مابين أعزاز وعرسال وظهر البيدر
دخان ينذر بالخطر
......واليوم
حان الوقت لنقول كلمة حق عن محنة إخواننا ذوي المختطفين من رجال الجيش والأمن
العام ، والحقيقة أن في الأمر مأساة وفي
نفس الوقت مهزلة أو دراما ، وهذا ليس بخاف
على أحد ، فالقضية أخذت طابعا مسرحيا
وأصبحت حقل ألغام أو مزبلة يرمي فيها الكثيرون ما يصدر عنهم من تقيوءات تحمل معها رياح الفتن ، ومحاولات فتنة واضحة ، واستدراج ، وبكلمة وجيزة ، هي حقل تجارب نشط ومرمى نبال ، وفيها من تعودوا على الصيد في المياه العكرة ، ومن
هنا نراهم وقد نشطوا في مجالات عدة
عنوانها كلمة حق يراد بها باطل ، والحق
أن الأمر لايهم ذوي المختطفين كما يهمنا
جميعا وقد اتضح أن العملية مخطط
لها ولم تكن وليدة الساعة ولم تكن ردة فعل لم يقع أصلا ، فالذين افتعلوا المعركة في عرسال يبدو أنهم شركاء في
المؤامرة ، إذن ليس من المفترض أن نتيح الفرصة للأهالي بأن يتحركوا بهذه الفوضى العارمة
وتستغل عواطفهم المشروعة لأمور باتت
مفضوحة ومكشوفة ، بحيث بات يوظف تحركهم
للضغط في اتجاه إنجاح حركةالإبتزاز التي يعمل من أجلها الخاطفون، فهم الآن هادئون ونحن من نضغط في اتجاه تحقيق مطالبهم بما أطلقوا عليه إسم " المقايظة " وهم
سوف يطلبون بعد حين لبنان بأسره مقابل إطلاق سراح جند كان من المفروض ألا نتركهم
في العراء دون تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم ، وللتأكيد على ذلك فقد طرحت شعارات كان يقف وراءها بالتأكيد جماعة الإرهاب ، فالمقارنة مثلا بين مختطفي أعزاز والمختطفين
الجدد ، غير منطقية فأهل أعزاز مكثوا في أقبية الإرهاب ما يقرب من
ثلاث سنوان ، وكانت الرسالة التي وجهها
الخاطفون محددة وواضحة بحيث وجهت إلى الشيعة باعبارهم البيئة الأكثر احتضانا
للمقاومة ولحزب الله باعتباره العدو الألد
لإسرائيل وحلفائه العرب ، أما الوضع الآن فالرسالة فيه موجهة إلى كل لبنان ورمز قوة لبنان ووحدته
إلى الجيش فهل يطلب من ذوي المخطوفين
الدفاع عن أبنائهم في معزل عن الجيش ؟ الحق أن هؤلاء الناس الطيبين في معظمهم لا علاقة لهم بالأمر ، فالمختطفون هم أبناء
لبنان وعلى لبنان كل لبنان أن يتحرك على
مختلف الجبهات ومنها القوة العسكرية
لتحرير الرهائن ، أما الحكومة التي تعمل على تمييع الموقف والتلاعب بعامل الزمن وكأنها غير معنية ، ينبغي أن نوجه إليها الكثير من الأسئلة وهي الوحيدة التي يمكن لها أن تتحرك بشكل فاعل
ولديها من الأوراق ما يمكن اللعب بها فوق الطاولة وتحت الطاولة ، والملاحظ أن شعارات قد تم إطلاقها في ظهر
البيدر مشبوهة وكانت تصب مباشرة في صالح
الإرهابيين ، ولم يكن للداعشيين أن يرفعوا من الشعارات والمطالب ما هو فوق وأبعد
منها ، وكلمة نقولها باختصار وهي أن
المختطفين ليسوا أهم من لبنان وليست
وظيفتنا الدفاع عنهم وإنما هذا من عمل الجيش والقيادة العسكرية وبالتالي : الحكومة والذي فرض على الحكومة رئيسا لا يملك لنفسه
قرارا إلا التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإذا كنا نعرف الكثير من
القيادات النصروية والداعشية التي لم تعد مختبئة وقد ظهرت للعلن في لبنان ورفعت الأعلام في عرسال وطرابلس ، فلماذا لا نتصرف بطريقة تعتمد نفس المنطق والفعل ونقول مع
الشاعر :
لكل شيئ آفة من
جنسه حتى الحديد سطا عليه المبرد
ولدغة الأفعى نداويها بمصل مصنوع من سمها ،
فلنصنع المصل الآن من فم الأفعى الإرهابية ، وأعتقد أن قولي مفهوم ويفهمه ذوو الشأن
والإختصاص ، ولماذا الإطالة وتسويف الوقت ؟ هل ننتظر أن تشن الغارة
الطبيعية على المعتصمين في ظهر البيدر مطرا وثلوجا ؟ أو الغارة الإرهابية رصاصا وقنابل ؟ حتى يتوسع الجرح وتكبر المصيبة
ويصبح الحل فتنة كبرى لا تبقي ولا تذر ؟
وكلمة أخيرة أقولها : ينبغي أن نقرأ الحدث جيدا
وبطريقة متأنية واعية ومسؤولة ، دون أن نقع في خطأ ما ولنا أن نتساءل عن أبعاد رحلة وليد بيك إلى حاصبيا وراشيا وما يحيط بها ويلفها من غموض فالرجل وقع في
تناقض واضح في تصريحاته وهو في نفس مسار رحلته فلم يكن أولها كآخرها والرجل بات معروفا وإذا كان البعض يرون أنه
يحافظ على طائفته فإننا نقول ما هكذا تورد الإبل لأن الطائفة الدرزية الكريمة هي
طائفتنا من قبيل المشاركة بالمواطنة
والمساكنة والتاريخ والعرق فليكن البيك
واضحا وليتخلى عن غموضه وتلونه نكون جميعا بخير .. هذا ما أردت قوله وليفهم من يفهم وليس من همنا أن نفتح مدارس لمن
لا يفهم وأنا أقول بأن دخانا يتصاعد من ظهر البيدر لايبشر بخير وأكاد أقول
بأن الداعشيين قد تمكنوا من اختراق
الجماعة وأقاموا بينهم ، فحذار ثم حذار!
ومختطفو عرسال ليسوا أكثر أهمية من مختطفي
أعزاز وكلهم لبنانيون وكلهم أعزاء على قلوبنا ولنتبع الطريق الصحيح في معالجة الموقف وإلا فالتورط فيما لا تحمد عقباه وارد بين لحظة وأخرى
...
29-09-2014