الجمعة، 14 نوفمبر 2014

هذه هي الوهابية وتلك ثقافتها وآثارها


 

                             هذه هي الوهابية  عارية

منذ مايزيد عن سبعين عاما والقضية الفلسطينية  هي الشغل الشاغل لكل العرب والمسلمين ،  ذلك أنها مسَّتـهم جميعا في الصميم  ، وشعر الناس  كل الناس ، بخطر الصهيونية المباشر والداهم ،  ذلك الخطر الذي ذاقت الأمة من ويلاته في كل أقطارها  ، ولم ينج منه قريب و لا بعيد  ، وفي هذه الأثناء كانت القضية تمثل الهاجس الأكبر لكل الشرفاء  ، وهي الشغل الشاغل لنا جميعا ، وكما أكدنا مرارا فإن الأمة أجمعت ولأول مرة في تاريخها على ما ذهبنا إليه ، وهو أنه لم يعقد لها إجماع  في يوم من الأيام على شيئ إلا مانحن بصدد الحديث عنه ، ولم يكن اختراق لهذا الإجماع إلا بعد رحيل  عبد الناصر حيث  استنسر بغاث القوم  واستأسد الثعالب  ، وأعلنها أنور السادات صرخة خيانية  فاجرة داعرة  ، برعاية خليجية وتحديدا وهابية سعودية ثم كرت مسبحة الخيانة لتتوالى الإعترافات  العلنية والسرية   بالعدو ، حتى انغمس في شرورها المارق الفلسطيني ياسر عرفات وأعقبه المذموم عباس ،  وبالرغم من كل هذا الفجور وبالرغم من كل هذه الإنحرافات  فإن القضية الفلسطينية لم تغب في يوم من الأيام عن أدبياتنا جميعا  ، وكان الخونة والعملاء  ينهجون في ذلك نهج المزايدة علينا  تلك المزايدة التي وإن كشفت وهي مكشوفة إلا أنها  كانت تمر لتخدع الجهلة وتوهمهم أن القوم أيضا مهتمون بالقضية  ، واستطاعوا أن يمرروا خياناتهم واعترافاتهم من قنوات توهم بأنهم  إنما اعترفوا بإسرائيل وتعاونوا مع أمريكا ليساعدوا على حل القضية الفلسطينية  ذلك الحل الوهمي الذي بقي هراء  وزادنا تمزقا  وتخاذلا  وألحق بنا هزائم ما كانت لتلحق بنا لولا هذا التواطؤ ، والحق أن جبل الخيانة تنفس بعد مخاض طويل  ليلد فأرا هو تلك الدويلة المسخ التي أطلقوا عليها إسم السلطة الفلسطينية  التي يتحكم بها "جلالة "الأمبراطور المذموم عباس  الذي أصبحت وظيفته حماية الكيان الإسرائيلي ، وبدل لأن تكون غزة والضفة هما عينا فلسطين فقد فقئت عين وأصبحت فلسطين عوراء بعين واحدة هي غزة وحتى غزة ما زلنا نشكو من بعض الرمد الذي تببت به حماس خالد المطفي الإخونجي ،  وهكذا  كانت البداية الرسمية لبيع القضية برمتها عندما حصرت القضية بالضفة وغزة ،  ومع هذا فإن أدبيات الناس كل الناس لم تغفل القضية الفلسطينية صدقا وكذبا ، نضالا ومراوغة ، قتالا واستسلاما  ، جبنا وشجاعة ، فالقوم كل القوم يتحدثون عن القضية الفلسطينية  غير أن الواضح هو أن المقاومة اللبنانية  بمساعدة إيران وسوريا هي أول من اخترق جدار الصمت التاريخي ، وحقق أول انتصار على العدو الصهيوني ، مما شجع المناضلين والمجاهدين الفلسطينيين في غزة لأن يسجلوا اختراقا آخر هو طريق لاختراقات أخرى لابد وأنها تتعانق مع الإختراق اللبناني ،  والملفت جدا هنا أن كل التنظيمات الخيانية والإسلاموية المزيفة من قاعدة ابتداء وانتهاء بالإخونجية والداعشية والنصروية وأخواتها  المرعيين  جميعا من دول الخليج وتركيا ،  وبالطبع فهؤلاء وكما هو معروف لا يتنفسون إلا بأوامر أمريكية  ، إن القضية الفلسطينية غابت تماما عن أدبياتهم  جميعا حتى ولو من قبيل حفظ ماء الوجه والوهابية التي انقلبت منذ زمن بعيد إلى وهادية ،  هي منبع ثقافاتهم وتوجهاتهم  وهي البانية لاستراتيجيتهم الخيانية بالكامل ، وهذا يعني أن  مهر العمالة  هو ألا يتحدثوا عن القضية الفلسطينية  في كل ما يصدر عنهم من بيانات  وخطب منبرية ويغفلونها  من كل تحركاتهم ، ونذكر بالمناسبة أن الوفد البطريركي المسيحي السوري إلى أمريكا جوبه بالكونغروس الأمريكي بخطاب واضح وضوح الشمس : إن أيدتم إسرائيل فنحن نساعدكم وإلا فنحن ضدكم ،  وهذا يعني أن الداعشية قد خضعت لهذا تماما والتزمت بكل تفصيلاته ومنهجيته ، ونفذت  الفرمان الصهيوني بحذافيره  ومن هنا رأينا أن إسرائيل قد حمت ظهورهم  في الجولان وساعدتهم بقصف مركز على قواعد ومطارات سوريا في أوقات مختلفة ،  وأعتقد أنني تكلمت كلاما واضحا لا لبس فيه ولا غموض ،  وهذا مما يؤكد أن الثقافة الوهابية هي تلك  ...ولا شيئ سواها وهم مع إسرائيل ظالمة ومظلومة  ، أما نحن وإيران فمع فلسطين ظالمة ومظلومة ...وشتان بين الموقفين وبين الدربين المتوازيين اللذين لا يلتقيان بأي حال من الأحوال إلا عندما  تتفجر الصواعق في وجوه الخونة ...ويومذاك  تشرق الشمس في سماء العروبة ، وتأفل شمس الخيانة والعمالة عن بلادنا  ....وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون  ، والعاقبة للمتقين  ، والحمد لله رب العالمين .

‏14‏-11‏-2014

 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق