متى يتحرك
العقلاء من آل سعود ؟
مخطئ من يقول بأن آل سعود كلهم من طراز
بندر وسعود الفيصل فمنهم طلال ومنهم تركي بن بندر فهذان تياران أو جناحان متعارضان يمسك أحدهما بزمام السلطة والآخر بعيد عنها ومهما يكن فإن من هو خارج السلطة عادة ما يكون الأقرب إلى المنطق والأقرب إلى الصواب والعقل
والحكمة والأقرب إلى العدالة وهذه حقيقة تاريخية لا غبار عليها ولننظر إلى تاريخ
الأمة العربية منذ أربعة عشر قرنا ويزيد
فإننا نجد أن معظم المعتلفين على موائد السلطان والملتفين حول صولجانه كانوا من الإنتهازيين والوصوليين والمنافقين وصفحات الأموية حافلة بمن
هم على شاكلة عمرو بن العاص وزياد بن سمية وكذلك الحال بالنسبة للعباسيين ومن بعدهم العثمانيون وصولا إلى المماليك
وغيرهم والقلة من الخلفاء كانوا لا يعدون
على الأصابع ممن هم على شاكلة عمر بن عبد العزيز ومعاوية الثاني والمأمون وهؤلاء
لم تتح لهم الظروف لتأسيس مدارس تخرج من
هم على شاكلتهم وحال آل سعود هي حال بني
أمية والفرق أن آل سعود احتضنتهم بريطانيا
وأمريكا وهاتان الدولتان لم يكن لهما وجود... إذن فالعامة والدهماء والرعاع كانوا
يشكلون السواد الأعظم من الناس عبر تاريخنا المزور الذي كتبه شذاذ الآفاق من جلاوزة السلاطين وهؤلاء تشربوا عبر التاريخ
بالثقافة الأموية وأخيرا كان نتاجهم داعش والقاعدة والنصرة وغيرهم من المجرمين ومصاصي الدماء وبلا مواربة فإن الوهابية وتسميتها الصحيحة " الوهادية " هي من
بثت سمومها في الدهماء ووجهتهم الوجهة الإجرامية التي تعتمد على التكفير والمروق
والقتل والتدمير ، وقطر والإخوان والسعودية وتركية هم العرابون والممولون والمدربون
والموجهون ، و لا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة ولنبدأ باليمن وما يدور حول اليمن فعلي عبدالله صالح وهذا المسخ الأخير وبنو
الأحمر هم من الموالين والممولين من
السعودية وهم بالتالي على المقاس أما
الجماهير الأخرى وعلى رأسهم الحوثيون ومن تحالف
معهم من الأحزاب والحراك الجنوبي فهم مالم يبايعوا " أمير المؤمنين "
أبا بكر الزنديق فإنهم يعتبرون من المتطرفين وهذا ما أعلنته السعودية ومن ورائها مايعرف بمجلس التعاون وهي التي هددت وتوعدت وسلحت وهي التي تآمرت على
اليمن وعملت على إفشال اتفاق المشاركة
الذي وقعه الرئيس المنتهية ولايته وهي التي فخخت الإتفاق لتعلن عن إنشاء ستة
أقاليم تنتهي بتفتيت اليمن وهي التي أوعزت للمعتوه الدمية بالإستقالة لإحداث فراغ
دستوري كنوع من المناورة وهي التي احتضنته وأجلسته على كرسي وهمي من جديد بحيث
أرغمته على التراجع عن الإستقالة كل هذه
الأمور كان مخطط لها بعناية مخابراتية دقيقة وهي بالتالي من خطط للتفجيرات بدليل أنها ادعت أن عدن قد قُصفت وهذا ما أنكرته اللجنة العليا ونفته واليوم
انظروا كيف شجبت المملكة تفجيرات صنعاء
والفتوى بها قد صدرت ممن يوصفون ب
" علماء" الوهابية فشجبت
التفجيرات غير أنها ربطت بينها وبين ما وصفته
بقصف عدن أ لاترون معي بأن الدلائل
تشير إلى مشاركتها في الجريمة وأخيرا نقول بأن من حق آل سعود أن يقلقوا وأن
يرتبكوا ومن حقهم أن يستشعروا باهتزاز
عرشهم الذي تجاوز عمره المحدد تاريخيا حيث شارف على القرن ولكن من حقنا عليهم أن يستمعوا إلى عقلائهم
ويغيروا من أساليبهم وتحالفاتهم والتاريخ لا يرحم فإما أن نستمع للحكماء وإما أن نواجه
مصيرنا بصبر .
21/03/2015