الأحد، 21 ديسمبر 2014

لبنان بين الشرعية واللا شرعية !


                  لبنان بين الشرعية السياسية  ولا شرعية الوجود

تكلم نجاح واكيم فبل يومين  عما وصفه بلا شرعية النظام في لبنان وطالب بتوحيد الجهود من  أجل ماذا ؟ لم يحدد وليس بوسعه أن يحدد  لأن الإصلاح مستحيل وإسفاط النظام بالطرق " العربية " أيضا مستحيل ذلك أن الجيش لا حول له ولا قوة  ولا إمكانية له لتكرار سيناريو  الإنقلاب الذي قاده  الظباط أو بعضهم قبل بضعة عقود وليس بإمكان الزمر السياسية المستولية على زمام الأمور بطرق إنقلابية فريدة من نوعها تتسم بالإستبداد  ووقاحة التمثيل بالقوة ، أن تحدث أي تغيير إيجابي لأن الإيجابة لن تكون لصالحها ! فلا هي قادرة على إنتاج  قوانين تحد من سلطة الأمراء والملوك والأباطرة  ولا هي قادرة على  ضخ الحياة  بالمواطنة  على أن تكون البديل للطائفية المقيتة تلك التي أنتجت  مجموعات داعشية مختلفة الألوان  والأشكال   ، فقانون الستين للإنتخاب الذي سن الملكية المطلقة لزعماء العشائر ما زال السيد والذين يعارضونه كذابون والذين يلوحون باستبداله أكثر كذبا وفجورا ،  فالقوم إذن يتسلون ببعضهم ويتراشقون بالتهم  المتشابهة التي يقر كل فريق ولو ضمنيا بأنه مرتكب لها ومتلبس بها   ، وبالأمس طلعوا علينا يقانون ترقيعي نصف  نسبي فهل وجدتم أوقرأتم بكتب التاريخ عن الشعوب البربرية والمتوحشة أنها اخترعت ترقيعا كالذي اخترعوه ؟ إذن كيف يقول نجاح واكيم بأن الشرعية قد سقطت وهل كان في لبنان أصلا عبر تاريخه  الحديث من شرعية حتى تسقط تلك الشرعية  ؟ انظروا ......المسيحيون الذين حكموا مارونيا  عبر عدة عقود  ومثلوا الفساد بأرقى مستوياته  تمكنوا من إفراز طبقة متنورة إلا أن الداعشية المسيحية سرعان ماالتفت حولها وجعلتها كالشرنقة أو هي في طريق الإلتفاف حولها وبات المتنورون من المسيحيين يتحدثون عن المسيحية والحقوق المسيحية ...والسعودية عندما تحكمت برقابنا  وسعدنت النظام ــ أي زودته بالمسوخ وأشباه السعادين ــ  وأمسكت بزمام الأمور أفرزت من السنة طبقة أنجبت داعشية باتت معروفة وأفسدت في الأرض .... وأخذنا نفتش عن النخب السنية  الوطنية والمثقفة فإذا بها معزولة أو شبه معزولة  والكلمة باتت لآل مردخاي في الرياض  وعندما حكمنا السوريون بعثوا لنا بحلكم  أفسد ما شاء له أن يفسد ثم مضى منتحرا وعندما حكم الفلسطينيون بأمر الخونة العرب ليجعلوا من جنوب لبنان وطنا بديلا  بصرعة ليست الصهيونية بعيدة عنها  طفت على الشارع اللبناني عبارة " ولا أجب لك الكفاح المسلح " وأفسد ياسر عرفات ما شاء له أن يفسد ثم مضى ضحية طيشه  وغبائه ولا نقول خيانته لأن من يسيرون على دربه يرفضون وصمه بالخيانة رغم ثبوتها عليه ، ورفضه للبديل المتربع على كرسي العمالة حتى الساعة  أما الشيعة فقد انكفأوا على أنفسهم وبات زيتهم في بيتهم  واخترعوا إقطاعا " على الموضة"  في الوقت الذي تمكن مناضلوا حزب الله من  توجيه ضربة للصهاينة جعلت الناس في الخارج والداخل يتحدون في وجهه ليقولوا له بالحرف الواحد " لا ما تعودناش " وما النصر إلا هرطقة سياسية ونحن قوم نحب الهزائم ونحب الإنبطاح ...وأخيرا هذا هو لبنان  فهل تعترضون على " لاشرعية " نظام  لم يعرف الشرعية ؟  ألا تعلمون أن لبنان عندما انشق عن سوريا بإرادة سايكسوكية  كان  قدره ألا  ينسلخ عن " اللا شرعية " أبد الدهر كما أريد له وأريد لإسرائيل أن تبقى إلى الأبد ترفع العصا في وجه كل من يتحرك أو يحاول التحرك في وجهها ؟  وهكذا  التفوا حول سوريا نهشا والتفوا حول حزب الله  تآمرا  وكيدا ... إذن نحن نخلص إلى القول وبصراحة : فالج لا تعالج  فرقعواماشاء لكم الترقيع  ورقعوا ما تلبسون وضعوا نصف نعل لما تنتعلون وهذا خير لكم  مما  أنتم فيه لأن الرياح إذا ما تحركت فإنها لن تبقي لكم أثرا ، وياليت !  ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
‏21‏-12‏-
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق