الحوار بين حزب الله وتيار
المستقبل
ماهو مستقبله وما هي آفاقه ؟
نحن نبارك هذا الحوار وبلا تحفظ ، فهو مفيد شئنا أم أبينا وشاء المتشائمون أم
أبوا ، فهو وإن لم يتمكن إلا من تحقيق الحدود الدنيا من التفاهم ، فنحن نرى أن في ذلك خيرا ، والفضل يعود قطعا لحزب الله الذي مد يده
للجميع بدون استثناء ، وعلينا أن نعترف له
بفضل السبق في الكثير من مثل هذه المبادرات
والتزامه بما تسفر عنه من تفاهمات ، هذا من حيث المبدأ ولكن علينا في المقابل أن
نقرأ الطرف الآخر في طروحاته وتطلعاته
وآفاقه التي ينظر إليها ، وعما إذا كان
تحركه الأخير هذا قد حضي بموافقة السعودية التي ثبت أنها تقف وراء كل الفتن أم لا ؟ وعما إذا كان يحمل في طيات هذا التحرك
بعض التراجعات التي لا بد منها لإنجاح
الحوار ، فالتيار أسف كثيرا في افتراءاته وبالغ
فيما أشاعه من الأكاذيب والتجنيات على حزب
الله في حربه الظالمة التي شنها عليه
ابتداء من حرب تموز ومرورا بعملية اغتيال رفيق الحريري التي أثبتت الأيام أنها
كانت صناعة مخابراتية صهيونية واضحة
المعالم واضحة الأهداف وانتهاء بالداعشية ، وحزب الله واضح في كل حواراته مع الخصوم
والحلفاء فالمقاومة هاجسه الأول وإن كان
في خضم هذه الأولويات قد ترك الآخرين يسرحون ويمرحون فيما أفسدوه إلا أنه ثابت على مبادئه وقيمه وأهدافه التي لا يعلو عليها شيئ ، وهو فضلا عن ذلك حريص على الوحدة الوطنية لأنها
تخدم أغراضه وقيمه وتخدم قضيته وتدخل في إطار استراتيجيته البعيدة المدى ، وبالتالي فإن حزب الله على ما نعتقد لن يطالب
تيار المستقبل بشيئ إلا أنه سيطلب منه
التهدئة والكف عن نشر الأكاذيب ، وهذا
الأمر وإن كان مكلفا إلا أنه قد يحقق مكاسب هامة للتيار ،
لأن قواعده قد سئمت من أكاذيبه وتخرصاته وافتراءاته وانسلخت عنه الجماهيربسبب
أكاذيبه تلك التي كان يكلف بها بدفع من آل سعود ، وللمراقبين
هنا أن يتساءلوا عما إذا كانت السعودية تحاول التغيير من أساليبها فقبلت من
الحريري أن يبدأ حوارا مع حزب الله ، على أن يكون مدخلا لحوار تخوضه هي الأخرى مع
حزب الله ، وقي اعتقادنا أن هذا الحوار
سوف يحقق مكاسب للبنان ولحزب الله ولتيار المستقبل تحديدا وسيساعد على التخفيف من حدة التوترات المذهبية
التي لم يكن لها أي مبرر ولم يكن لها أصلا
جذور في تاريخ العلاقات بين السنة والشيعة ، إلا أنها الإرادة الصهيونية المتحكمة
في قرارات بعض السائرين في ركابها من
الوهادية وأخواتها ، وهي التي فعلت ذلك واصطنعت هذا الصراع ، ولو أن الصهاينة ومن معهم نجحوا في استدراج
حزب الله للفتن التي كان يتم الإعداد لها بعناية فائقة لكان هؤلاء نجحوا في تحقيق أهم إنجازاتهم ، ولكان تدمير لبنان قد تم بأيسر السبل ، ولكننا
نسجل لحزب الله مأثرة عظيمة قد تفوق على
مأثرته في انتصاراته على العدو الصهيوني
في حرب تموز ، فحرب تموز حمتنا من
العدو و وصمود حزب الله السلمي أمام
الإستفزازات حمى لبنان مما هو أخطر من
العدو الصهيوني ، وسيتحدث التاريخ مستقبلا ويقر بأن حزب الله قد حمى لبنان من الخارج كما حماه
من الداخل وهذا لا جدال حوله أما الحوار
الآتي فإنه ولو كان كحوار الطرشان
إلا أننا نرى أن فيه فائدة فما بالك إذا لم يكن كذلك وكان الطرف الآخر يتمتع ولو بالقليل من الجدية في
هذا الحوار أو أنه أعطي من الذين يشرفون على سياسته فضاء ولو يسيرا من حرية التحرك
وهذا يكفينا ؟ إننا
متفائلون جدا في هذا الحوار وهو محقق
نتائجه لأننا لانطمع من الطرف الآخر إلا
بوقف حملة أكاذيبه وافتئاته وسوف لن يكلفه ذلك الكثير بل سوف
يعزز من مركزه ويتخلص من تأرجحاته ويمنحه شيئا من الإستقرار والهدوء فلعله عند
ذلك يكون أكثر واقعية وأريد في الختام أن ألفت إلى أن نهاد المشنوق ربما يملك من
القدرة على التغيير من حركية الحريري ما
يجعلنا أكثر تفاؤلا فالمشنوق على جانب من العقلانية وله من الثقافة ما يسمح لنا بأن نأمل فيه خيرا .