الأحد، 28 سبتمبر 2014

هل كان معاوية داعشيا أم إن الواعش أمويون ؟


هل كان معاوية بن أبي سفيان  داعشيا  ؟

منذ شهور  تناقلت وكالات الأنباء أن السلفيين  عندما احتلوا عدرا  قاموا بنسف ضريح الصحابي الجليل حجر بن عدي ، وكنت قد عرفت قبل ذلك  أنهم  عبثوا بضريح المتصوف المعروف سيدي الغوث  بومدين  في تلمسان بالجزائر ،  كما سمعت وعرفت أنهم قبل أن تبدأ معاركهم  العسكرية شنوا حروبا مدمرة على الأضرحة والقبور كل الأضرحة والقبور ، وكنا نرى ونظن أن للقوم عقيدة في القبور  فزوار القبور بنظرهم يتعبدون بها وهذا في اعتقادهم شرك ! وبالرغم مما في ذلك من تعدي على حرمة القبور ومساس بمشاعر  الناس  إلا أننا قلنا بأن للقوم عقيدة في هذا ، والمعتقد شيئ  وفرضه على الناس شيئ آخر،  أما ضؤيح الصحابي المعروف حجر بن عدي  المتواجد على بعد  20 كيلومترا من العاصمة السورية   فله شأن آخر وقررت التعرف عليه وبحثت فوجدت ما قاله المؤرخ المسعودي في " مروج الذهب " فماذا قال ؟

..... وفي سنة ثلاث وخمسين  قَتَل معاوية بن أبي سفيان  حجرَ بن عدي  الكندي  وهو أول من قتل صبرا في الإسلام . حمله زياد  من الكوفة ومعه  تسعة أنفار من أصحابه  ،  من أهل الكوفة  وأربعة من غيرها ، فلما  صار على أميال  من الكوفة  يراد به دمشق أنشأت إبنته تقول  ، ولا عقب له من غيرها :

تــرفع أيها الــــقمـر المنير        لعلك أن ترى  حجرا يسير

يسير إلى معاوية بن حرب        ليــقــتله كــذا زعم الأمــير

ويصـلـبه على بابي دمشق         وتأكل من محاسنه النسور

تحيرت المنائر  بـعـد حجر      وطاب لهاالخورنق والسدير

ألا ياحجر حجر بني عدي         تلقتك السلامة والســــرور

أخاف عليك ما أردى عليا         وشيخا في دمــشق له زئير

ألا ياليت حجرا مات مـوتا         ولم يـنحر كما نحر البعير

فإن تهــلك  فكل عميد قوم         إلى هـــلك من الدنيا يصير

ولما صار إلى مرج عذراء ( عدرا) على اثني عشر ميلا  من دمشق  تقدم  البريد  بأخبارهم إلى معاوية  فبعث برجل  أعور،  فلما أشرف  على حجر وأصحابه  قال رجل منهم : إن صدق  الزجر فإنه سيقتل منا النصف  وينجو الباقون ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال أما ترون  الرجل المقبل  مصابا بإحدى عينيه ؟ فلما  وصل إليهم  قال لحجر :  إن أمير المؤمنين  قد أمرني  بقتلك  يارأس الضلال  ومعدن الكفر  والطغيان  والمتولي  لأبي تراب ( متوالي) وقتلِ أصحابك  ، إلا أن ترجعوا  عن كفركم  وتلعنوا صاحبكم  وتتبرأوا  منه ، فقال حجر  وجماعة ممن كان معه  : إن الصبر على حد السيف لأيسر  علينا  من دخول النار ، وأجاب   نصف من كان معه  إلى البراءة من علي ، فلما قدم  ليقتل  قال " دعوني أصلي ركعتين ، فجعل يطول في صلاته  فقيل له : أجزعا من الموت ؟ فقال : لا  ولكني ماتطهرت  للصلاة قط  إلا  صليت وما صليت قط  أخف من هذه ، وكيف لا أجزع ؟ وإني  أرى قبرا محفورا  وسيفا مشهورا  وكفنا منشورا ، ؟ ثم تقدم  فنحر  وألحق به  من وافقه على قوله  من أصحابه  ، وقيل إن قتلهم كان في سنة خمسين .... هذا هو معاوية وتلك سياسته وحقده  وجرائمه   غير أن حكامنا في هذا الزمن ليسوا خيرا منه وربما كان خيرا منهم والعياذ بالله ، والقبر الذي تم نبشه في عدرا هو قبر هذا الصحابي الشهيد العظيم الذي رأى الموت بعينيه وكان باستطاعته النجاة بنفسه  لو أنه نافق الجزار القاتل بكلمة يلعن فيها عليا عليه السلام  وعى حجر السلام ،  والغريب أن الداعشيين قد حفظوا هذا لسيدهم معاوية منذ ما يزيد  على أربعة عشر قرنا ونيف ، فهل بلغت داعشية معاوية  هذا الحد من الطغيان والهمجية ؟ أم هل بلغت أموية الدواعش هذا الحد من الولاء لأول خارج عن الجماعة ومفارق للجماعة  في الإسلام وهو معاوية بن هند آكلة كبد حمزة عم النبي وسيد الشهداء ؟ الآن عرفنا من هو حجر بن عدي وعرفنا سبب نبش قبره من الداعشية .وعرفنا من هم الدواعش الوهاديين ؟

9/28/2014
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق