البدون ومن هم دون البدون !؟
سمعت أو قرأت
خبرا لا أدري ماهي تفاصيله ؟ ولا أعرف ما إذاكان عنوانا عائما يقصد منه المداعبة أو إنه حقيقة
مرة ، وما أكثر الحقائق المرة في
أوطاننا التي يتجرع المواطنون فيها الغصة
تلو الغصة ، ويعضون على الجرح ،وهم صابرون
ولا يملكون من حياتهم إلا الصبر المحفوف
بمخاطر الرغبة في الإنتحار ، إما هربا إلى
الداعشية والنصروية أو القاعدية التي لا قواعد لها إلا تلك التي أرست دعائمها المخابرات
الصهيوأمريكية ، وإما إلى الهامشية وإما انتظار
ما يأتي به علام الغيوب وإما
الإنتحار حرقا في بلجيكا أو بسيدي بوزيد في تونس ...؟ والعنوان الذي
قرأته على شريط الأنباء من إحدى الفضائيات الموثوق من أنها تدقق
بالخبر قبل بثه ، وتابعته حتى أتمكن من
استرجاعه أكثر من ثلاث مرات ، لأن عيوني لم
تصدق ما قرأت وما رأيت فماذا يقول الخبر ؟
ببساطة إنه يقول الآتي : الحكومة
الكويتية التي أجل وأحترم ، تعرض على
" البدون " في الكويت " جنسية " جزر القمر لحل مشكلتهم المزمنة ، والتي استعصت على الحل
في الكويت منذ عقود طويلة ، فمن هم ال " بدون " وما هي حكاية هذا
المصطلح العجيب والمثير للدهشة في آن واحد معا ؟
البدون هم قوم ربما يكونون سقطوا
من السماء بمعنى أنهم سقطوا من المريخ أو من القمر ، وهبطوا بدون براشوت على أرض الكويت وهم منذ عشرات السنين يعانون من كلمة "
البدون أي الذين هم " بدون جنسية
" علما أن الكويت المتوفرة على خيرات
وافرة يعيش بموجبها الكويتيون من
المواطنين ومعهم المقيمون ، حياة ترف
وبحبوحة بفضل ما تدره أرباح " النفط " الها طل عليهم من عند
رب العالمين ، ولم يتمكنوا حتى الآن
من تسوية أوضاع هؤلاء " البدون
" الإنسانية – وهم أصلا من البدو
العرب - عن طريق حقهم في الجنسية ذلك الحق
الذي تضمنه لهم كل القوانين الأرضية فضلا
عن السماوية ، وللتذكير فإن الكويت وحتى
تحقق نوعا من التوازن الطائفي الديموغرافي على أرضها قامت في يوم من الأيام بتجنيس الألوف
من أبناء الزبير العراقية وبعض الإيرانيين ونجد الحجازية ، وهو نفس مايفعله هذه الأيام صاحب الجلالة – أعني الجلالة - التي
تجنست بجنسية البحرين بعد إقامة طالت على
أنه صاحب السمو سنوات عدة حيث نصب نفسه ملكا بعدما كان أميرا وأصبحت
البحرين مملكة بعدما كانت إمارة ، وقبل
ذلك كانت مشيخة وكان جلالته " شيخا ،
فسبحان المغير الذي لا يتغير ، ذلك أنه ترقى من شيخ إلى أمير ثم ملك ، واللقب تنقل
من " عظمة الشيخ إلى سمو الأمير ثم جلالة الملك ، ولا ندري بعد ذلك أين ترسو
به السفينة ؟ ! وربما يصبح أمبراطورا
فرحمة الله على بوكاسا والفيلد جنرال عيدي أمي ، وهذا الملك يقوم الآن بتجنيس شذاذ الآفاق من المغامرين والبلطجية
من الأردن ونجد والباكستان والبلوش تحديا لشعب البحرين حتى يتمكن من تغليب السنة
على الشيعة عددا بعدما أوشك سنة
البحرين على التشيع والإندماج مع إخوانهم الشيعة ، والملك لايتورع عن إعلان نواياه تلك فهو
والحق يقال صريح وربما صادق فيما يعلنه ويمارسه منذ سنوات عدة سابقة على أعظم ثورة
سلمية في التاريخ المعاصر ، وهذا قريب مما
فعلته الكويت قديما ولكنها عجزت عن تجنيس
" البدون " حتى الآن ليبقوا " بدون " إلى الأبد ، وها هي ولا
أدري ! كيف خطرت ببالها تلك الفكرة
المحيرة فعلا ؟ وهي أن " تتبرع
" بعرض " جنسية جزر القمر " عليهم
وبسخاء مفرط ، حتى تتمكن من حل المشكل " من غير جيبها
" وأكبر الظن أن هذه الحكومة التي أجل وأحترم بكل تأكيد ، ذلك أنها من أفضل
الحكومات المعاصرة حاليا ، ربما يكون هبط عليها الوحي مباشرة من القمر أو سكان
القمر ، ليقول لهم بأن هؤلاء البدون كانوا
قد سقطوا ذات يوم من القمر السماوي وقد حان موعد عودتهم إلى القمر الأرضي ، فكان
البديل دولة جزر القمر ونحن ننتظر
أن نرى حجم الفرحة الغامرة التي قد تحل على هؤلاء بعدما
جاءهم العرض السخي بالعودة إلى وطنهم القمر ، ولكنه هذه المرة على الأرض
وليس في السماء ، ترى ما ذا يقول
الأوروبيون الذين يستقبلون يوميا الألوف
من " الحراقة " فيرحبون بمن ينجو من الهلاك غرقا منهم في البحر وتضعهم على قائمة الإنتظار لتسوية أوضاعهم
الإنسانية بأن الكثيرين من أشباههم قد
انخرطوا في صفوف الداعشية وهي تعلم ذلك وربما هنا يكمن بيت القصيد !وهي تدفع لهم "بدل
بطالة " مرتبات تفوق مرتبات أساتذة التعليم العالي في الوطن الغالي ... الوطن العربي ، ونحن نتساءل ولنا الحق أن نتساءل ، عما إذا كانت شرعة ما
يسمى ب "حقوق الإنسان "راضية عن مثل تلك التصرفات أم إنها غير راضية ؟ لأن العدل لا يرضى ، بعدما منحت اليهود الجنسية
الفلسطينية ووزعت الفلسطينيين في وطن
الشتات لتفجر الحروب وتخلق الفتن من أجل
توطينهم المشبوه لحل " مشكلتهم
" على حساب الآخرين هنا وهناك ،
بعدما حددت لبنان والأردن وهما من أكثر البلدان حساسية في هذا الموضوع بالذات ،
وأيضا هنا يكمن بيت القصيد للمرة الثانية ذلك أن الدول الأوروبية لا تبحث إلا عن
خلق بؤر توتر في العالم وخاصة العالم المسمى بالوطن العربي ، والتوطين ما هو إلا
كلمة حق يراد بها الباطل كل الباطل فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ ...مرج البحرين يلتقيان ! ؟
14-11-2014