ألا تخجلون ببلد مازال يعتمد نظام المياومة في مؤسساته الحساسة ؟
وأنا أستمع اليوم إلى المتكلمين في المؤتمر الصحفي الذي عقده مياومو وزارة الكهرباء كفرت بلبنان وبمن أسسه وبعلمه ونشيده وتاريخه وكل ما يعنيه لبنان لأنني شعرت بالرغبة الجارفة إلى التقيؤ وانتابتني حالة من الغثيان والقرف والإشمئزاز وقد رأيت أن أقل واحد ممن تكلموا كان أكثر جدارة من المدعو كمال حايك مدير عام الوزارة مع احترامي له وإن كان لا يستحق إذ كيف يسمح لنفسه حضارياأن يقبل بوجود أكفاء ومثقفين كهؤلاء وهم ما زالوا يعملون مياومين ؟ ووالله ثم والله لهم أكثر كفاءة بكثير من الكثير من النواب والوزراء الذينينهبون خيرات البلد ثم ألا يخجل كل لبناني بوجود هؤلاء منذ مايزيد عن عقدين من الزمن وهم مياومون ؟ وغيرهم يتنعم بمال لا يستحقه وبمناصب ليس مؤهلا لها ؟ ثم ألا يخجل اللبناني العاقل بوجود نظام المياومة في بلد يعيش مع نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ؟ إنهاوالله مهزلة ويالها من مهزلة ولو كان كمال حايك على شيئ من المروءة لاستقال من منصبه احتجاجا على استمرارية هذه المهزلة المأساة ولكن من يخجل ممن هم في مناصب المديرين العامين ؟ ومتى كان هؤلاء من أصحاب الكفاءة في بلد لا يصل فيه إلا الإعتلافيون في الإسطبلات السياسية في لبنان ؟ ومن هنا فأنا أدعو إلى العصيان المدني لإصلاح هذا البلد الذي لا يشرفنا الإنتماء إليه وهو بعيد عن المواطنة والديمقراطية والحضارة .