- 2 –
في
لبنان
وعندما أدخل إلى لبنان
وبمساعي جامعة " الإنكليز "
العربية تلك الجامعة التي ما فتئت تتآمر على القضايا العربية دون وازع من شرف أو دين أو مبدأ ، هي وبمساعي
خليجية أيضا قضت بأن يكون الجنوب اللبناني ( الشيعي) وطنا بديلا للفلسطينيين ، وهذا الأمر ليس
اتهاما أو تخمينا بل هو الحقيقة كاملة ، وهو
ليس بالغريب على الوهابية الخليجية التي
ما زالت تكيد للشيعة الذين هبوا بصدق للوقوف إلى جانب كل ما كان يوصف " بالثورة
" في فلسطين وغير فلسطين وهذا ما أرق السعودية ويؤرقها هي ومن هي ذيل له وانظر لما تفعله مع شعب البحرين بالتعاون مع الملك المهزوز وقد ملأت البحرين بالمجنسين الغرباء وعلى طريقة
الصهاينة وتنزعها عن أبنائها الأصليين ، ثم ملأتها بعد ذلك بالعساكر ... وحتى نكون أكثر
وضوحا وأكثر دقة فإن الثوار من أمل وحزب الله في لبنان كلهم تدربوا عند فتح بعدما التحموا واندمجوا
بالثورة وشايعوها وبايعوها عقيدة وإيمانا ، ولكن التدريب أنجب ثوارا وخرج مجاهدين حقيقيين ولكن ماذا فعل ياسر عرفات ؟ كانت كل حركاته التكتيكية كانت تهدف إلى تهجير
الجنوبيين من قراهم ومدنهم وكان يعمد إلى
ذلك عمدا حيث كان يوعز لجماعته بإطلاق
صواريخ عبثية بحيث تطلق من النبطية وتسقط في الشقيف أي داخل الأرض اللبنانية ، والنبطية التي تعد من أكبر المدن العاملية وهي
عاصمة محافظة قد تم تهجير أهلها بحيث
تشردوا ولم يبق فيها إلا ما لا يتجاوز الخمسة آلاف نسمة ناهيك عن صور وبنت جبيل وغيرهما وقد أصبحت هذه
المدن خرابا أو أقرب ما تكون إلى الأطلال ، وياسر عرفات كان يوزع حواجزه على كل
الطرق بحيث كانوا يهينون الناس ويتحكمون بالطرق والحركة ، ولطالما
كانوا يهددونهم بما يعرف ب " الكفاح المسلح " حتى أن الأهالي أصبحوا
يطلقون على هذه المجموعة إسم مناسب وهو
" الكفاح المشلح " وعلى طول إقامة الفلسطينيين في جنوب لبنان ماهي
مآثرهم وما هي إنجازاتهم على المستوى النضالي ؟ الجواب : لا شيئ ، ولكن في الجانب الآخر كانت الصراعات قائمة بين الفصائل بتحريض من " القائد" ! وكم
من القتلى سقط في ميدان المنازعات من أجل
امرأة أو من أجل سهرة أو من أجل غنيمة وكلها أسباب تافهة ... مازال الجنوبيون
يتندرون بها فالمعارك بين فتح والعاصفة
والصاعقة والجبهات الشعبية الثلاث
والإغتيالات الفردية كانت قائمة على قدم وساق ... ثم كان هناك التشبيح وكانت
الإعتداءات والتحرشات والإستفزازات
المتواصلة للمواطنين الذين فتحوا قلوبهم وعروا صدورهم لإستقبال واحتضان ما ضنوا بأنه
ثورة ولكن هيهات ! .....ومما أذكره أن أحد الفلسطينيين من الكفاح المسلح قتل بائع
قهوة في النبطية من أجل ابنته لأن بائع
القهوة رفض أن يزوجه إياها ، ونذكر كيف
تعاونوا على "كربات" في حي الراهبات وقتلوه ظلما وعدوانا وهو المتعاون معهم وبقيت الأسباب
مجهولة ، ودعونا من كل التجاوزات فأهالي الجنوب ما زالوا يتذكرونها بحسرة ..وأنا
مازلت أذكر كيف أن فلسطينيا أزعج جاره
إزعاجا كبيرا عندما كان يفتح المذياع بأعلى صوت دون اكتراث بالنيام من الأطفال
والعجائز ...ولما أنكر عليه جاره هذا واستنكره وطلب منه أن يخفف الصوت نهره بوقاحة
واتهمه " بإهانة " الثورة ويا لبؤسها من ثورة ! قام واستدعى له الكفاح
المسلح وقد تدخلت لحل الإشكال ، لأن اللبناني توارى عن الأنظار خوفا من أن يعتدي
عليه الكفاح المسلح وهي عادته ، وقد تمكنت
شخصيا من منع المضاعفات ودعنا من هذا وذاك ، وهذا كله فيض من غيض .....