الاثنين، 10 نوفمبر 2014

ملك البحرين ماعساه يكون ؟


                              ملك البحرين ماعساه يكون ذلك المعتوه؟

لم أجد في القاموس كلمة تصح في إطلاقها على ملك البحرين  أكثر رحمة من هذه الكلمة  فهو أسوأ من معمر وأسوأ بكثير من آل سعود وحسني مبارك وشاه إيران  وهو أكثر من دكتاتور وأكثر حمقا  من بوكاسا وعيدي أمين وربما لا هذا ولا ذاك فربما يكون مغلوبا على أمره  ، وأنا هنا أريد أن أعبر عن إشفاقي عليه  إن كان فعلا مغلوبا على أمره ولا يستطيع مخالفة الإملاءات التي تملى عليه وهذا هو الأقرب للصواب  فالرجل قدم له العرش مجددا على طبق من ذهب ورفضه إلا أن يكون على بحر من دماء  والمعارضة بايعته  دون أن يفهم معنى المبايعة  وقد منحه الله معارضة أعلنت ثورة سلمية  لا مثيل لها في التاريخ الحديث من حيث  الصفاء والنقاء ولا من حيث الصدق في المسالمة والسلمية فمنذ ما يزيد عن ثلاث سنوات  والقوم لم يطلقوا ولا زجاجة مولوتوف واحدة وكانوا يقابلون رصاص الملك بصدور عارية ويشيعون شهداءهم بصمت والمرارة تملأ صدورهم  ويعضون على الجرح  فالقوم لم يطالبوا برحيل الملك بل طالبوا بحقوق المواطنة والمواطنة فحسب  وما تعنيه المواطنة والرجل يمكر ويلتف ويدور  ويماطل  ويوم أمس  قال الشيخ علي سلمان بأن جماعته حصلوا في يوم من الأيام على ثمانية عشر مقعدا في البرلمان مقابل 85 ألف صوت في حين حصل  جماعة الملك على 25 نائبا مقابل 45 ألف صوت وهذه العملية تشبه  أختها في لبنان حيث تحصل جماعة الثامن من آذار أي جماعة المقاومة  على 48 نائبا مقابل مليون  ومئة ألف ناخب وتحصل الأربعطعشية على مايزيد  على56 نائبا مقابل 700 ألف ناخب فالعجب كل العجب كيف أن السلطان أينما كان  يحيك القميص على مقاسه  والملك بعد ذلك يرفض حتى إعطاء البرلمان  أي سلطة وهذا يعني أنه برلمان ديكوري  ثم إن المعارضة طالبت بأن يكون النظام ملكي دستوري والرجل الذي حول نفسه بطريقة نرجسية فاقعة من أمير إلى ملك كما كان يفعل معتوه ليبيا  بالتمام والكمال  والملك  يقوم بالتجنيس على أساس  مذهبي ليغير ديموغرافية البلد بطريقة فاضحة ليعبر  عن احتقاره للأكثرية المطلقة في البحرين  ثم يستعين بما يعرف بدرع الجزيرة  على قوم مسالمين لا يحملون سكينا  والحق كل الحق أن الملك مغلوب على أمره وهذه أوامر الصهاينة ومن يدور في فلكهم أي  أوامر أمريكية الغرض منها استفزاز إيران  وهناك محاولات  جر المعارضة إلى  تغيير مواقفها بالقوة استدراجا لها  إلى مجرد اتهامها باستعمال السلاح لإتهام إيران بالوقوف وراءها  وهنا مربط الفرس  إذن إيران هي الهدف وربما حزب الله وربما أنصار الله وربما وربما ...! ولو كان الرجل عاقلا وهو يملك أمره بيده وهذا ما نشكك به لكان رضخ لمطالب المعارضة المشروعة جدا  وهي حقوق المواطنة لا التنازل عن العرش لكان صنع لنفسه وشعبه الخير والإستقرار والطمأنينة من جميع الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية ولضمن لنفسه عرشا غير مهزوز وغير معرض لإهتزازات لأن المعارضة البحرينية تدرك معنى وجود قوات أمريكية إسرائلية مشتركة في البحرين إلى جانب القوات السعودية وتعرف أن التهديد الحقيقي  يكمن في هذا الوجود لا في سواه  إذن بماذا يمكن أن نصف هذا الرجل ؟ دكتاتور ؟ لا  مستبد ؟ لا  معتوه ؟ لا  مطمئن لقوته ؟ لا ! لأنه حتى وإن كانت تنطبق عليه واحدة من هذه الصفات  لكان فكر بأنه الخاسر الأكبر والنصر أخيرا مكتوب لغاندي البحرين  وكم كنت أتمنى أن يستمع كل الناس إلى منطق الشيخ علي سلمان  وهو يتكلم عبر فضائية المنار فالذي يستمع إليه ولعله استمع ذات يوم إلى الشيخ  عيسى قاسم  شبيه وليد المعلم  لأدرك للتو طبيعة المدرسة المغرقة في العقلانية والحكمة  التي ينتمي إليها القوم  ومعهم آية الله  التسخيري من إيران  ولعل هؤلاء جميعا قد  استوعبوا ثقافة الإمام علي عليه السلام  المتمثلة بحكمته المشهورة التي يتمنى فيها أن يكون له   رقبة كرقبة البعير حتى لا يخرج الكلام من جوفه إلا بعد تمحيصه وتكريره  فعلا  هؤلاء الأربعة لا نظير لهم في العالم العربي بل في العالم  لما يتمتعون به من حكمة وروية وعقل  وحسن نية  إذن لقد فهمنا أن ملك البحرين معذور ذلك أنه لا يملك قراره  لأن أصحاب القرار يفاوضون إيران وما زالت إيران وبنفس  حكمة الرجال الأربعة الذين ذكرتهم  ناهيك عن الإمام الخامنيئي  تفاوضهم منذ ثلاثين سنة ولم تخضع لإبتزازهم ترى أتستمر ثورة البحرين  إلى هذا العدد من السنين ؟ ممكن ولكنها سوف تنتصر ...!

‏10‏-11‏-2014
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق