الشيعة والشيوعية بين الرفض والرافضية
عندما كانت الشيوعية في الخمسينات وفي أعقاب الحرب الكونية الثانية تعيش عصرها الذهبي وكان الصراع بينها وبين الغرب في أوجه وقد بلغ غايته في الحدة وكانت الدول العربية كما هي عليه الحال الآن لولا تلك النقلة النوعية التي قدمها كل من القادة التاريخيين كعبد الكريم قاسم وجمال عبد الناصر وحزب البعث أقول كانت تلك النقلة التي تم وأدها من خلال اغتيال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم وخلت الساحة لتعود الأمة إلى سابق عهدها من الذيلية والتبعية ثم قدر للشاب بشار الأسد أن يقدم ظاهرة جديدة سرعان ماالتفت حولها الذئاب التي يبدو أنها سوف تخيب .. في الستينات أي العشرية السادسة من القرن العشرين(1950-1960) كانت كلمة شيوعي تخيف أصحابها وأعداءها بنفس المستوى فالواحد من الناس إذا ما قيل بأنه شيوعي فإن ذلك يعني إما الحبس وإما الفرار وإما الحرمان من الوظيفة وإما الثلاث معا فكانت التهمة خرابا لبيوت الكثيرين وكنت على ما أذكر إذا ما رأيت موظفا في الدولة بشوارب " ستالينية" فكنت أستغرب جدا كيف أن هذا الشيوعي أصبح معلما أو موظفا عاديا ولو سلك " الزبالين " في البلدية وكنت يومذاك عنيدا وإعلاميا أجاهر بشيوعيتي حتى ولو لم أكن كذلك وهذا من قبيل رفضي للظلم وتمردي الذي توارثته عن بيئتي العاملية وبقيت بلا وظيفة واليوم أرى أن الصورة انتقلت وبدون صعوبة فالشيوعي أو الشيوعية ربما اشتقت في أصلها من الشيعي أو الشيعية وكلاهما رافض ورافضي .... اليوم استطاعت أمريكا أن تعيد التجربة بعد أن أمرت كلابها من السلفيين والسعوديين والداعشيين المخبئين والمعلنين وغيرهم بأن الشيعي اليوم هو الشيوعي بالأمس ولعل هذا ما عبر عنه الأمير تركي بن بندر آل سعود عندما قال بأن السعودية خصصت ميزانية تقدر قيمتها بما يوازي ميزانية كل من اليمن وتونس والأردن لمكافحة الشيعة وحزب الله والمقاومة ومن هنا نرى أن الكلاب قد انطلقت اليوم بالنباح وكلها من فصيل " الجعارية " ليحتلوا أماكنهم " كأئمة " في المساجد وصحفيين في الوريقات الصفراء ليشنوا حملة على الشيعة وحزب الله وأصبح التشيع تهمة كالشيوعية في الماضي وعدت أنا لأتمترس مع المقاومة وأتصدى للحملة وبدون سلاح إلا قلمي وأعتقد أنني سأكون من المنتصرين
10/02/2015