الجمعة، 23 يناير 2015

التحالفات باتت واضحة..

                                 التحالفات لم تعد غامضة والرؤيا واضحة فأين نحن منها ؟
  لم يعد هناك مجال للشك فيما تم ظهوره واضحا على الساحة السياسية  عربيا ودوليا  ، ولم نعد بحاجة لمراجعة الملفات  ومراكز الدراسات الإستراتيجية لمحاولة معرفة  الخطوط الرئيسية في عملية توزيع الأدوار  وتحديد مستويات وأبعاد وحدود التحالفات  ، وعلى جميع المستويات  والأصعدة الدولية والإقليمية  ، وكل ما في الأمر هو أن المرء بحاجة للقليل من التأمل  والتروي  والمزيد من الشجاعة الأدبية  ليشير بأصابعه إلى تلك التحالفات  والتكتلات  ،  ومن ثم تحديد  أطرافها وأدوارها الإعلامية  والسياسية والعسكرية والأمنية ،  فالعالم معسكران  والصراع قائم على أحادية القطبية  ، فأمريكا تريد أن تكون القطب الأول والمتحكم بمصائر الأمم والشعوب وكلما وجدت أو أحست بوجود طرف مقابل  يسعى إما للتحرر وإما لأن يكون له دور في القطبية   ، نراها وقد هبت  كالعاصفة للتصدي لهذه المحاولات وجندت لرصدها ومقاومتها  كل ماتملكه من إمكانات   مخابراتية  واقتصادية وعملاء وأتباع ...وهي لذلك تآمرت على الإتحاد السوفياتي حتى تمكنت من إسقاطه والإسهام في عوامل انهياره  ، ساعدها على ذلك رعونة الطبقة السياسية التي كانت تتحكم برقاب العباد في  تلك الدولة العملاقة  الواعدة  والمناصرة لحركات التحرر في العالم ، لما كانت  تنهجه من السياسات القمعية والدكتاتورية .. ثم حاولت روسيا لاحقا  التصدي ومعها إيران والصين وبعض الدول  المتمردة على أمريكا  ، والحرب استؤنفت بين  العملاق الأمريكي والمحاولة الجديدة لخلق عملاق مقابل  ، وبينهما حركات التحرر التي لابد وأن تصب في خانة  المعسكر الروسي الصيني الإيراني  ومعه سوريا وفنزويلا وحزب الله ،  أما المعسكر الأمريكي فقد جند  إلى جانبه  تلك الحركات المزيفة والتي ألبسها لباس الإسلام  وعلى رأسها القاعدة وتوابعها  الداعشية  والنصروية .. هكذا هي الحدود بين الفريقين ،  أما التفاصيل  فإنها تتعلق  بالبقع  الفاقعة والمنتشرة هنا وهناك  والصراعات  الناشبة بين أنصار كل من العملاقين  ، فبالنسبة لنا ولفريقنا  فإنه يتمثل بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية  ومعهما المقاومة العراقية  وكذلك اليمنية  ، هذه القوى التي تتصدى لكل المؤامرات المحاكة من قبل الفريق الأمريكي  ومعه الذيول والأذناب والمشيخات الجربوعية وتركيا وحلف الناتو  ، إذن هذان هما الفريقان المتصارعان دوليا في وقتنا الراهن ،   وهما يمثلان  على التوالي فريق الشر والتسلط والإرهاب ويقابله فريق الحرية  والخير والمقاومة  ، هكذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة  ومن هنا ندرك حقيقة الأمر   والذي يهمنا بشكل أساسي هو تلك المنطقة الملتهبة  في الشرق الأوسط ، فبالأمس قامت إسرائيل بعدما فقدت أعصابها  بتوجيه ضربة مجرمة للمقاومين في الجولان ،  وهي أرادت منها بوضوح ، لا ضرب عناصر من حزب الله والجنرال الإيراني فقط ، بقدر ما أرادت توجيه رسالة لجماعتها الإرهابيين من أنها مازالت تقف معهم وتشكل الساعد الأيمن لهم  ، وهذا ما عرفناه ليس من خلال ضرباتها المتلاحقة لمواقع الجيش السوري  وتحرشاتها بالمقاومة اللبنانية  ، بل  بتصريحات حلفائها من الإسلامويين الشيطانيين من الوهادية والإخوان ، وغيرهم  من أتباع تلك المجموعات الإرهابية  التي دمرت وخربت في كل من سوريا والعراق  بدعم تركي جربوعي خليجي وهنا لانرى أننا بحاجة لإيراد التفاصيل  ، فالأمور باتت واضحةولا مجال  لمجرد الخوض فيها غير أن الملفت  هو مايجري على الساحة اليمنية فحركة أنصار الله كانت مرعبة حقا ومخيفة حقا  وبدرجة أساسية للجرابيع  في الخليج فأنصار الله تحركوا بذكاء ولم يرغبوا بالسيطرة على البلاد أو حكمها وهم القادرون على ذلك وقد أثبتوا قوتهم وقدرتهم على ذلك بل إنهم عملوا على  أن يكونوا شركاء وهذا من أبسط حقوقهم التي ناضلوا من أجلها  طوال حقب طويلة ماضية ، وعملت على توقيع اتفاق شراكة حقيقية  وبموافقة الرئيس وتوقيعه  وعندما شعرت الأطراف المتضررة من وحدة اليمن  بقلقها  وخوفها على مصالحها  تحركت في الإتجاه المرسوم لها أمريكيا وسعوديا ،   و بعد توقيع اتفاق الشراكة  التي  باتت قابلةللتحقيق أقام القوم الدنيا ولم يقعدوها والتفوا عليها  بعملية إنقلابية  وبصناعة مخابراتية أبعد من عقولهم ، ومن ثم اتهموا حركة أنصار الله بما صنعوه هم أنفسهم عندما قادت  حركة أنصار الله  الإنتفاضة الثانية  وأمريكا راعية الحلفاء والذيول أوعزت إلى الرئيس بالإستقالة  حيث رأوا في هذه الطريقة مدخلا وحيدا لإسقاط اتفاق المشاركة  ، والذي نجحوا فيه هو إحداث بلبلة  عارمة وتمكنوا من إدخال البلاد  في نفق جديد مظلم والحق أنهم لن ينتصروا  ولكن بإمكانهم إحداث شرخ  يستوجب تضحيات جديدة قد تكون  خطيرة للعودة من جديد إلى اتفاق المشاركة  ، لأنه وكما يبدو فإن بعض الأطراف  قد تكون جاهزة للخروج  على الإجماع  وسحب توقيعها ،  ولم تجد لها أمريكا مخرجا إلا بخلط الأوراق عن طريق استقالة الرئيس الدمية فكان ما كان ، ولكن  كيف ستتغير  آلية الحراك الجديد وهذا ما تتطلع إليه الأنظار من خلال ما ستقدم عليه حركة أنصار الله  ، وهذه المرة ربما  يشهد تحركات إقليمية لن تكون إيران بمعزل عنها وكذلك حلفاء إيران فالأمور إذن ساخنة فمتى تبرد وتعود اليمن إلى رسم خريطة مستقبلها ووحدتها بنفسها بعيدا عن  أصابع الجرابيع والذيول ؟ هذا ما سنعرفه قريبا وليس بعيدا لأن اليمنيين أثبتوا أنهم قادرون فعلا على صنع القرار الذي ينقذ بلدهم .
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق