نحن والمسيحية بين الواقع المعاش والماضي الموثق
عندما تتحدثون
عن المسيحية فينبغي أن تكونوا واقعيين وموضوعيين
فالمسيحية كالإسلام من حيث كونها ديانة سمحاء وتراث إنساني لا بد وأن نحافظ عليه ولو بطريقة أصحاب المتاحف ، فالتاريخ يعيد نفسه فكما أن
تلامذة المسيح غدروا به وصلبوه ثم باعوه في العصر الحديث لصالبيه من اليهود ، وكذلك فالنبي محمد غدر به أصحابه وارتدوا عنه بعد وفاته مباشرة ، ولما لم يستطيعوا صلبه فقد صلبوا أبناءه
وأحفاده وطاردوهم حتى وقتنا الحالي ، فالتاريخ إذن متشابه بين المسيحية والإسلام
وكما أن للمسلمين داعشييه وسلفييه ، فللمسيحيين كذلك داعشييهم وسلفييهم ، وكما أن للمسلمين حسن نصرالله والخميني وماهر حمود وبدر الدين حسونة ، فللمسيحيين طانيوس منعم ونيفن سابا وجورج خضر ، ولا أريد أن أزيد في عملية توزيع الحصص ، فلكل قوم نيرونهم وفي كل أمة معتوه بل معاتيه ، وهذا
هو منطق التاريخ أما داعشية المسيحية فقد كانت على غاية السوء في القرون الوسطى ،
ولكن الشعوب هناك وقد شهدت الحركات الثورية التي عصفت بالظلم والفساد ومسحت الداعشية المسيحية بعد أن لقنتها دروسا
قاسية وأزالتها وأزالت تسلطها
وفسادها وتبنت الديمقراطية والعلمانية
والمواطنة وحقوق الإنسان ، فإن الكنيسة
المسيحية التي هزمت لم تستسلم بل كوعت واختارت طرقا ملتوية التفت بها على كل الإنتصارات الشعبية ، واختارت طريق المخابرات فاعتنقت الصهيونية والمخابرات الأمريكية وعقدت معهما تحالفات
ترعاها في عصرنا الحديث المرجعية البابوية
في روما تلك البابوية التي لها امتداداتها وتشعباتها المشبوهة ، وقد برأت اليهود من قتل وصلب المسيح
، أما بطريرك الموارنة في لبنان فإنني من
جهتي لم أنخدع به يوما واحدا ذلك أنني أعرف أنه
من مريدي "حجة الإسلام " سمير جعجع الذي كان يرعاه البطريرك السابق ، والذي هذا هو وضعه ماذا يرتجى منه ؟ حاول في
البداية أن يدغدغ مشاعر ميشيل عون وسليمان فرنجية فغضبت عليه البابوية وأنبته ، وحتى يسترضيها ارتحل إلى روما حاجا ، وهو ذو
حاجة ، والبابا لم يقبل منه التوبة إلا أن
يرافقه إلى إسرائيل مختارا طائعا ، وحتى يموه على الناس قال بأنه مسافر إلى إسرائيل تحت راية البابا وفي معيته ، فلم
يكن من البابا إلا أن سفه أقواله وكذبه وقال بلسان سفيره بلبنان ، بأنه مسافر إلى
القدس بزيارة شخصية منفصلة عن زيارة البابا ، فأسقط في يد غبطة البطريرك ولاذ بالصمت ، وهو لم يكتف بذلك الصمت بل إن التسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام توشك أن تضعه في
خانة " حجة الإسلام " المزيف محمد مرسي
عندما راسل شمعون بيرس يطلب تبريكاته ويشد على أياديه ، إذن بطريرك الموارنة المسيحي في لبنان والإخونجي المسلم في مصر هما وجهان لعملة واحدة
" ومافيش حدا أحسن من حدا " ولا بد لي هنا من الإشارة إلى غبطة بطريرك
سوريا اللحام الذي أطل علينا من أمريكا
رافضا الوصاية الأمريكية ومبايعة إسرائيل
على العكس مما فعله غبطة الراعي ، وإذا كان علينا أن نحترم ونقدر الطائفة
المسيحية التي أنجبت ميشيل عون وسليمان
فرنجية والعشرات من المثقفين الشجعان فإننا نرى أن هؤلاء هم الذين يمثلون المسيحيين
لا سواهم ، ولا يمكن لأحد أن يرغمنا على احترام من يصف نفسه بالمرجعية مادام لا
يحترم مشاعرنا ،وإذا كان غبطته يرفض هذه المقولة فإننا نتحداه في أن يثبت العكس فله سميره ولنا عوننا وبالتالي فلا أحد يرغمنا
على احترام أحد مهما علا مقامه وسما منصبه
مادام يعترف بإسرائيل لأنه رضي بأن يكون
في الصف المعادي للأمتين العربية والإسلامية ، وليسمح لنا غبطته بأن نتعامل معه من الآن وصاعدا
كما نتعامل مع سمير جعجع والشهال وخالد
الظاهر ولا مهادنة بعد اليوم مع أحد وكما قال الأمريكيون أمام وفد مطارنة
وبطريرك سوريا [انه ما لم يؤيد مسيحيو الشرق إسرائيل فإن أمريكا لن تساعدهم بمعنى
أنها ستتركهم لقمة سائغة في حلوق الداعشية ، وهذا يكشف إلى أي مدى بلغ التحالف بين داعش
وأخواتها وأمريكا ونحن هنا بودنا أن نعيد كلمة السناتور الأمريكي
بحيث لا نزيد ولا ننقص ولكننا نقلب الآية ونقول بالحرف الواحد : المعترف بإسرائيل
ومؤيدها هو عدو لنا وخائن لقضيتنا ونحن بالتالي
لا يرغمنا أحد على احترام البطريرك باعتباره ممثلا للمسيحيين لأننا نرى أن
هذا التمثيل مطعون فيه والممثل الوحيد
للمسيحيين هم أولئك الذين وفدوا إلى
أمريكا برئاسة غبطة البطريرك اللحام وكان منهم ماكان في مواجهة الوحش الأمريكي ...