عندما يتحرك إبليس (2)
شكت أمريكا قبل ما يقرب من سنة عجزا خطيرا في
ميزانيتها وخشي البعض من أن يشكل هذا العجز عائقا عن تنفيذ مشاريعها التآمرية على
الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والإنعتاق
فتوجهت إلى بعض من يسمون أنفسهم بالحلفاء الإستراتيجيين لها ــ وهذه العبارة أكبر بكثير من أحجامهم
المنكمشة جدا ــ فثارت النخوة وغلت في العروق وكانت الحيلة لذلك أن طلبوا أسلحة
وكانت المخازن الأمريكية مليئة عن آخرها
بالأسلحة المنتهية صلاحيتها فقبلت الصفقة
ولكن بشروط أهمها ألا تستعمل هذه الأسلحة ضد إسرائيل وهذا الشرط لم تكن أمريكا
بحاجة لطرحه لأنها تعلم أن علاقة القوم مع إسرائيل أفضل بكثير من علاقتها مع
أمريكا أما الشرط الثاني فيتعلق بجواز استعمالها ضد الحوثية في اليمن و "
العدو الإيراني " وهذا أيضا مقبول ولكن إن استطاع هؤلاء إلى ذلك سبيلا وتمت الصفقة
ب 160 مليار دولار فتنفست أمريكا الصعداء ....أما مصر فهي تشكو وتشكو وتشكو
لأنها فقيرة فعلا وهي " شقيقة "
وإن صح أن حسني مبارك قدر رصيده ب 70 مليار دولار فهذا حقه لضمان "مستقبله
" ومستقبل " العيال "....فاستغاثت مصر واستنجدت ولكن ليس هناك من
يجيب ... حتى درس الأمر من جميع جوانبه ومن جميع الفرقاء فلمحت مصر بإدراج حماس "
المتقلبة " في قائمة التنظيمات الإرهابية وهذا بالطبع يسعد إسرائيل ثم لمحت
مصر بالعمل على إعادة علاقاتها مع إيران وهذا يغضب إسرائيل والكثيرين من الجرابيع
ثم لمحت بعودة السفير السوري إلى القاهرة وهذه " ضربة معلم " فهب القوم
وهرعوا إلى منتجع سيناء ..وتنفس الجمل وفرضوا شروطا على مصر كان منها في الظاهر
والباطن أن تكف عن محاولاتها في استعادة دورها الريادي وأن تترك أمر ذلك لدولة قطر
العظمى ثم ألا تفكر بإضعاف علاقاتها مع
" الشقيقة الكبرى " إسرائيل وألا تعيد العلاقات مع "العدو "
الفارسي وألا تعاود الحديث عن عودة سفير " العدو " السوري إلى
القاهرة هذه الشروط الظاهرية ويعلم الله
ما ذا تحمل الشروط السرية من المفاجآت وكان أن دفعت كل من السعودية وقطر العظمى
والإمارات العربية المتحدة مبلغا قيمته
إثنا عشر مليار دولار على أن تتقاسمه الدول الثلاث بالتساوي فيما بينها ... ولكن
إذا قدر لحسني مبارك أن يعود إلى سدة الرئاسة فهذا المبلغ سوف يكون دون المستوى ست
مرات ! ! !.... توتا توتا خلصت الحدوتا ..