الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

السعودية إلى أين ؟


                                      السعودية  تعبث بمصالح الشعوب

                                   وتتآمر على خبز الفقراء

   يتباهى وزير النفط السعودي  بأن قرار السعودية ومعها دول الأوبيك السائرة في الفلك الصهيوأمريكي  بزيادة الإنتاج والضخ  للنفط  ، لا تراجع فيه  حتى ولو بلغ سعر البرميل عشرين دولارا ، حسب كلام الوزير ،   وبدون الحاجة إلى ذكر إدعاءات الوزير المذكور ومباهاته بأن بلاده وصلت درجة من النمو الإقتصادي لا تحتاج معها إلى رفع سعر البرميل من النفط  ،  ودون تعليق على هذه الإدعاءات وما يشوبها من الأباطيل والأكاذيب ،  فإننا نشير إلى أن السعودية على استعداد لإستعمال سلاح النفط من أجل  تدمير العالم وتحقيق مآرب وأهداف سياسية في كل الإتجاهات إلا في الإتجاه الإسرائيلي  ، وهنا  مربط الفرس وهنا بيت القصيد ،  فهي الآن تستعمله لصالح الصهاينة وبدون أدنى شك  ومن هنا  نستطيع القول بأن السعودية تكشف عن حقيقة  وجهها الكالح يوما بعد يوم  ، وذلك الوجه ليس خافيا على أحد  لأن وظيفتها هي تلك ولا غير ،  غير أننا نشير إلى أن الوزير المذكور يتبجح وكأن بلاده هي صاحبة القرار  وهذا ما لا تؤيده الوقائع التاريخية ،  فالردود الأمريكية وردة الفعل الصهيونية واضحة ودالة على أن الدولتين هما الواقفتان وراء هذا  القرار ،  ومخطئ من يظن أن لهؤلاء قرار ولو في أبسط الأمور لأن الذيلية المطلقة هي ما تميزهم عن سواهم ،  ولا شك أن الدول المستهدفة ومنها بعض الدول العربية  قد لحقت بها أضرار فادحة ، وهي وفقا لذلك  قد  يتعرض أمنها وسيادتها واستقرارها لأخطار  وهزات مؤكدة لا تحمد عواقبها ،  ولنبدأ بالجزائر ودعنا من روسيا وإيران وبالتأكيد فإن مصر هي الأخرى سوف تتضرر وكأن السعودية أعلنتها حربا شعواء من غير مبرر على كل العالم  ماعدا إسرائيل وأمريكا  دون استثناء ،  إذا كانت روسيا وإيران ومعهما الجزائر تملك  القدرة والإمكانات  على معالجة الأمر ولو بعد وقت طويل نسبيا ، فإن السعودية إذا ما تعرضت إلى هزة مماثلة فهي بالتأكيد لن تكون قادرة على مواجهتها إذ كان الأولى بهذه الدولة أن تفكر مليا قبل الإقدام على تلك الخطوة الحمقاء ،  بعد فشلها المطلق بشراء روسيا ،  وبعد فشلها في سوريا ولبنان  وكان عليها لو كانت تملك من أمرها شيئا  أن تغير هي من استراتيجيتها  ومواقفها المنسجمة مع الداعشية الجديدة والداعشية القديمة ،  وكان بإمكانها  أن تنسق مع الأشقاء والأصدقاء ولا تنفرد في مثل تلك القرارات المرتجلة بل والصبيانية المتميزة بالغرور الفارغ والغباء ،  ولكنها كما قلنا لا تملك من أمرها شيئا وهي بذلك مسيرة غير مخيرة والخلاصة أن القوم يلعبون بنار النفط التي سوف تعود عليهم بالبوار والخذلان ، وإن شعوبا ودولا مثل  روسيا وإيران وسوريا والجزائر قادرة على مواجهة الصعاب  وإيجاد الحلول وهي تملك القدرة  كما تملك من الثروات الأخرى ما يعوضها عن النفط بصناعاتها  وثرواتها الأخرى  على أن البدائل تتمثل بها ،  والمهم أن السعودية تتكشف حقيقتها يوما بعد يوم وهي لم تكن خافية على أحد  ولكن الناس تلتزم الصمت حفاظا على استقرار السعودية نفسها ومنعا للمواجهات بين الأشقاء وهذا ما لم  تفعله السعودية ولم تفهمه  فأوقعت نفسها في المحضور ، أو أنها بالمعنى الأصح لا تريد أن تفهمه لأنها أيضا وأيضا مسيرة وليست مخيرة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ..

‏23‏-12‏-2014
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق