مع الراعي في رحلة رعوية ولكن قصيرة
مرة أخرى لابد وأن نتكلم عن هذا الراعي الذي كان ينبغي أن يكون راعيا بما تعنيه هذه الكلمة فالرعاية لصاحب المركز السامي تعني الرعاية التامة وبأمانة غير منقوصة والرجل قبل توليه المنصب كان واضحا بانتمائه الصريح إلى مجموعة سمير جعجع ولكن الغموض اكتنفه بعد ذلك دون أن يتمكن من إخفاء ماتحت ذلك الغموض ، فنحن اليوم لم نعد نعش عصر الأسراروالأغطية الصفيقة الداكنة فالرجل يبدي غيرته على الطائفة المسيحية التي أصبحت ذنبا بلا رأس كما يدعي لتعطل الكرسي الأول دون أن يوضح لنا أو دون أن يفهم من الذي عطل العملية وجعل المسيحيين الذين ركبوا هذا البلد منذ 1920 وبرعاية فرنسية أوروبية بلا رأس ! وبالرغم من تلك الرعاية وبالرغم من كل الظروف فإن هذه الطائفة الكريمة أنجبت أمثال فؤاد شهاب وإميل لحود وميشيل عون وسليمان فرنجية وكانت والحق يقال بذلك قد أعطت ما لم يعطه الآخرون وعلى الأقل من وجهة نظرنا في حين أن الطائفة السنية لم تعط إلا سليم الحص أما الطائفة الشيعية فلم تعط إلا حسن نصرالله والطمع بأكثر من ذلك يعتبر نوعا من السذاجة ثم إن البطريرك يجهل أو يتجاهل بأن منصبا كرئاسة الجمهورية في بلد كلبنان يعطى لرجل كسمير جعجع مغامرة شيطانية كبرى بل هدامة علما أن لدى الطائفة المسيحية من هو أفضل بمليون مرة من ذلك الرجل المشؤووم ذي السوابق العدلية ... ولم يكن لغبطة الداعي إلى ما وصفه بالشركة لا الشراكةقادرا أولا على تفسير كلمة الشركة التي ما تعودنا إطلاقها في مثل هذه الحالة قادرا على اتخاذ موقف يستر فيه الطائفة ويستر لبنان أو يعطي معنى كاملا للشركة أو الشراكة التي جنح عنها لأنها أوضح من الشركة فاشركة يمكن أن تكون إحتكارية ولشخص واحد ويمكن أن تكون كشركة الهند الشرقية التي استعمرت بلدا كالهند ويمكن أن تكون متعددة الرؤوس الإستغلالية أو وحيدة القرن النطاح ! ولكن الشراكة أعم وأصلح فهل إن غبطته لم يفهم فعلا الفرق بين المصطلحين وهو الحصيف البليغ والعالم بلغة سيبويه ؟ وأصرعلى موقف الحياد الفاقع والذي لامعنى له حتى جسد ذلك الحياد المزعوم وغير المقبول من رجل مثله في بلد كلبنان ذي المكونات العدة برحلة فاقعة ومرفوضة إلى إسرائيل ، دون أن يخفي " محبته " وتأييده هناك بما أدلى به من تصريحات أخوية حيث طبق هناك معنى الشراكة مع العدو لكل اللبنانيين ..ومع هذا فالرجل مصر على الظهور بمظهر مسيحي مشوه وعلى أنه حمامة سلام ونقول بملء الفم : لا لم يعد الراعي راعيا ولم يعد حمامة سلام لأنه كان من واجبه أن يتوجه إلى سمير ليقول له : عيب إخجل وتنحى عن مشروعك الفتنوي المدمر ولست كفؤا لتحتل هذا المنصب لأن أغلبية الشعب سوف ترفض ثقة نواب لاقيمة لهم ولا يؤيدهم الشعب وهم بالتالي نواب مزورون ، وستقاتله بأسنانها علما أنه لا حاجة لنا لإستعمال الأسنان ذلك أن السلاحبحمد الله متوفر ، فهل ترغب ياصاحب الغبطة أن تعينا إلى المربعات الفتنوية كتلك التي رمانا بها كميل شمعون من قبل وغيره من بعد ؟ أليس حراما عليك أن تشتهي رؤية دمائنا تسيل عمن جديد على مذابح الصهاينة وآل سعود ؟ أو على الأقل كان عليه استشارة ذوي الحصافة من الطائفة المسيحية حول زيارته الأكثر شؤما إلى إسرائيل التي كانت في حالة عدم الفراغ بعد من إراقة وسفك دماء الأبرياء في غزة ولبنان ونحن نقول الآن لغبطته : كن مغتبطا برحلتك إلى أحبتك ولكننا لم نعد ممن يحبك أو يجلك لأنك فقدت الموجب لذلك ، ونقول مرة وبملء الفم بأننا رغما عن أنوف آل سعود وأنوف الأربعطعشية فنحن ما زلنا أعداء لإسرائيل ولكل من يواليها ويتآمر معها بشكل أ و بآخر وكذلك فنحن حريصون على ألا تسيل قطرة دم واحدة من دماء أهلنا وألف تحية لحسن نصرالله الذي ثبت في وجه فتن آل سعود وعبر عن رباطة جأش لا مثيل لها في التاريخ الحديث ، ونحن لن ننجر إلى فتن " سميرية مردخائية " لا تبقي ولا تذر ، فألف تحية للطائفة المسيحية دون أن نمرر شيئا من تلك التحية على من لا يستحقها أصلا فلبنان مهما كان يبقى بلد الثوابت التي لايمكن تجاوزها أو الإستهانة بها وسيكون في يوم من الأيام وإن طال هذا اليوم بلد المواطنة والحرية والديمقراطية والسلام على من اتبع الهدى