الجمعة، 21 نوفمبر 2014

المفاوضات النووية بين إيران ودول الغرب

                                     المفاوضات بين إيران والغرب حول برنامجها النووي
                                                          ماذا يراد من إيران ولإيران ؟
  منذ أن انتصرت الثورة الإيرانية وتحقق التغيير فيها بإرادة شعبية واسعة ،  قررت هذه الدولة الخروج من عزلتها  والدخول في تغييرات تجعلها منسجمة من حيث تاريخها العريق  وثقافتها المتميزة  ، أن تلتحقق بماتنسجم  به مع هذا التاريخ الحافل ومع شخصية قائدها المتميز  تاريخيا على أنه من أقوى وأفضل الثوار في العالم بحيث استطاع وبإرادة حديدية أن يقود شعبه قيادة محنكة وبحكمة بالغة  ليحدث تغييرا جذريا في حياته على  العكس من تلك التغييرات الهشة التي دأبت القوى العظمى إحداثها بطرق مزورة  وملتوية  في دول سئمت شعوبها من حكامها لتبقي على  ولاء الجدد لها على غرار ما حدث في كثير من الدول العربية كليبيا والعراق ومصر أخيرا  ، وهكذا سارت إيران بخطى واسعة نحو التقدم ولم تستطع الحرب التي فرضت عليها عن طريق الدول العربية  وعلى مدى ثمانية أعوام أن تثنيها عن عزيمتها وتصميمها  أو أن تلحق بها الهزيمة وانتصرت في الحرب  ورسمت خطواتها المستقبلية  بقلم قائد ثورتها الإمام  الخميني قبل رحيله ،  ولكن الغرب لم يكن ليسمح لها بأن تمر في عملها دون إزعاج وكان له ما أراد في رسم الخطط وحبك المؤامرات  ، وكان لإيران ما أرادته وعزمت على تحقيقه  من التطور واللحاق سريعا بركب الدول العظمى وكان المفاعل النووي ...
           مبدئيا من حق إيران أن تؤسس ما تؤسس  الذي يضمن لها مصالحها وهذا ما فعلته عندما باشرت ببناء المفاعل النووي ،  ولكن الغرب الذي تقوده أمريكا  لم يكن ليسمح لإيران المسلمة أن تصبح قرينة لباكستان  من حيث حصولها على القنبلة النووية لأن إيران لن تكون ملحقا لأمريكا كما هو الحال بالنسبة للباكستان ، والمفاجأة أن إيران صرحت بأنها تحرم ذلك شرعيا وصدرت الفتوى والحق أن أمريكا على قناعة تامة بأن إيران صادقة فيما ذهبت إليه  ، وهم يعلمون حق العلم بأن  ماتقوله إيران ويفتي به قائد الثورة لا يمكن التلاعب به ولا يمكن أن تكون إيران منطوية على خلاف ما تعلنه  ، ولكن القنبلة التي أعلنت إيران عن صناعتها منذ اليوم الأول لإنتصار ثورتها كانت هي الأخطر والأهم  من القنبلة الذرية وتلك القنبلة التي لا يمكن لأمريكا التسامح بشأنها هي الموقف الثوري  الداعم للشعب الفلسطيني ذلك الموقف الذي تبنته إيران  ولا يمكن لها أن تحيد عنه  قيد أنملة لأنه جزء من مبادئها وقيمها وعقيدتها ، لثقتها بأنه موقف يتوافق مع توجهاتها الدينية  وهنا يكمن بيت القصيد وهنا مربط الفرس فالمفاوضات التي  مازالت تراوح في مكانها منذ  أكثر من عقود ثلاثة  لم تكن لتستمر لولا أن أمريكا كانت  تعنيها مباشرة  ، ولكن عينها كانت دائما على إسرائيل ولو تنازلت إيران عن  مواقفها لكانت أمريكا  نفخت على كل جرابيعها العرب شرقا وغربا وأمرتهم أن يكونوا جميعا تحت البنديرة الإيرانية  وأحلتها محل إسرائيل نفسها  ، ولكن هذا الأمر لما كان لا يحصل ولا يمكن أن يحصل فإن  عجلة التآمر استمرت  كدواليب المطحنة لا تكاد تتوقف ويبدو أنها لن تتوقف ما دامت أمريكا وبسياستها الثغلبية تحسن المراوغة والألتفاف  ولها نفس طويل في التآمر ، ولكنها وجدت نفسها أمام عملاق هو الآخر يحسن  الثبات  على مواقفه كما يحسن  الرد على مراوغاتها والتفافاتها بدبلوماسية منقطعة النظير وهذا ما يزعج الغرب كل الغرب والجرابيع كل الجرابيع  من عرب وتركمان وكل السائرين تحت البنديرة الصهيونية
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق