الأربعاء، 18 مارس 2015

إبليسيات 3


عندما يتحرك إبليس (3)

                                                     إبليسيات رقم 3

   زعموا بأن الملك الراحل فيصل كان هدد إبان حرب ال67 بقطع النفط عن الغرب ، وقيل بأنه كان لذلك التهديد صدى طيب ونتائج جيدة ، وإذ كان الكلام صحيحا فهذا يعني أن الملك تصرف تصرفا حكيما مسؤولا ، ينم عن شعورقومي إسلامي  صادق ، والسؤال الذي يترتب عن هذا هو : لماذا لا يكون الإبن كأبيه حكيما  عاقلا ؟ وإن كان الكلام مجرد زعم  فيكون الإبن كأبيه ولكن الملك فيصل قتل  اغتيالا  وهذا ما يجعلنا نتساءل : لماذا قتل الملك ؟ هل بسبب هذا الشعور النبيل ؟ ربما ! وهذا هو المرجح  . وعلى كل حال " يخرج الخبيث من الطيب ويخرج الطيب من الخبيث " وليس من الضروري أن يكون الإبن كأبيه وفي التاريخ حكايات كثيرة  عن الأبناء الذين قتلوا آباءهم  وفي الخلافة العباسية شواهد معروفة وفي تاريخنا المعاصر وفي الخليج تحديدا شواهد ما زالت حية فهناك أبناء انقلبوا على آبائهم ...عندما  انقسم العالم اليوم إلى معسكر يعمل من أجل اعتماد الأحادية القطبية  متمثلا ذلك بالثنائي المرح الصهيوأمريكي  تلك الأحادية التي جوبهت بإرادة روسية إيرانية صينية  ذهب البندر السعودي إلى موسكو وهو يريد التلويح بمال رفضه بوتين ورفض معه التخلي عن موقفه تجاه حليفيه سوريا وإيران .... عاد البندر بخفي حنين وأخذ المخططون الأمريكيون يخططون له فكان  الحل في النفط  عن طريق تعويم السوق كوسيلة لخفض الأسعار وصرح وزير النفط السعودي على الملأ بأن لدى السعودية من المال الكافي لعدم وقوعها في أزمة ، ولو وصل سعر البرميل إلى عشرة دولارات وهو السعر الداعشي الحالي الذي يبيع به هؤلاء النفط المسروق من سوريا والعراق .. إنها عملية أقرب ما تكون إلى العمليات الإنتحارية التي مهرت الوهابية في التخطيط لها واستعمالها في سوريا واليمن والعراق ولبنان ...وقعت الواقعة  فتضررت الدول المنتجة للنفط والمعتمدة عليه مثل الجزائر وفنزويلا وكان ماكان لذلك من مضاعفات ما زالت تتفاعل وخصوصا على الساحتين الجزائرية العربية  ومصر  وغيرهما إنها لعبة شيطانية كان لها من الآثار السلبية ما كان  ، وكان لروسيا وإيران بدائل أما الجزائر فليس لها بدائل  وهذا يعني أن المضاعفات سوف تستمر بما ستفرضه على الساحة من نتائج سلبية جديدة إذن سلاح النفط مفيد وضار ويصلح لاستعماله سلاحا إستراتيجيا ولو فعلت السعودية نفس الفعل للدفاع عن القضية الفلسطينية أو أي من القضايا العربية الحساسة  لكانت النتائج فاعلة ومفيدة وكانت السعودية تتربع على عرش الزعامة دون مزاحمة لا من مصر ولا من قطر وكان الضغط على الغرب  مفيدا في توظيفه لصالح العرب ولكن السعودية لم تفعل ذلك ولو لمرة واحدة ولكنها فعلتها مرة أخرى  ولكن كأداة شيطانية ....وهنا نقول بأن الحراك في هذا الإتجاه كان مدفوعا من إبليس  ، والأبالسة لا يصنعون إلا الشر فمن فعلها ؟

 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق