الأصوليات المارقة في تاريخ لبنان
دعونا نتكلم بصراحة وبدون مواربة عن الوضع في لبنان فنحن إذا أردنا الصلاح والفلاح في هذا البلد ولأبناء هذا البلد فلا بد لنا من ترك النفاق جانبا وليبق النفاق من نصيب الزمرة السياسية باعتبارها تمثل مصالحها فقط وفي البداية لا بد لنا من القول بأن أقذر ما عرفته الإنسانية في هذا الزمن وفي غير هذا الزمن هو ما يعرف بنظام المناصفة ولو اقتصر هذا النظام على اللصوص على أن يتقاسموا فيما بينهم خيرات البلد لوافقنا ولكنه وعلى ما يبدو تناول كل جوانب الحياة وهذا نظام وضع في الطائف والذي يظن بأن خيرا قد يأتي من الطائف لكان واهما ضالا ولنضرب مثالا على ذلك مياومو الكهرباء فحتى نثبتهم لا بد وأن يكون نصفهم مسيحي ونصفهم الآخر مسلم وإلا فليموتوا جميعا من الجوع أليس يدعوهذا إلى السخرية ؟ نعم إذن لابد من إسقاط هذا التقسيم المهين ولتكن المواطنة بديلا عنه والكفاءة طريقا إلى العدالة والديمقراطية مدخلا لحماية المكتسبات ومما تنبغي الإشارة إليه أن الأصوليات التي دمرت البلد منذ تأسسه هي المسؤولة عن الخراب وأول أصولية كانت الأصولية المسيحية تلك الأصولية الذكية المارقة وهي التي فوتت على لبنان الآن فرصة الظاهرة التي أفرزت الجنرال ميشيل عون تلك الظاهرة التي دعت إلى العلمنة ولكن الأصولية المسيحية كانت لتلك الظاهرة بالمرصاد حتى سمعنا الجنرال يتحدث وهو مرغم عما وصفه بحقوق المسيحيين والأصولية المسيحية لم تكترث بمجازر داعش بحق مسيحيي العراق ومرت على الأمر مرور الكرام ثم جاءت الأصوليات الأخرى وأعملت معاول الهدم بلبنان فماذا يحتمل ليحتمل هذا البلد؟ وماذا عساه يحتمل من تلك الأصوليات الملحدةالتي لا تعرف من الدين إلا التعصب والتزمت والمرابطة حول أشكاله دون مضامينه من هنا علينا أن نوجه أصابع الإتهام إلى تلك الأصوليات لنعمل على ضربها بقدر ما ضربت استقرار وأمن هذا البلد عندئذ نشعربشيئ من الأمان والإطمئنان ...عاش لبنان !