الأحد، 22 مارس 2015

السعودية تتخبط


                             السعودية تتخبط ..ومن حقها.....!

يبدو أن المملكة العربية السعودية  تعيش مرحلة أقرب ماتكون إلى مرحلة الإحتضار  فهي كالديك المذبوح تتخبط يمينا وشمالا ، وتضرب هنا وتضرب هناك وعينها  على شيئ ليست مؤهلة له ولا قدرة لها على التقاطه ، ولكنها في غفلة عن حالها ولا تكاد تعي واقعها أو تعترف به فهي لوعرفت واعترفت لكانت  تصحو،  ولكن الأمر بعيد عن وعيها لأنها لا تملك من الوعي شيئا  ، عينها على اليمن الذي تريده على مقاسها بكل  تفاصيله وهذا لن يكون ، لأن القمقم إذا انفجر بساكنه فإن الخارج منه لا يكاد يتسع له الكون ، وهكذا فإن المارد اليمني قد خرج ولن يعود إلى الإحتباس مرة أخرى ،  والسعودية تريد حكاما  لليمن على مقاس آل الأحمر  وعلي عبدالله صالح وأخيرا المنصور الغبي ، وهؤلاء تم شراؤهم بأثمان زهيدة بخسة جدا ، وهي  كانت تلعب بهم  جميعا بنفس الطريقة التي تلعب بها بالرئيس المستقيل من لا شيئ الذي أصبح دمية بأيديهم أمروه بالجلوس مع الحوثيين فجلس ، أمروه بالتوقيع فوقَّع ووقَع ، اخترعوا له طريقة للإنقلاب على نفسه وتوقيعه  ، واخترعوا له حكاية الأقاليم الستة ففعل ، ثم أمروه بالإستقالة من مركز لم يعد له ففعل  ، ثم أمروه بالعودة إلى ذلك المركز الموهوم ، بدعم منهم جميعا ففعل ،  إنه فعلا مسكين على قدر غبائه  وجاهل لخيانته بقدر الجريمة التي قد يكون شريكا بها في بيوت الله ، وهذه البيوت لا تهمه أصلا .. إذن السعودية تتخبط ولا تكاد تعرف كيف ولا إلى أين تتجه  فهي تتصور أو تتوهم بأنها صاحبة قرار ورأي مع أمريكا  فتتظاهر بالغضب والحردان فتحرد فيأتي كيري  إليهم على عجل فيعودون إلى قوقعتهم وبعض من وعيهم فيهدؤون ويلوذون بالصمت ، ويطلبون أن تطلق يدهم في اليمن  كما أطلقت في سوريا والبحرين فأطلقت ، ولكن إذا كانت أمريكا عاجزة عن متابعة مشوارها  على الطريقة الإفغانية في هذه الأقطار فماذا عساها تصنع السعودية ومملكة أو مشيخة أو إمارة قطر العظمى ؟ إن ماتحلم به السعودية لا يخرج عن كونه أحلاما وترهات وأوهاما لا قيمة لها وهي تظن أن احتلالها  لمملكة البحرين كان عملا بطوليا خارقا ، ولكن عقلاء العائلة السعودية يدركون أن هذا الإحتلال إنما كان جبانا وقاصرا ولا ينم عن حذق وبصيرة ،وهو لا يعبر عن قوة  لأن المارد في البحرين وما يحيط بها مازال يصر على سلمية الإحتجاج  ، ولكن إذا ما دق ناقوس الخطر فإن الجرابيع أينما كانوا سوف يعودون إلى أحجامهم أو تتطاير شظاياهم مع الرمال وتكون في مهب الريح ..

السعودية تلعب في اليمن بأوراق لا تملكها أصلا وهي حائرة فعلا ، ويتساءل البعض من آل سعود عما إذا كانت القاعدة أو داعش قد خرجتا عن السيطرة أم لا ؟ وعما إذا كانتا تشكلان خطرا على آل سعود أم لا ؟ والجواب واضح هو أن السيطرة الكاملة على هؤلاء وأشباههما إنما هي في يد المخابرات الأمريكية والصهيونية ، ومن هنا ندرك أن الخطر قائم وهو كذلك قادم لا محالة لأن القوم لايدركون أبعاد العقلية الأمريكية ومخططاتها ، ولا يعلمون أين ترسو سفن الصهاينة والأمريكيين ولا أين تكون مصالحهم ...ولماذا لا يخطر ببال أمريكا أن تأتي بمعمر جديد إلى مملكة الحجاز ونجد التي تهدد العالم بأموالها النفطية التي تتبجح بها  ويصبح بطلا كرتونيا كصدام ومعمر وتتلاعب به كيفما تشاء ؟ هذه الوساوس كلها تدور في خلد عجائز العائلة المالكة وهي التي تفقدهم صوابهم فيتخبطون  ويتخبطون ..والحل في العقل والحكمة وإذا كان العقل لايعمل فمن أين تأتي الحكمة ؟

نصيحتي لآل سعود ألا يشطحوا بعيدا وألا يوسعوا الفشخة  وعليهم أن يهدأوا على الأقل لإلتقاط أنفاسهم ، وأن يلبسوا قميصا على مقاسهم لأن القميص الذي لبسوه  قد ضاق حتى تفتق ،  ولم يعد صالحا لهم أو متسعا لأجسادهم وإن العقلية التي يتحكمون بها لم تعد متناسبة مع طبيعة العصر وإن أرقام الأبناء والأحفاد لعبد العزيز لا يمكن أن تتجاوز الخمسين ولعلها تجاوزت ذلك الرقم  ، لأن أبناء الجواري والإماء من العامة قد كبرت وتضاعفت أرقامهم هم الآخرون  وهم باتوا يدركون أن المأمون وهو ابن الجارية قد تغلب على الأمين إبن الست زبيدة وأن نجم المأمون قد تألق وارتفع حتى لامس سحب التاريخ الآخذة في السمو والإرتفاع بعد أن تضاءلت أسهم الأمين المسكين الذي غرر به بعض أتباعه بعد أن كان يحلم بعفو أخيه ولكن بعد فوات الوقت ، وإن الناس في جزيرة العرب وإن التزموا الصمت لأن القوم يلبسون أمنهم بالخوف  فإن الصمت أيضا لم يعد ليصمد ولن يصمد أمام تقلبات الزمن لأن الجروح هي الأخرى تفتقت وهي تؤلم الجرحى ولذلك فإن الصراخ سوف يعلو و يعلو حتى يصبح زئيرا ولا يمكن أن يقف عند حدود وإن البحة مهما كانت قوتها فإنها لن تحول دون سماع العالم للصوت العربي الأصيل لأبناء الجزيرة ...ياآل سعود عودوا إلى رشدكم واحموا أنفسكم بالعدل بين الرعية لأن ذلك الأصلح والأقرب إلى العقل والحكمة ، وبه تحمون أنفسكم لا بما تصوره لكم المخابرات الأمريكية التي ربما تكون قد تجاوزتكم وإن لم تكن فعلا وصلت إلى هذا فإنها سوف تصل إليه في وقت لم يعد بعيدا وترونه قريبا .  وهي قادرة على صنع من يؤمن لها مصالحها ألم تصنع معمر وصدام وأنتم من أسهم في صنع الأخير وأمريكا هي التي استعانت بكم للقضاء عليه ؟ والسلام على من اتبع الهدى والعاقبة للمتقين ..

‏22‏/03‏/2015
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق