نحن والقضية الفلسطينية الأم
لبيت يوم أمس دعوة كريمة من ممثلي الجبهتين الشعبية والديمقراطية لحضور ندوة في مقرهما في الجزائر فحضرت ومعي مناضلان جزائريان كريمان وبعدما استمعنا إلى خطب ثلاث من الفلسطينيين وخطبة من ممثل حزب جبهة التحرير أقول بأنني وصديقاي الجزائريان لم نستطع أن نصفق لأحد وأصبنا بخيبة أمل ذلك أننا نقول بأن الآمال في هذه الأيام معقودة على هذين الفصيلين ومعهما حركة الجهاد والقيادة العامة ولما سمعنا تلك الخطب التقليدية المعادة تعمقت الخيبة في نفوسنا لأن القوم لم يخرجوا عن الروتين المعلوم والطريقة الإنشائية في تزويق الخطب لأنني لم أسمع أي ذكر للحلفاء الإيرانيين والسوريين وحزب الله وأنا أرى أن من لا يذكر هذا الثالوث المقدس بالخير والثناء فهو من زمرة أخرى غير زمرنا وكان حديث مسؤول الجبهة الشعبية معي بالهاتف بعكس ما سمعت ففي التلفون أخبرني بأن الجبهة الشعبية قادت مسيرة في غزة وهي ترفع أعلام حزب الله وإيران وصور حسن نصرالله و...و... وهذا مفهوم رأيناه ولكن لماذا هذا الإحتشام الذي استفزني في الجزائر ؟ وأفرغت ما في صدري على هامش اللقاء بشكل خارج عن النص فأنا لم أكن مبرمجا للكلام كما أن القيمين على الإحتفال ما إن انتهى الخطباء الأربعة من إلقاء كلماتهم حتى أعلنوا إنتهاء الندوة ولم يفسحوا المجال لأحد بالكلام أو الحوار حتى قام مناضل فلسطيني وأنا حيث أعلنا وبصريح العبارة بأن الفلسطيني الذي لا يذكر الحلفاء بالثناء فإنه لا يذكر الخصوم والأعداء بالذم لأن إنحرافه سوف يكون للأعداء وأعود للقول كما قال بوش ولكن من الجهة الأخرى فمن ليس معنا ليس منا وهو من أعدائنا ومن يبخل بالثناء على الذين مكنوا أهل غزة بالصمود حتى كتبوا أحرف بدايات الإنتصار بدمهم فإنه منافق وأقول لا حياد بين الثورة الفلسطينية والعدو الصهيوني ولا خيار إلا الإرتماء بحضنها ومن يقول بالتفاوض بعد طوله هو خائن ومن ينادي بالدولة المسخ على حدود ال67 هو عميل وعلى الشعب الفلسطيني الإعتماد على البندقية لا غير وإذا كانت الأمة الإسلامية قد أجمعت ولأول مرة بتاريخها الطويل على عدالة القضية الفلسطينية بكامل تفاصيلها وهي العودة كأقل ما يمكن فإن علينا أن نحترم إرادة هذه الأمة التي لم تجمع بتاريخها الطويل على أي من قراراتها ولكننا نقول برأي الجماعة والخارج عن الجماعة مرتد فكيف بالخارج على الإجماع ؟ وإن هذا الإجماع تكلل ولأول مرة بإجماع قومي أي أنه استقطب المسيحيين والمسلمين والخارج عن الإجماعين الإسلامي والقومي هو مرتد أولا وخائن ثانيا ، هذا ما قلته وأقوله ولا تفسير لي أبدا لذلك الإحتشام عندما نذكر الحلفاء ؟ وأخلص إلى القول بأن أمريكا وحليفتها إسرائيل وذيولها العرب وحلفاؤها الأوروبيون هم الأعداء وقتالهم واجب شرعي وقومي وإنساني وأخلاقي ، أما حلفاؤنا فهم الإيرانيون وأصحاب القضية هم السوريون والفلسطينيون غير المرتدين وحزب الله ألا إن حزب الله هم المنتصرون وهاهم يسجلون انتصارا في اليمن ....