نحن ومجريات الحدث اليمني
أتوجه بحديثي اليوم إلى بعض التقدميين الذين يعرفون أنني أحترم آراءهم ومعتقداتهم بالرغم أنني أختلف معهم ، واختلافي معهم لا يعني أنني لا أحترمهم أو لا أحبهم ذلك أنني ملتزم باحترام كل رأي مادام صاحبه لا يتقاضى عليه أجرا ، وهذا يعني أنه ليس مرتهنا ، كما يعني أن له وجهة نظر ومن هنا فأنا ألزم نفسي دائما بالإنحياز الظاهر لواحد من فريقين يتصارعان ، وذلك بعد حسابات دقيقة لا بد من أن يتضح لي بعدها ب...أن طرفا هو الأقل سوءا من الطرف الأخر ، ولسنا هنا بصدد الحساب التجاري الذي يعتمد سياسة الربح والخسارة !تصوروا مثلا أن لإسرائيل موقفا يتناقض مع الساسة الأمريكية في قضية ما ! وهذا افتراض خيالي من النادر أن يكون ، فأنا عندئذ أنحاز للموقف الأمريكي لأنني أرى أن أمريكا رجحت مصالحها على مصالح إسرائيل وهنا التقت مصالحنا القومية ولو ليوم واحد أو ليلة واحدة مع الموقف الأمريكي وهذا بالطبع ليس مقياسا يمكن التعايش معه طويلا ، ولكنه مفترض ولنترك هذا لأن بنفسي شيئا من حتى كما يقولون ، فالذي جرى في اليمن مختلف كلية عن هذه المعادلة ففي اليمن التقى موقف الحوثيين مع الحراك الجنوبي في مواجهة السعودية وجراذين أمريكا فأين تريدون مني أن أتموقع ؟ ولكنني أعتب هنا على الأخوة الماركسيين الذين يكونون في كثير من الأحيان أصوليين بالمعنى السلفي وأسألهم : ما رأيكم بمن أقاموا دولة ديمقراطية في عدن ولما تغلب الإتجاه القومي على الإتجاه الماركسي لديهم فضلوا وحدة اليمن على التشرذم والإندماج مع صنعاء غير أن علي عبدالله صالح وهو متحالف مع السعودية ومتشبث بالرئاسة والزعامة على طريقة آل سعود غدر بالقوم ودمر اليمن وأوقعها في متاهات كتلك التي عرفناها ، وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء وكتب على اليمنيين نضالا مستميتا ضد الوجود الذيلي الأمريكي ، وقد طال هذا الصراع مع ما حمله إلى اليمنيين من أهوال ودمار وكوارث ثم دخل اليمنيون في حوار وكانوا كلما وصلوا إلى نتيجة يقوم بنو الأحمر الموالين للسعودية بعملية تخريبية لعدم إنجاح تلك الخطوة مالم تكرسهم زعماء غير شرعيين لليمن في ظل الولاء للسعودية وأمريكا ، والماركسيون يعلمون جيدا أن الحراك الجنوبي أقرب ما يكون إليهم وقد رأى هذا الأخير أن يتحالف مع الحوثيين وهو الذي لا يتحالف مع قوم إلا بعد دراسة واسعة معمقة ، والحق أنها تلك عادة الماركسيين وهي عادة محمودة ، ألم نرهم الآن متحالفين بشكل أو بآخر مع المقاومة اللبنانية الإسلامية ( حزب الله ) ؟ أو على الأقل إنهم أقرب إليهم من جماعة الرابع عشر من آذار ، ولا أطيل فأنا الآن منحاز إلى جانب الحوثيين وجماعة الحراك الجنوبي وأرى فيه مصلحة اليمن ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فأنا طالما كنت أقول : لو قالت أمريكا بالتوحيد لأشركت بالله وكفى ، وما زلت على هذا الموقف وسأبقى عليه ما حييت ،فما بالكم أن جماعة الأحمر متحالفون مع ذيول أمريكا فما عساكم ترونني فاعلا ؟ أاقف مع ذيل أمريكي وأنا الذي أعلنت الحرب على الرأس الأمريكي باعتباره رأس الأفعى ؟ هذه هي عقيدتي وأرجو من الأخوة التقديين لا أن يقدروا موقفي ولكنني أدعوهم إلى تبنيه لأنه المتناسب مع مصالحنا القومية والتحررية جميعا .