العالم
الغربي والصهيونية والجرابيع
في
حرب على الأمة فكيف نواجهها ؟
المتتبع للحدث الداعشي منذ أكثر من أربع
سنوات والمتتبع لمجمل الأحداث والتطورات
السياسية في العالم أجمع منذ أن انتصرت
الثورة الإسلامية في إيران وأيقن الغرب أن هذه الثورة هي ثورة حقيقية وتهدف إلى التغيير الجذري في بنية النظام على أساس من القيم والمبادئ الثورية والأممية ، عقد العزم على مواجهتها ، فهي ليست انقلابا من تدبيره وهو العالم
والممسك بكل الإنقلابات العسكرية التي كان يدبرها في الشرق الأوسط والعالمين
العربي والإسلامي خاصة ، على أيدي العساكر من أبناء الأنظمة
الإنبطاحية ولما فشلت كل مؤامراته على تلك الثورة وهي في ربيعها ونعومة أظافرها قرر المواجهة بأساليب جديدة تعتمد على التقنية
المخابراتية المتطورة ، وما الذي يهمه ما
دامت الأموال تتدفق عليه من نواطير
المنطقة وجرابيعها ؟ وبحجة محاربة " الكفر" الشيوعي الذي غزا
إفغانستان بسبب الحماقات الروسية التي
أكدت بدورها أن الإتحاد السوفياتي بدأ مرحلة العد العكسي فأخذ يتخبط يمينا
وشمالا حتى ترنح بأيدي المخابرات الغربية
وسقطت أمبراطوريته ، وكانت إفغانستان هي
الشعرة التي قصمت ظهر البعير فخسرت الشعوب المستضعفة حليفا قويا وأخذت أمريكا تهد
وترعد وتفرغت لمقاومة أي تغيير يمكن أن يشكل خطرا على مصالحها ومصالح
إسرائيل وتوجهت نحو إيران لتشغلها بحرب "
داعسية " قبل ظهور الداعشية فكانت حرب داعس والغبراء التي كان صدام بطلها
ضد إيران الفتية ودامت ثمان سنوات ....والصحيح أن هذه الحرب القذرة استطاعت
أن تعرقل مسيرة الثورة الإيرانية في
البناء الثوري والتشييد ، وأنها لولا عزيمة العملاق الخميني وإرادة الشعب الإيراني العظيم كان بالإمكان أن تتحطم الدولة الفتية في إيران ، إلا أن
هذه الحرب تمكنت من تدمير
العراق تدميرا كاملا يبدو أنه بات من
الصعب عليه أن يستعيد بعد ذلك عافيته وقوته وبناء دولته ، بعد أن تمكنت المخابرات
الأمريكية والصهيونية من جر صدام إلى
مستنقعها ومن ثم جرته إلى مستنقع
الكويت حتى تمكنت منه أخيرا وأطاحت به
وبكامل الدولة العراقية ..ونحن هنا لا نبكي على صدام بقدر ما نبكي فيه على العراق
الدولة التي أصبحت عاجزة حتى اليوم عن
الوقوف في وجه المؤامرة ، والمتأمل الذي يستعرض شريط التطورات على الساحة العالمية بعدما انفردت أمريكا بالعالم وسيطرت أحادية القطب على مقدرات العالم تآمرا
وكيدا وإيقاعا بالحلفاء والخصوم معا ، تمكنت إيران من الصمود والثبات إلى أن ظهر حزب
الله .. وكانت حرب ال 2006 التي أخافت الغرب على إسرائيل فكان لا بد من التدبير ـحت
تأثير الصدمة الكهربائية التي مستها في الصميم ، فأخرجت أمريكا ومعها
الصهيونية سيناريوهاتها وبدأت بسوريا
داعمة المقاومة وكان الحديث عما وصفته كوندوليزا ريس في حينه بالفوضى الخلاقة
وكانت التطورات الربيعية التي أوصلتنا اليوم إلى قمة تلك الفوضى المدمرة ..تأملوا
داعش وأخواتها فهل من شك في أنها تنظيم مخابراتي صهيوني بامتياز؟ وهل من شك في أن
جرابيع وجراذين الخليج من النواطير ومعهم تركيا هي الأيدي الممولة والراعية
والموجهة لهذا الحراك الإجرامي ؟ إن كل
المؤشرات تقودنا إلى التأكد من أن المؤامرة قد حيكت خيوطها وسيناريوهاتها في
دهاليز المخابرات الأمريكية في واشنطن
والموساد في تل أبيب ...وانظروا إلى تلك الدقة المتناهية في ارتكاب الجرائم
وانظروا إلى ذلك الإعلام الناشط جدا فلو
افترضنا جدلا من أن الداعشية هي سلفية وهابية تكفيرية ونحن نعلم أن هؤلاء أقرب ما
يكونون إلى البهائم لشدة تخلفهم وجهالتهم فهل كان لهم لو كان الأمر فعلا بأيديهم أن
يتصرفوا بمثل تلك الدقة المتناهية في رسم
السيناريوهات والتكتيكات التي ينفذونها
بهدوء وأناة ؟ إن الغطاء سلفي وهابي صحيح
ولكن الجوهر موسادي أمريكي وهذا واضح أما النواطير والجرابيع فلا شأن لهم في الخطط
إلا التمويل والتمويل فقط هنا ندرك أن حزب
الله عندما قرر الدخول إلى سوريا كان في
قمة الذكاء وبعد النظر حيث أدرك أبعاد
المؤامرة مبكرا ولعله أنقذ ما يمكن إنقاذه
....ومما تجدر الإشارة إليه أن سوريا كانت في حربها تمثل الدرع الواقي للأمة
العربية والإسلامية ومهما يكن من أمر فإن الحرب قذرة وخطيرة وبعيدة الأهداف والمرامي
وهي ليست بعيدة عما ذكرناه من التخطيطات
الصهيو أمريكية والحرب خطيرة ومدمرة وربما
يكتب لها أن تطول أكثر مما يتصور البعض
لأن أمريكا والصهيونية لا يمكن أن
تتخليا عن أهدافهما وفي المقابل فإن إيران وسوريا ومن معهما وحزب الله بعد هذه
التضحيات الجسام لا يمكن أن يتخلى هؤلاء عن الأهداف المشتركة في التصدي للمؤامرات
الأمريكية ، والحرب الدائرة هي فعلا كما يقال معركة " كسر" عظم وكلا الطرفين ليس لديه استعداد للإستسلام أو
التنازل وهنا يكمن الخطر والذي نرجوه
ونتمناه هو ألا يمتد اللهب إلى أماكن جديدة في المغرب العربي ومصر وربما سودان البشير المعمر ( عمر) لأنه في حمقه وبلادته
كمعمر القذافي ...وكل ما نتمناه أن تنتهي هذه الحرب في أقرب الآجال وهذا بعيد
كبعدها....
19-02-2015