لبنان
تلك الأكذوبة
التي لم تعد تنطلي على أحد فإلى أين ؟
عندما نتحدث عن لبنان فلا ندري عما نتحدث أعن
خرافة أم أكذوبة أم وهم أم خيال ؟ أم كل هذا معا ؟ ولد قيصريا بمؤامرة
سايكس "بوكية" واستمر
مؤامرة ، وها هو يعيش تلك المؤامرة من جديد ، ويعاني منها ، ثم يتفتت بموجبها كما أريد له ، وهو الآن آيل إلى السقوط بحبالها .... سلخ عن
سوريا وبقي بشكل أو بآخر متعلقا بها ...مرتبطا
بذيولها ، يعيش همومها ويعاني من تداعيات تلك الهموم !وهاهو كمن يعود إليها ولكن
بمؤامرة وإليكم القصة : شكلته فرنسا على مدى ثلاثة عقود بعد انهيار الخلافة
العثمانية ، ليكون بشكل أو بآخر وطنا
للمسيحيين وبؤرة تآمر على الجوار وتجسس
على ما عداه ، ومبررا لقيام دولة إسرائيل ، ولعلنا نذكر ما يعرف بمعهد شملان الذي خرج من
الجواسيس ما شاء له أن يخرج ، ولعله بشكل
أو بآخر ما زال قائما بعدما تطورت الوسائل
، وتعددت أو تمددت الغايات البعيدة المدى ، وزادت حدة التآمر، فمنذ البداية كان له ركنان ماروني سني ، وكانت فيه السيادة للماروني ، فقام هؤلاء الموارنة بحشد ما أمكن لهم من مسيحيي الشتات وتمت عملية تجنيسهم ، وكان الأرمن ، لتغليب الصبغة المسيحية على البلد ، ثم تلاهم
السنة فجنسوا الأكراد ، وبقي الشيعة على
الهامش حتى بداية إرهاصات الحرب
الأهلية بعيد زوال حكم الشهابية الذي تلا
الحكم الشمعوني ، حيث تمخضت حرب الخمسة عشر سنة الإجرامية، وهي ما
تعرف مجازا بالحرب الأهلية وهي والحق يقال " حرب تآمرية تواطؤية ، تمخضت عن احتلال صهيوني وتعزيز مواقع الشيعة الذين هبوا لتحرير الأرض ،
فأصبح البلد ثلاثي الأبعاد ، وتلك
الثلاثية تمت إضافتها إلى عالم التصوير
الحديث ، وبفضل التدخل الأمريكي الصهيوني وبمساعدة الذيل السعودي برز الصراع بين هذه الأطراف على أشده ، بمختلف
الأشكال وكان كالنار تحت الرماد التي لم يكن للرماد أن يخفي حرارة أتونها ، وقد ظهرت
القوة الشيعية على هامش الصراع العربي الصهيوني كقوة
ضاربة ، ولكنها ظهرت بشكل أكثر
وضوحا ، على هامش الصراع الصهيوني العربي وكان هذا الصراع على حسابها من حيث التضحيات والنتائج ، وقد قام الشيعة بانتفاضة
لتحرير الجنوب ، بعدما تآمر العرب
العاربة عليهم بعملية في غاية الوساخة
والقذارة ، وكان القصد منها تجنيس
الفلسطينيين بعد طرد الشيعة ! إلى الكوفة
في العراق كما كما كان يقال وقد اتضح فيما بعد وكما يبدو اليوم ، أن ذلك كان
حقيقة تآمرية واقعة ، ولم يكن وهما فتحول نضال الشيعة إلى نضال مر من أجل البقاء ، من جهة ، ومن أجل طرد العدو والمشاركة في
المعركة القومية من جهة أخرى ، وبفضل
بطولاتهم تحطمت تلك المؤامرة على صخرة
صمودهم بعدما ابتعدوا قدر الإمكان عن هاجس المذهبية والطائفية وبوعي الكثرة المسيحية بقيادة التيار العوني
والنخب السنية وطلائع مثقفيها ، مازال هؤلاء يصارعون عملية التفتيت ، ولكن المؤامرة ما زالت مستمرة ، ولم تعد على نار هادئة لأن اللهب يكاد يعمي
الأبصار بشره وشراراته ، وبخبث زائد وتآمر
متعدد الزوايا والجوانب وإسرائيل
ومعها العائلة المردخائية يبقيان الأكثر
تأثيرا ورعاية لكل ما يجري وإذا كانت
عملية التجنيس لم تهدأ ووبمسلسلها كانت عملية تجنيس أبناء القرى السبع التي سلختها إسرائيل عن لبنان كجائزة ترضية خيانية للشيعة كان المقصود منها
تغطية العمليات الكبرى للتجنيس الأرمني
والكردي ومحاولات تجنيس الفلسطينيين التي ما زالت الأوساط الغربية تروج لها بالتعاون مع الخونة من الفلسطينيين العرفاتيين
وسواهم من السلفية السنية قائمة وتلك
حقائق لا يمكن التغاضي عنها أو إنكارها أو
التغطية والتمويه على مجرياتها وخيوطها
وحبال الشمس الساطعة لا يمكن تغطيتها بغربال
لتطفو على السطح في هذه الأيام ، وتجنيس أبناء القرى السبع كان تم في إطار
دعم وتمكين الكيان الصهيوني ، وقد تخلى
لبنان عن مجرد المطالبة بعودة هذه القرى للوطن إذا ماكنا نرى أن السكان لبنانيون ،
ومهما يكن فالمؤامرة مستمرة والعملية من
بدايتها وإلى ما لا نهاية تآمر في تآمر وإلى تآمر
لأننا أصبحتا في هذا الزمن وعلى امتداد مايسمى بالوطن العربي فئران تجارب
بل ماهو دون الفئران ، ومن جديد فمسلسل المؤامرة
" التجنيسية أو التنجيسية "
ترعاه حكومة المردخائي التركي الجديد طيب
رجب أردوخان وكلمة خان هذه بقية اسمه
الخياني وتقضي تلك المؤامرة ، بتوطين اللاجئين السوريين ، ويبدو أن العملية جادة وهي في غاية الخطورة .... ولا نريد التعليق ، وربما لأننا لا نستطيع التعليق لأن الأمر واضح
وهو تمهيد لما هو أخطر، ولكننا نقول
وباختصار شديد : هو هذا لبنان فليهنأ مواطنوه ! ومرة أخرى فليقل من قال وهْما
: " نيال من لوفيك مرقد عنزة يا
..........لبنان !"ونتساءل من جديد : أخرافة ذلك الوطن أم مؤامرة حبالها لا
تتقطع ؟ أم وهْمٌ أسطوري وخيال شاعري
أم أحلام راعي أم أكذوبة لا تنطلي على أحد أم عودة إلى سوريا عن طريق
" سورنة " لبنان ، أم الهدف ما
زال بعيدا بعيدا ، ولكنه مما يرى بالعين
المجردة ، بحيث ينبئ باستمرارية الصراع
الذي لا ينتهي ولا يمكن له أن ينتهي ، إلا
بعد ارتكازه على بحر من الدماء وتلال من الجماجم والأشلاء ، وغابة من المدافن التي لن تتسع لها الأرض
اللبنانية ، بما فيها أكذوبة الراحل وديع الصافي الذي وصف لبنان ذات يوم على أنه قطعة من السما ، فكان قطعة من الخيال ؟ وبالتالي فلاذنب لوديع
الصافي لأنه ردد أكذوبة لم يخترعها لكنها كانت من أحلام رعاة لبنان وهم يعزفون على
شباباتهم أحلامهم الوردية وهم يتكئون على
صخور لبنان الشاهقة عندما يستسلمون لاستراحة
قصيرة بعد عناء يوم كامل وهم يطاردون
قطعان أغنامهم تلك القطعان التي أصبحنا
اليوم جزءا منها ولكن بخزي يلاحقنا إلى
الأبد ... ويسلم أرزك يالبنان ........ وتحضرني الآن أغنية لا أدري من قالها ولا المناسبة التي قيلت
فيها، ويبدو أنه يستشف منها التعريض
ببشارة الخوري صديق الفرنسيين ولا أقول عميلهم
وياما أحلى عميل فرنسا بالمقارنة مع عميل السعودية وإسرائيل ، ولا أدري كيف
لنا أن نسمي عميل العميل ؟ والأغنية تقول وبالعامية : ماحْلى أرزك يالبنان ..على
صحن السيكارة ...مرسوم بنضوة لحصان .. عابوز الشيخ بشارة ...!