السبت، 14 مارس 2015


 

                                               عندما يتحرك إبليس (1)

 

     هل يكون إبليس آدميا ؟ نعم  ولو لم يكن كذلك لما كان يدور معه في القرآن ذلك الجدل لأن الجدل لايكون مع مخلوق وهمي وكذلك الشيطان ..ذكر الجاحظ  في حديثه عن نفسه أن امرأة  اعترضته في أحد أسواق بغداد وطلبت إليه أن يرافقها إلى محل من محلات الصاغة فقبل دون أن يعلم السبب ولما وصل الإثنان إلى دكان الصائغ قالت لصاحبه أرجو أن تصنع لي خاتما وعليه صورة شيطان كوجه هذا وأشارت إلى الجاحظ فابتسم الجاحظ وانصرف ويبدو أنه كان في مطلع شبابه ، ومرة ثانية وفي وقت متأخر عن هذه الحادثة وبعد أن انتشرت أخبار الجاحظ وعرف الناس قدره وقيمته العلمية ومكانته الأدبية استدعاه أحد الوزراء لتأديب أبنائه ، ولما حضر الجاحظ إلى منزل ذلك الوزير ووقف القوم على مدى دمامة شكل ومظهر الجاحظ  رفض الأبناء جميعا أن يكون حامل ذلك الوجه أستاذا ومؤدبا لهم وامتنعوا عنه وأحرج الوزير فصرفه وأمر بإعطائه مبلغا من المال  كنوع من التعويض لما تجشمه من عناء الحضور وأبلغه بالإستغناء عن خدماته ..نعم كان الجاحظ دميم الوجه وهو يحمل في الظاهر شكل الشيطان ولكنه في الداخل كان صاحب قلب ملائكي آدمي بمرحه وعلمه وبساطته وطيبته ...نعم الملاك إنسان والشيطان إنسان وإبليس بالتالي إنسان وهذا أنواع   فمن الناس من هو كالجاحظ يحمل قلب إنسان في الباطن وشكلا شيطانيا في الشكل والمظهر، ومنهم من هو على العكس من ذلك بحيث   يحمل صورة إنسان وقلب شيطان ،  ومنهم من يجمع الأمرين الشيطانيين باطنا وخارجا  ومنهم من يحمل صورة الملاك في الصورة والباطن  ....انظروا إلى وزراء خارجية الدول العربية إسما  فقط وتعرفوا من خلال هذه الوصفة الجاحظية على من يحمل  من هؤلاء واحدة من هذه الصفات ؟

 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق