الفلسطينيون
يشككون بعدالة قضيتهم فمن المسؤول ؟
من سياق التطورات التاريخية ومسار التحولات السياسية للقضية الفلسطينية
بمتابعة ما يحصل على تلك الساحة الباردة والساخنة في آن واحد ، نستخلص أن الفلسطينيين باتوا قسمين : قسم يوظف
هذه القضية لمصالحه السياسية والشخصية بالمال والجاه والزعامة الفارغة وتكديس
الأموال ، وهو الأقلية الإنتهازية والمرتبطة
بالمشروع الصهيوني أرادت أم لم ترد ، وهي في فتح وإلى حد ما حماس ويتمثل هذا في
القيادات ، وقسم مازال يعاني ويدفع الثمن قتلا وأسرا
وتجويعا وقهرا وشتاتا وتعذيبا ، وهو يمثل الأكثرية الساحقة الصابرة على الأذى من أبناء هذا الشعب المقهور
المسلوبة حقوقه عبر ما يقرب من قرن من الزمن فما هي المظاهر وما هي المعطيات والمستجدات ؟
الخطاب الفلسطيني يكاد يكون جامدا عند حدود البكاء أو التباكي فلا جديد فيه ، إلا
فيما جد على يد المرتد أو العميل ياسر عرفات وخالد مشعل والمذموم عباس ، والمؤسف
جدا أن منظمات وأحزاب من المفترض أن تكون
قيادية ووطنية كالجبهة الشعبية وشقيقتيها الديمقراطية والقيادة العامة ، ما زالت
هي الأخرى تدور في حلقة مفرغة ، والقضية
الفلسطينية بأبجدياتها المعروفة والواضحة
لا تحتاج إلى إعمال الذهن أو التعمق في
دراستها تاريخيا أو منطقيا أو سياسيا ، ذلك أنها واضحة وضوح الشمس وقد أجمعت الأمة
العربية برمتها ولأول مرة في تاريخها
الأسود ،على عدالتها ، والمشكك فيها هو كا لمشكك برؤية الشمس عند ظهيرة أي يوم من أيام الصيف الصافية ، فالشعب الفلسطيني أخرج من دياره قسرا بعدما نفذت بحقه المجازر البشعة ، فهل من مزيد وهل من قائل يقول بأن في الموضوع
شك ؟ ومخيمات الفقراء الفلسطينيين مازالت
شاهدة وبصوت عالي على ما نقول ، والشتات
شاهد كذلك فهل من حديث بعد ذلك عن هذا
الأمر؟ واليهود هم شذاذ آفاق وفدوا إلى
فلسطين من كل أنحاء العالم بدعم عربي رسمي
ودعم أممي معادي للعرب ، وهذا يعني أن
الحكام العرب كانوامتحالفين بشكل أو بآخر
مع الغرب والصهيونية معا ، وهناك قضية
واحدة يمكن وباحتشام أن نتحدث عنها وهي أن اليهود العرب أخرجوا أو خرجوا طواعية من
اليمن وليبيا والمغرب ولبنان والعراق
واستوطنوا فلسطين ،وعلى التسليم جدلا بهذه
القضية فهل يتحمل الشعب الفلسطيني وحده وزر ذلك ؟ بالتأكيد لا وعلى افتراض أن هذا
الأمر صحيح فهل يطعن بمصداقية القول بأن القضية الفلسطينية
هي قضية عادلة بامتياز والأمة لا تجتمع على ضلال وقد أجمعت وللمرة الأولى في التاريخ كما قلنا
على ذلك ؟ فنحن إذن أمام واقع لا
يمكن أن يتغير أو يتبدل مهما حاولنا
، ولكن إذا كان الأمر كذلك فما بال
الفاسطينيين يراوحون مكانهم وما زالوا
يدفعون الثمن غاليا وبشكل يومي على أيدي العصابات الصهيونية المدعمة عربيا
ودوليا وإذا أراد البعض الإعتراض على
الدعم العربي فنحن لدينا ما نقول وليس الأمر خافيا على أحد ولنترك هذا لحديث آخر .
يقول الأمريكيون وبلسان صريح بأن من ليس معهم هو ضدهم ولهم كامل الحق في هذه
المقولة وبالتالي فهم مع الصهيونية قلبا
وقالبا ولا ينافسهم في هذا إلا الحكام العرب أو معظمهم وهذا الأمر بحاجة إلى بعض
التوضيح بالنسبة للجهلة والذين لا يتعاطون السياسة ولا يقرأوون الحدث ، ولنتركه
جانبا كذلك ونعود إلى ما يقوله
الأمريكيون لنقول بأنه الحق والمنطق فمن
ليس معهم هو ضدهم وبالأمس جاهر الأمريكيون
بذلك في مواجهة وفد المسيحيين السوريين إلى الكونغرس الأمريكي ،حيث قيل لهم علنا وبوضوح : إنكم إن لم تؤيدوا إسرائيل فنحن
لن نؤيدكم ولن نحميكم من داعش ! ومعنى هذا أن هناك تخطيطا قائما بين داعش من جهة وأمريكا من جهة أخرى للتنكيل
بالأقليات لإرغامها على التعاون بل والتحالف مع إسرائيل...
ولنعد إلى
المنطق الأمريكي الذي سلمنا به بأنه
المنطق الصحيح وأن الفلسطينيين أولى الناس
بالأخذ به وهو أن من ليس معهم هو ضدهم ويترتب على ذلك أن الذي يقف إلى جانب أمريكا
هو واقف في نفس الوقت إلى جانب إسرائيل وأن من تصفه أمريكا بالمعتدل المرضي عنه
فهو بالمعنى الواضح حليف لها وموافق على سياستها وهو بالتالي حليف لإسرائيل
وهذا يعني أن ال"معتدلين "
الفلسطينين أول من تطبق عليهم القاعدة
ولنترك هؤلاء جانبا وننتقل إلى
الفلسطينيين الذين ما زالوا يموتون وهم
يحملون السلاح ونتساءل : ألم تصلوا بهذا
إلى درجة تتضح بها مواقفكم وتبحثون عن
حليفكم الطبيعي لتقفوا معه وتقولوا بصريح
العبارة بأنه حليفكم مثل إيران وحزب الله
وسوريا ؟ أولم تصلوا إلى قناعة تقولون
معها بأن من ليس معكم هو ضدكم ؟ وما دمتم لم تقولوا بهذا فهذا يعني أنكم تبحثون عن حلول استسلامية تدور حول ما يسمى بدولة السلطة العميلة
والمتكاملة فيها شروط العمالة والخيانة
ومعنى هذا أيضا أنكم تخليتم عن حق العودة الذي لا يكون إلا بالبندقية وهو
في أساسه مبدأ خياني لوضوح استحالته وتقبلون
بحدود ال67 وهي أيضا خيانية ، فالأمر
إذن واضح ، وأنتم لم تصلوا بعد إلى حدودالقناعة - على مايبدو - بعدالة قضيتكم ، التي لا تقبل التجزئة
وهي التحرير الكامل لكامل فلسطين وهذا ما يبدو أنكم تخليتم عنه بالكامل ! ثم لنا أن
نتساءل ولكم أيضا أن تتساءلوا معنا هل بتم تشككون بعدالة قضيتكم حتى تدخلوا بمفاوضات مع العدو الصهيوني
ولكن حول ماذا تفاوضون ؟ أقول لكم
بصراحة بأنه ليس أمامكم إلا أحد أمرين إمالإستسلام والخنوع كما هو حال الحكام
العرب وإما حمل السلاح الذي لايترك إلا
بالشهادة أو النصر فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟
22-12-2014