ملك البحرين ماعساه يكون ذلك المعتوه؟
لم أجد في
القاموس كلمة تصح في إطلاقها على ملك البحرين
أكثر رحمة من هذه الكلمة فهو أسوأ
من معمر وأسوأ بكثير من آل سعود وحسني مبارك وشاه إيران وهو أكثر من دكتاتور وأكثر حمقا من بوكاسا وعيدي أمين وربما لا هذا ولا ذاك
فربما يكون مغلوبا على أمره ، وأنا هنا
أريد أن أعبر عن إشفاقي عليه إن كان فعلا
مغلوبا على أمره ولا يستطيع مخالفة الإملاءات التي تملى عليه وهذا هو الأقرب
للصواب فالرجل قدم له العرش مجددا على طبق
من ذهب ورفضه إلا أن يكون على بحر من دماء
والمعارضة بايعته دون أن يفهم معنى
المبايعة وقد منحه الله معارضة أعلنت ثورة
سلمية لا مثيل لها في التاريخ الحديث من
حيث الصفاء والنقاء ولا من حيث الصدق في
المسالمة والسلمية فمنذ ما يزيد عن ثلاث سنوات
والقوم لم يطلقوا ولا زجاجة مولوتوف واحدة وكانوا يقابلون رصاص الملك بصدور
عارية ويشيعون شهداءهم بصمت والمرارة تملأ صدورهم
ويعضون على الجرح فالقوم لم
يطالبوا برحيل الملك بل طالبوا بحقوق المواطنة والمواطنة فحسب وما تعنيه المواطنة والرجل يمكر ويلتف ويدور ويماطل
ويوم أمس قال الشيخ علي سلمان بأن
جماعته حصلوا في يوم من الأيام على ثمانية عشر مقعدا في البرلمان مقابل 85 ألف صوت
في حين حصل جماعة الملك على 25 نائبا
مقابل 45 ألف صوت وهذه العملية تشبه أختها
في لبنان حيث تحصل جماعة الثامن من آذار أي جماعة المقاومة على 48 نائبا مقابل مليون ومئة ألف ناخب وتحصل الأربعطعشية على مايزيد على56 نائبا مقابل 700 ألف ناخب فالعجب كل العجب
كيف أن السلطان أينما كان يحيك القميص على
مقاسه والملك بعد ذلك يرفض حتى إعطاء
البرلمان أي سلطة وهذا يعني أنه برلمان
ديكوري ثم إن المعارضة طالبت بأن يكون
النظام ملكي دستوري والرجل الذي حول نفسه بطريقة نرجسية فاقعة من أمير إلى ملك كما
كان يفعل معتوه ليبيا بالتمام والكمال والملك
يقوم بالتجنيس على أساس مذهبي
ليغير ديموغرافية البلد بطريقة فاضحة ليعبر
عن احتقاره للأكثرية المطلقة في البحرين
ثم يستعين بما يعرف بدرع الجزيرة
على قوم مسالمين لا يحملون سكينا
والحق كل الحق أن الملك مغلوب على أمره وهذه أوامر الصهاينة ومن يدور في
فلكهم أي أوامر أمريكية الغرض منها
استفزاز إيران وهناك محاولات جر المعارضة إلى تغيير مواقفها بالقوة استدراجا لها إلى مجرد اتهامها باستعمال السلاح لإتهام إيران
بالوقوف وراءها وهنا مربط الفرس إذن إيران هي الهدف وربما حزب الله وربما أنصار
الله وربما وربما ...! ولو كان الرجل عاقلا وهو يملك أمره بيده وهذا ما نشكك به
لكان رضخ لمطالب المعارضة المشروعة جدا
وهي حقوق المواطنة لا التنازل عن العرش لكان صنع لنفسه وشعبه الخير
والإستقرار والطمأنينة من جميع الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية ولضمن
لنفسه عرشا غير مهزوز وغير معرض لإهتزازات لأن المعارضة البحرينية تدرك معنى وجود
قوات أمريكية إسرائلية مشتركة في البحرين إلى جانب القوات السعودية وتعرف أن
التهديد الحقيقي يكمن في هذا الوجود لا في
سواه إذن بماذا يمكن أن نصف هذا الرجل ؟
دكتاتور ؟ لا مستبد ؟ لا معتوه ؟ لا
مطمئن لقوته ؟ لا ! لأنه حتى وإن كانت تنطبق عليه واحدة من هذه الصفات لكان فكر بأنه الخاسر الأكبر والنصر أخيرا
مكتوب لغاندي البحرين وكم كنت أتمنى أن
يستمع كل الناس إلى منطق الشيخ علي سلمان
وهو يتكلم عبر فضائية المنار فالذي يستمع إليه ولعله استمع ذات يوم إلى
الشيخ عيسى قاسم شبيه وليد المعلم لأدرك للتو طبيعة المدرسة المغرقة في العقلانية
والحكمة التي ينتمي إليها القوم ومعهم آية الله التسخيري من إيران ولعل هؤلاء جميعا قد استوعبوا ثقافة الإمام علي عليه السلام المتمثلة بحكمته المشهورة التي يتمنى فيها أن
يكون له رقبة كرقبة البعير حتى لا يخرج
الكلام من جوفه إلا بعد تمحيصه وتكريره
فعلا هؤلاء الأربعة لا نظير لهم في
العالم العربي بل في العالم لما يتمتعون
به من حكمة وروية وعقل وحسن نية إذن لقد فهمنا أن ملك البحرين معذور ذلك أنه لا يملك
قراره لأن أصحاب القرار يفاوضون إيران وما
زالت إيران وبنفس حكمة الرجال الأربعة الذين
ذكرتهم ناهيك عن الإمام الخامنيئي تفاوضهم منذ ثلاثين سنة ولم تخضع لإبتزازهم ترى أتستمر
ثورة البحرين إلى هذا العدد من السنين ؟ ممكن
ولكنها سوف تنتصر ...!
10-11-2014