معالي وزير
خارجية لبنان الأستاذ جبران باسيل
تحية طيبة
وبعد
مما يمتاز به
الجنرال ميشيل عون عن غيره من الزعماء اللبنانيين
أنه عندما أسس التيار الوطني الحر استقطب من الطائفة المسيحية الكريمة النخبة
المثقفة والمشبعة بالفكر الوطني
العلماني والسائرة على طريق المواطنة بصدق ، ومن هنا كانت نظرتنا ونظرة المحايدين
إلى أن التيار الوطني الحر هو تيار لبنان
كل لبنان ، وبوسعنا الإعتماد عليه كمدافع
عن كل اللبنانيين بعيدا عن الحساسيات المذهبية والطائفية ولسنا هنا بصدد ضرب
الأمثلة والساحة السياسية اللبنانية
تشهد على ذلك واليوم أنت يامعالي الوزير على المحك فدولة الإمارات العربية المتحدة قامت بطرد سبعين لبنانيا بشكل تعـسفي واضح ولو لم يكن الأمر كذلك لكانت
أحالت القوم على القضاء غير أن الذي يطرد
لسبب مذهبي أو سياسي تعسفي لا يمكن أن
يحال على القضاء لأن في الأمر فضيحة ... إذن لا مناص من اعتبار الأمر عدوانا على
لبنان كل لبنان لأنه استهدف مواطنا ما لأنه من أتباع مذهب معين وديانة معينة وهو
بالتالي مظلوم ، ومن هنا فإننا نرى أن في
الأمر تعسفا وظلما وعدوانا على العلاقات
بين بلدين شقيقين ونرى أنه بات من واجب الحكومة اللبنانية أن تتصرف بحكمة
ومسؤولية لتثبت ولو لمرة واحدة أنها لكل
اللبنانيين وإن التيار الوطني الحر ممثلا بوزرائه ، وأنت واحد منهم ، أولى الناس في إثبات مصداقيتهم في هذا المجال ، وإننا نرى أنه لزام عليكم يامعالي الوزير
التصرف من هذا المنطلق ، لأن المغترب اللبناني هو ثروة لكل لبنان وعلى
لبنان أن يتولى أمر الحماية لمواطنيه أينما كانوا وكيفما كانوا وإذا كنا نحن حريصين على أن تكون علاقتنا
بالأشقاء مبنية على أساس من الإحترام المتبادل
صونا وتطويرا لمثل هذه العلاقة فإننا نستغرب تصرف السلطات الإماراتية بهذا الشكل التعسفي تجاه مواطنين لا يبدو أنهم ارتكبوا مخالفة
جماعية وفي وقت واحد معا ، حتى يتم أمر
ترحيلهم على هذه الصورة التي تحمل في طياتها الكثير من التحدي والإهانة والإنتقائية
، وتلحق الضرر البالغ بمن شملهم هذا الطرد وتعتبر سابقة خطيرة من شأنها أيضا إلحاق الضرر
البالغ بعلاقات ينبغي أن تكون متينة بين
دولتين شقيقتين وشعبين شقيقين ... وعليه فإننا لاينبغي أن نقف عند حدود
التمنيات الدبلوماسية بل ينبغي أن نتصرف بطريقة تتناسب مع جسامة الأمر لنطالب دولة الإمارات بتبيان الأسباب الحقيقية
وراء هذا التصرف ، ونطالبها بالعودة عن
قرارها والعدول عنه ، وإن لم يكن ولن يكون
فلنطالب بالتعوض على هؤلاء الذين سوف تكشف الأيام جسامة ما مالحق بهم وبعوائلهم ومصالحهم من ضرر بالغ ، إن الحكومة
اللبنانية ينبغي أن يكون لها الموقف المتشدد حتى لا ينسحب الأمر على آخرين من
اللبنانيين المقيمين والعاملين في دول الخليج الأخرى وهذا على ما يبدو أول الغيث
ولعل أمرا ما يدبر في الخفاء ليطال لبنانيين آخرين في دول خليجية متاخمة أخرى ..
معالي الوزير لثقتنا بكم وبمن تمثلون فإننا نتوجه إليكم بهذه المناشدة ليكون موقفكم
منسجما مع ثقافتكم وسياستكم ومواطنتكم ، التي تدعو للإلتزام بالدفاع عن كل اللبنانيين كيفما كانوا وأينما كانوا لأن فلسفة المشاركة
وحقوق المواطنة تقتضي هذا ، وأنتم معالي الوزير من المؤهلين لمثل تلك
المواقف للأسباب التي أشرنا إليها في مقدمة رسالتنا ، وإننا إذ ننتظر منكم التصرف بالحكمة المأمولة والمرتجاة نتمنى
لكم كل سعادة وسداد والسلام عليكم ورحمة
الله ...
13-03-2015