الجمعة، 26 سبتمبر 2014

متى تصحو الجموع من الرقاد ؟

                                           متى تصحو الجموع من الرقاد ؟
  تأملوا معي قليلا ثم عودوا  إلى وعيكم ، تأملوا وتذكروا وانظروا بعيون  ثاقبة  ثم القوا بنظرة شاملة  على مجريات الأمور  بوطننا ثم عودوا إلي وقولوا لي بربكم : من عسانا نكون ؟ أبشرا  ندرك  ونتحرك  كما يتحرك الأحياء  فنحس ونتألم  ؟ نبكي ونفرح  نحس ونتألم  أم جيفا  نتنة وبهائم لا نحس ولا نعي  وما نحن إلا حقل تجارب  وقطيع أغنام ؟ والله لو كنا قطيع أغنام لتمردنا على الراعي والجزار  ولو كنا نياما لحركتنا الزلازل وانتبهنا من غفلات الأوهام  وكوابيس الراقدين ،  وصحونا من رقاد دام كرقاد أهل الكهف  الذين ضرب الله بهم مثلا حيث ناموا دهرا  ثم صحوا بعد طول رقاد ......ولكن على مايبدو فإننا لن نصحو من غفلة امتدت وسوف تمتد طويلا وإلى ما لا نهاية  ....أحلفكم بما بقي لكم من شرف ودين  ومروءة  وبعض من آدمية  ،عما إذا كنتم تدركون حقيقة ما يجري لنا  وإلى أين يسار بنا  وماذا يراد لنا وبنا ؟ والأمر ليس من الأحجيات والألغاز وليس ضربا من الأوهام  حتى نمر به مرور الكرام .... إنه واقع معاش  وقدر ربما صنعناه بأيدينا وتقبلناه برضى وطمأنينة .... انظروا ماذا صنعت بنا أمريكا وماذا صنع بنا الغرب ؟ فقد جعلوا منا وبسحر ساحر قطيع أغنام يسار بنا إلى  إلى الذبح  فمضينا طائعين حتى بدون ربطة حشيش  .....أو طعم سنارة ! نسير ونحن نهزج ونرقص  بأهزوجة المعتوه ورقصة المذبوح  ، ولا نعي ولا يمكن لنا أن نعي لأن السكر أو السحر تملكنا  ونحن نتمايل  ثملين ولا نملك من أنفسنا أمرا  دعوني أتوقف عند حدود هذه الزفرات لأضعكم أمام حقائق تاريخية دامغة لا يختلف حولها اثنان ... لقد خلقوا لنا إسرائيل ونحن نعلم علم اليقين وكما سقونا إياها  بكاسات خمر  وقالوا لنا  إن إسرائيل  خلقت لتبقى  ولم يوهمونا بل صارحونا بمهمتها .... قسفَكت دماءنا ورَملت نساءنا ويَتمت أطفالنا  ودمرت ديارنا ..... ثم صحونا لنجد أنها نصبت على شعب فلسطين قادة على أنهم قادة ثورة وتحرير ...فإذا بهم يعتلفون على موائدها اعتلاف الأجير الرخيص والعميل الساقط  وكان ماكان ولا نذكر الأسماء التي باتت من الرموز  التي لا تمس والقامات التي لا تنحني أمام هبوب رياح التغيير ... وخاضت معها بنا حروبا طاحنة بين الحين والحين حتى أوهنت قوانا وأضعفتنا بتحالفات وغير تحالفات وانظروا للتواريخ فحسب : 1948 ، 1956 ، 1967 2006، 2008 ، 2009 ، 2014... "وياما حاتشوف  "....!فضلا عما وصفوه بالربيع العربي المفضوح من حيث الأهداف والنتائج  ، ثم أشعلوا الفتن وما زلنا ننظر كالسكارى وما نحن بسكارى  نوزع نظرات العته والبله وما نحن كذلك ... انظروا جيدا لقد خلقوا إسرائيل لتبقى وجعلوا  منها حصنا حصينا  فسلحوها وجردونا من السلاح .. خلقوا صدام حسين  ونحن حتى اللحظة لا ندري ما إذا كان الرجل معتوها أم قائدا فذا ؟ ثم جروه  لحرب طاحنة  على مدى ثمان سنوات عجاف مع إيران  أطالوها  عن عمد وهم  يوغرون صدور الأوباش عليها على أنها عدو " فارسي" حيث أنهكوه وأنهكوها ولما انتهت الحرب المدمرة  القذرة وحصدت ما حصدت من أهلنا على الضفتين لفتوا نظره  للكويت وجعلوا منها  فاكهة لمائدته فاجتاحها وأطلق أياديه بها وهو كالمجنون ! وكانوا قد دعموه وسلحوه ضد إيران ثم التفوا عليه وجندونا لتدمير العراق ولا أقول لإحتلال العراق  أو القضاء على صدام وسرنا في الحرب كالعقبان والنسور وما بقي عميل إلا و شبك أياديه مع أيادي أمريكا وانتهت الحرب العالمية على العراق ... وخلفوه مدمرا  ضعيفا منهكا ! خلقوا المعتوه معمر القذافي وأطلقوا يديه في ليبيا حتى دمرها ثم انقلبوا عليه وأعلنوها حربا عالمية أخرى عليه " ومن لحيتو بخرلو" يعني من أموالنا   الإنفاق ومن أهلنا القتلى !وهاهم وقد خلقوا القاعدة ثم فرعوا منها داعش وهم الآن  يدعون بأنهم أنشأوا حلفا  عالميا لمحاربتها والله أعلم أين  ومتى  وكيف ينتهي بنا المطاف في هذه الحرب التي وعدونا بأنها ستطول وإلى سنوات  ؟ وأخيرا هل لنا أن نقول  : إلى أين أو : ماذا بعد ؟ يبدو أنه ليس من حقنا أن نستريح ولو على شكل استراحة المحارب ولو قليلا ولكننا نبقى نهتف للعملاء  وليسقط العدو الإيراني والشيعة وحزب الله وسوريا ثم ماذا بعد ؟ وماذا بعد وإلى أين ؟
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق