القذرة وهكذا تكون المقارنة بين من قتل أهله وهو يعلم بأنهم أهله ومن قتل أو
حاول أن يقتل أعداءه وكلنا نعلم بأنهم أعداؤنا جميعا لنجد أنفسنا أمام أمرين : أحدهما انتحار وثانيهما إنتصار أحدهما بوار واندحار وثانيهما بطولة وإكليل غار
وهكذا نحن في زمن الداعشية ومن هم وراءها ... بين أمرين : ذل ومهانة وكفر
وضلالة يقابلها شجاعة وإقدام وفداء وعزة
وكبرياء انبطاح للعدو وركوع بين أقدامه
ومقاومة للعدو ورفض لإرادته وتكسير لغروره وكشف لسفاهته وصلفه ..فبأي آلاء ربكما
تكذبان ؟...
06/03/2015