السبت، 21 فبراير 2015

ياسر عرفات والثورة الفلسطينية


             ياسر عرفات ذلك القادم المشؤوم والعميل الموسوم

                                        - 1 –

                              إنطلاقة الثورة وظهور ياسر

عندما نتحدث عن ياسر عرفات  ، فهذا يعني أننا نتحدث عن القضية الفلسطينية بكل نكساتها وارتداداتها  وتحولاتها ونضالاتها واهتزازاتها ، وكل ما أحاط بها من علامات التعجب ،  فالثورة  انطلقت فعلا والشعب الفلسطيني دفع وما يزال يدفع الضريبة بلا حدود وبلا انقطاع ولا ملل ،  فقضيته هي قدس الأقداس التي لايمكن لمخلوق سوي على وجه الأرض أن يشكك بعدالتها ومظلومية أهلها  ما لم يكن من بني صهيون أو من السائرين في ركابهم ، لكن العرب وبعض الفلسطينيين شككوا فيها وتهاونوا بأمرها وربما تخلوا عنها  ، بل تخلوا عنها بالفعل  ،جهالة وانحرافا ، وخيانة والتفافا ،  لأن المؤامرة الصهيوأمريكية  التي استطاعت أن تجعل من كل التضحيات مجردة من أي معنى و بلا هدف وبلا جدوى ، بعد أن مسختها وكادت أن تمسحها من قاموس الثورات ، كانت لها بالمرصاد ، فماذا يصنع الفلسطينيون ؟ أيبقون مستمرين في دفع ضريبة الدم بلا طائل  ولا جدوى ؟ أم يصححون مسيرتهم وفقا للنهج الثوري الذي لايقبل التلكؤ ولا التردد ولا التهاون أم يستسلمون لإرادة العدو ومن هم في ركابه ؟ وهنا  يكمن الإشكال ويطرح السؤال ، وهنا  مربط الفرس  ، فإذا كانت التضحيات على غير هدى وبدون طائل فلماذا ندفع الفاتورة الباهضة كاملة ؟  ولماذا نستمر بادعاء الثورة والمقاومة والثورة تبتعد عنا وتتبعها المقاومة أو نقوم نحن بالإبتعاد عنهما  معا ؟ الشعب الفلسطيني كان وما يزال مستعدا للتضحيات والموت ،  ولكن على أن يكون هناك نتائج ملموسة ، وعلى ألا يكون الدم الفلسطيني رخيصا  ويدفع بالمجان ..وعلى أن يرسم بدمه آفاق مستقبل مشرق بالأمل ..

تحركت القوى الفلسطينية ابتداءا من الستينات  لجمع الشتات والتحرك في اتجاه التحرير وإعلاء الصوت والتقى  الشباب الحر والمجاهد وتظافرت القوى الوطنية وتم الإعلان عن تأسيس النواة وكانت منظمة التحرير وكان الشقيري وكانت فتح بقيادات  شابة لا يمكن أن ننكر  نقاءها أو نشكك بصلابتها وعزيمتها ، واندس ياسر عرفات في صفوفها وقد تبنته السعودية منذ البداية وكان محسوبا على الإخوان المسلمين الذين كشفت أوراقهم جزئيا ثم لم يلبثوا أن تعروا تماما في  زمن الربيع العربي المشؤوم ، وكشفت  ألاعيبهم  وخزعبلاتهم وفضحت تنظيماتهم وتفرعاتهم  وكلنا بتنا نعرف  النتائج والتحولات المرسومة ...والتصاق ياسر عرفات بالإخوان أو خروجه من صفوفهم يلقي الضوء على مسيرته  من أولها إلى آخرها ، ولكن الرجل يكون قد تشبع بالفكرالإخواني بكل متاهاته وانحرافاته ،  والتزاماته الخارجية ،إذن قل لي من تعاشر أقل لك من أنت ؟

وبمساعٍ خليجية وأموال خليجية ، تمت السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية  وتزعيم الإخوانجي ياسر عرفات على رأسها ، ومن ثم حمايته وتتويجه زعيما أوحدا دائما سرمدا ، فكيف كان ذلك ؟ إن دعم السعودية له جعل القوم يسيرون خلفه ضمانا لتدفق المال وضمان ما ينفقون به على السلاح والمتطوعين ،وللمال إغراءاته ومحبوه الذين يتيمون به ويسحرهم رنين دولاراته ، إنه مجرد ضن  وتخمين والمال دائما هو المال وله القلوب تميل لما فيه من السحر والبريق الخادع ، وقبل أن نخوض في التفاصيل فالفلسطينيون كل الفلسطينيين ما زالوا يشككون بأصول ياسر عرفات ومنهم من يقول بأنه من أصول يهودية مغربية ،  وإن كان انتحل الصفة المقدسية فالمقدسيون ينكرون معرفتهم به وكذلك أهل غزة الذين ينسجون حوله حكايات طويلة عريضة  ولهجته  تشهد عليه كماأن لهجتي اللبنانية تشهد على لبنانيتي في الجزائر رغم إقامتي في الجزائر مايقرب من خمسة وثلاثين سنة ولهجة ياسر عرفات ليست فلسطينية  ولا تمت لها بصلة وأسرته  أيضا نكرة ، ولنترك هذا فياسر عرفات استمرأ الوجاهة والزعامة واستمرأ بمخاطبته كرئيس أو ما يشبه الرئيس وهو من هذا الجانب مراهق سياسي بالمعنى المعروف ، ونحن نعرف كم من الأموال تدفقت على الثورة الفلسطينية  ، فالعرب كانوا وما يزالون أسخياء في الدفع للقضية الفلسطينية  ،  ولكن " بعزقة " أموال الثورة كانت  تتم  بشكل كبير ، من قبل عرفات ، حتى إن البعض وصفوه بالخليجي لكثرة الأموال بين يديه وسرعة إنفاقه لها ،  وكان بهذه الأموال يشتري المشايعين والمؤيدين والمحازبين وكانت إستراتيجته تهدف إلى إطالة عمر الثورة  وإقامة علاقات مشبوهة لا علاقة لها بالثورة كما فعل في لبنان وكما فعل في الأردن ..والثورة إن طالت يملها الناس وقد يكفرون بها وأي ثورة تعمر فوق عقد من الزمن مرشحة للإفلاس والتوقف ... وبحثه عن المال كان بلا حدود  ، وانصرف للإنفاق على وجاهته وزعامته ، ودعنا من هذا أيضا فالزعامة مبروكة عليه  ، ولكن الثورة بحاجة إلى من هم على شاكلة جيفارا  وحسن نصرالله ... والثورة بحاجة لإستقطاب المجاهدين  لا المستزلمين والإنتهازيين والمنافقين ..وهذا المنطق يفهمه الثوري الأصيل ولكن أين لياسر من هذا ؟ واستمر ياسر عرفات بهذا النهج دون أن يلتفت إلى انتقادات المخلصين ...

  تليها الحلقة الثانية  حتى الخامسة
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق