من يحاصر الفلسطيبنيين؟
عندما نتساءل عمن يحاصر الفلسطينيين ، فإننا
نتساءل عن علم ، لا تساؤل الجاهل
ولا تساؤل الباحث عن الحقيقة الضائعة أو المخفية عنه على الأقل ، فالحقيقة واضحة وفلسطين بغزتها وضفتها محاصرة من
الأشقاء الذين انتقلوا وبصراحة إلى مرحلة التحالف والتعاون مع الصهاينة ، فعندما يستمر الحصار من قبل المصريين وتدخل مصر كوسيط بين الصهاينة المعتدين والفلسطينيين المعتدى عليهم فهذا يعني وبشكل
واضح صارخ أن مصر تساوي بين القاتل
والضحية ، وبين الشقيق والعدو ، وهذه أفضل وأبسط عبارة يمكن أن نستعملها ، وعندما تحمل إسرائيل العميل محمود عباس
المسؤولية عما فعله الأبطال المغاوير من الفلسطينيين ثأرا لذلك المشنوق في حافلة
نقل الركاب ، فهي عاتبة أكثر من كونها تحمله
المسؤولية بشكل جدي ، فهي تنسق معه ويعمل على حمايتها ، وكأنها اتهمته
بالغفلة والتهاون وعدم الحزم مع أهله ، ومنع الفلسطينيين من حمل و استعمال السلاح مما اضطرهم لإستعمال السكاكين
أمر لا نقره ولا نقبل به فعلى الفلسطينيين أن يتسلحوا في الوقت الذي
تقوم به إسرائيل بتسليح قطعان المستوطنين من شذاذ الآفاق ، وقد آن الأوان لرحيل هذا العميل ومعه كل الزمر
الفتحوية العرفاتية من العجائز والمنافقين
، وآن الأوان لأن تكون الضفة كغزة وكجنوب
لبنان ، وإننا لايمكن أن نقبل باستشهاد اثنين من أبطالنا من الفلسطينيين مقابل أربعة أو خمسة أو عشرة من
علوج الصهاينة ، ولكن السكين هي سلاح العاجز الذي لا نجاة له من الموت
المحقق والشهادة ، هذا ما يمكن أن نقوله
هنا وعلى صعيد آخر فلننظر إلى فريقي المنكرين والمستنكرين والمدينين لعملية الأبطال في القدس المحتلة من جهة
وبين المهللين لها والمؤيدين للعملية من جهة أخرى ، فهؤلاء فريقان فريق معنا وفريق مع عدونا لأن الذين أنكروا وأدانوا واستنكروا لم نرهم وقد أدانوا العدو بجرائم راح ضحيتها
الألوف في غزة والضفة كما أنهم لم يدينوا
هدم ما يزيد عن خمسين ألف منزل لفلسطينيين لا ذنب لهم إلا أن بعض ذويهم كانوا من
رجال وأبطال المقاومة المدنية ، أما
المهللين لها فإنهم من حلفائنا ومؤيدي
المقاومة ولنستعرض بعد ذلك الشريط للفرز
بين أولئك وهؤلاء ذلك أنهم فريقان : فريق
لنا وفريق علينا وفقا للتصنيفات الأمريكية
فالذين هم علينا على هذا الأساس : المذموم عباس ورئيس الوزراء التركي وأمريكا بطبيعة الحال وكثيرون آخرون حتى أولئك الصامتين الملتزمين
بالحياد بين الخير والشر ، أما الذين هم
معنا فمنهم القابضين على الجمرة من مناضلي فتح الأصلاء وحماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة
الآخرون كالجبهة الشعبية والقيادة
العامة وسواهم فضلا عن حزب الله وسوريا
وإيران ، وعلى هذا الأساس لا بد وأن يكون
الفرز ، فالذين معنا لا يمكن أن يكونوا في نفس الوقت مع العدو إذن هناك
فريقان فريق لنا مئة بالمئة وفريق
علينا مئة بالمئة والحرب حقيقة قائمة بين
الفريقين أما الداعشية وفلولها وأذنابها
ورعاتها من المتحالفين مع إسرائيل
والمعترفين بها فقد بانت عوراتهم كأوضح ما يكون الحال ، نعم ينبغي أن ندخل من الآن وصاعدا في مرحلة
الفرز الذي لا بد منه حتى يتبين الخيط
الأبيض من الخيط الأسود ..وأخيرا نقول بملء الفم كفى محمود عباس رعاية للمستوطنات
وحماية لها وكفاه بكاء كاذبا على أطلال لاقيمة ولا أساس لها ، فالذي يبكي حقيقة ، لا بد وأن يقطع أي صلة وأي تنسيق له مع العدو ورموزه ..
18/11/2014