الجمعة، 21 نوفمبر 2014

عندما نتحدث عن الخيانة والتضحية



                                          عندما نتحدث عن الخيانات والتضحيات ماذا ينبغي أن نقول ؟
   هل هناك  ماهو أغلى من الروح ؟ بالتأكيد : لا وهل هناك ما هو أغلى من الوطن ؟ بالتأكيد : لا وهل هناك ما هو أغلى من المسكن والمال والبنين ؟ أيضا : لا وألف لا  وجاء في الأثر أن من مات دون ماله  فهو شهيد ومن مات دون عرضه أو بيته أو ..أو  فهو شهيد  وبعد  فقد انتهكت كل الحرمات التي تستوجب الشهادة والموت دونها وهناك من يموت فعلا دونها ويقدم روحه فداء لها  في غزة والأقصى وعلى حد سواء وهذا يستوجب علينا أن ندقق ونتحرى لنعرف من الذي يقَقتل  ومن الذي يُقتَل  ؟ من الذي يقف مع القاتل ويساعده ؟ ومن هو الذي يقف إلى جانب القتيل ويحول دون قتله  ؟ ثم ننظر بعد ذلك إلى من يتفرج ويداه معقودتان خلف ظهره على أنه غير معني ..الصورة إذن واضحة جلية والأمور مكشوفة وقد أُعْطينا الحرية الكاملة  في التعريض بالقاتل وشتمه  وتشريحه فقط ولكننا وقفنا مكتوفي الأيدي أمام الشريك الفعلي والمحرض على قتلنا والواقف بشكل أو بآخر مع العدو  وهذا من عجائب  الدنيا  ومن الأمور المحيرة .. أقول هذا وأنا أستعرض مسيرة الشعب الفلسطيني المأساوية على طول مايزيد عن قرن من الزمان  وهذا الشعب صابر على معاناته ويقدم يوميا المزيد من التضحيات الجسام   في المال والروح وكل ما يملك  ، وفي هذه الأثناء ظهر بين ظهرانيه من نسق وينسق مع   العدو وظهر من حلفائه الشكليين من يتحالف علنا مع العدو الصهيوني ويعترف به  ويقدم له العون ويعمل على ضرب كل نوع من أنواع المقاومة تحت حجج باهتة مكشوفة وأعذار لايقبل بها إلا الشيطان  ، والفلسطينيون كل الفلسطينيين باتوا يعلمون هذا ولكنهم  وكمن يخضع لأنواع من التخذير والسحر ! بات عاجزا ولو عن رفع سبابته  ليشير بها مجرد إشارة إلى العدو وحليف العدو  والواقف خلف العدو  ، وقد ظهر في تاريخ هذا الشعب الجبار المعجز  ظاهرتان خيانيتان  باديتان للعيان  مع العشرات من القرائن والأدلة  الدامغة  ، والظاهرة الأولى هي ياسر عرفات الذي صنع ما عجز عن صنعه العدو وكل حلفاء العدو  مجتمعون ،عندما  اعترف بهم وباحتلالهم للأرض وساومهم على كرسي  خشبي هزاز في رام الله  وحل ضيفا عليهم في أوسلو حينا وفي مدريد حينا آخر ، وبقيت أموال السعودية وقطر بين يديه  تستعمل لا للتسلح والإعداد بل لإسكات الأصوات الواعية المتحركة المنكرة والمستنكرة  لهذا المسار  ، الذي لم يحقق أي شيئ لهذا الشعب الصابر  على أي من المستويات مهما تدنت تلك المستويات ، بل ازدادت معاناته وزاد حجم التعديات عليه في غزة والأقصى  ، والظاهرة الثانية هي ظاهرة خليفته الذي أعلن أنه ينسق مع العدو  وتحديدا مع الموساد وقال بأن التنسيق هذا بلغ ما نسبته " أكثر" من مئة بالمئة وكلمة أكثر هي منه لا مني  ، ومع ذلك فنحن صامتون  ولا ننبث ببنت شفة وكان الأولى بالمنظمات الفلسطينية المحسوبة على المقاومة واليسار أن تتكلم  ولا أريد هنا أن أطيل ولكنني أضيف  ظاهرة تخاذل أخرى تتمثل بقيادات حماس أو ببعضها على الأقل تلك القيادات التي لم تحزم أمرها بعد في اتجاه الصديق  ولو للتمييز بينه وبين العدو ..وهذا لا يمكن السكوت عليه وهناك يد تمتد للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني  بأشكال مختلفة  وقد عانت على يد العدو من الحصار والضرب ما عانت  ، وتتمثل هذه القوى بسوريا وحزب الله ومعهما إيران وأنا أرى أن الفلسطينيين يتهيبون جدا ولو بمجرد الإشارة إلى ما تلقوه من دعم  من إيران  ، وأنا لا أدري من السبب شيئا إلا الجبن الذي لا يليق بثائر يسعى إلى تحرير أرضه وشعبه ومرضاة للسعودية الحليف المباشر لأمريكا وبالطبع لإسرائيل  أهكذا تورد الإبل ؟  بالطبع : لا  وقبل أن أختم لا بد لي من الإشارة إلى أننا تعلمنا في أبجديات الثورة أنه لا حياد في المعارك ولا وسطية  ، فإما أن تكون مجاهدا وإما أن تكون صامتا كالشيطان الأخرس وإما أن تكون مع العدو  جاسوسا وعميلا وشريكا  ، فأين يقف الفلسطينيون وهم ما زالوا يمسكون ويملكون الأوراق الأكثر قوة وأكثر فتكا ، ولكنهم صامتون في أكثريتهم كالشياطين الخرس  وأنا أدعو الفلسطينيين لأن يحركوا أكثر من أربعة ملايين في كل من غزة والضفة  لإلهاب الأرض تحت أقدام المحتلين وبنفس الطريقة التي  سلكها حزب الله وأنا أقول بأن الفلسطينيين يملكون من القوة أضعاف ما يملكه حزب الله إن على الصعيد الإقليمي وإن على الصعيد المحلي لأن السعودية نجحت إلى حد ما وبمساعدة أمريكا وإسرائيل على تحجيم المقاومة اللبنانية على أنها مقاومة شيعية " تسب " أبا بكر ( البغدادي )  فليقدم لنا الفلسطينيون مقاومتهم المرضي عنها سعديا ولو من حيث المذهب وإن كان السعوديون لا مذهب لهم ولا دين ولا لون ولكن آن الوقت لأن يتحرك الفلسطينيون في الإتجاه الصحيح  إلا إذا كان التوجه الإستسلامي قد أخذ منهم مأخذا  وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين  والحمد لله رب العالمين .
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق