الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

نحن وسوريا والموقف مما يجري على أرضها


                                            نحن وسوريا
يبدو أن المشكل بيننا وبين الآخرين أننا نحترم آراءهم ونبحث عن القواسم المشتركة بيننا وبينهم  غير أننا بدل أن نقف على حدود تلك القواسم  حيث  يبقى كل واحد منا في حدوده التي لا يتجاوزها  ، فإذا بنا نقفز فجأة إلى أحد الأمرين : فإما أن نتعرض للإلغاء كلية  من طرفهم أو العكس ، وهم لايقبلون بما هو دون ذلك و لا يكتفون به ولا يقبلون باحتمال أن يكون أحدنا على صواب والآخر على خطأ في انتظار اتضاح الرؤيا ،  ومهما حاولنا ونحاول أن نجد حلا عن طريق الوصول إلى الحقيقة  ونرى صوابا لديهم فإننا نتفاجأ بأنهم ليسوا علىهذه الدرجة من الصواب أو الموضوعية  ،  ولنتخذ من الموقف من النظام السوري مثلا فالقوم يصرون على أن النظام السوري نظام ديكتاتوري وكله مساوئ وإذا ما وافقناهم  مجاملةعلى أن في النظام السوري ككل نظام عيوبا  فإنهم سرعان ما يلتقفون هذا منا  ليوقعونا فيما لم نقل  وفيما لا نرى وكأنهم يقَوِّلونا ما لم نقل ، وهذه هي طرق الهيمنة الفاسدة  التي لا يقبلها عقل ولا يقرها عاقل فللنظام السوري عيوب وأخطاء وهذا هو المنطق فلكل نظام عيوبه وانزلاقاته ،  ولكننا إذا ما قارناه بأي نظام عربي آخر فإن هذه العيوب والثغرات  سرعان ما تذوب وتتلاشى  وتتضاءل أهميتها  ،  ولنقارن سوريا بالسعودية  وبكل تواضع  فأين تكمن المقارنة ؟ بالعائلة التي اغتصبت الحكم بمساعدة الإنكليز والصهاينة  واستمرت في نعاونها مع أعداء الأمة طيلة عقود متطاولة  وكانت تلبس أمنها بالخوف والحديد والنار  وقطع الرؤوس ، وبين  نظام حزبي بعثي في سوريا يعتمد العلمانية والعروبة مقياسا ومنطلقا ، ويضم الناس من كل الأطياف والمذاهب والأعراق والتوجهات  ؟ فكيف إذن تكون المقارنة   بين عائلة تورث الأجنة في بطون أمهاتها  المليارات وتورث الفقر  والفاقة  لكل الناس  وتغلق حدود بلادهاعلى كل العرب والمسلمين  وتتركها مفتوحة على كل مصاريعها أمام الصهاينة والأمريكيين فيدخلونها بدون تأشيرة  ، وبين بلد فتحت حدودها على كل العرب بحيث يدخلونها بدون تأشيرة ؟ وبين بلد قدم للفلسطينيين كل عون ومساعدة وتحمل من أجل ذلك الكثير من الصعوبات والحصار والمضايقات بينما لم تقدم السعودية إلا الكلام والفتن التي أحدثتها بين فصائل الثورةاستجابة لأوامر أمريكا والصهاينة ؟ فأي وجه للمقارنة بين هذا وذاك ؟ ولنترك هذا جانبا  ولننتقل إلى جانب آخر  وعلى هامش الصراع الحالي في سوريا فكيف انطلق الصراع وكيف تطور وكيف قذف بالبلاد إلى حافة الهاوية؟ هل كانت التحركات ديمقراطية  سلمية بحيث لم تتجاوز التظاهر إلى السلاح والقتل والتخريب ؟
 ولننظر بالعين المجردة إلى القوى التي مدت يد المساعدة إلى من وصفهم البعض بالثوار وهم أبعد خلق الله عن  كلمة الثورة فضلا عن محتواها  وقد اعترفت الأطراف الداعمة لتلك القوى الإرهابية ابتداء من إسرائيل ومرورا بحليفتها السعودية وراعيتها أمريكا وكل قوى البغي والفساد  في العالم فهل بقي من مجال لأن نقف على الحياد ونتهم النظام السوري بالظلم والفساد والديكتاتورية ؟ وإذا كنا نقول بهذا جدلاونسلم به ولو من قبيل  مراضاة خواطر البعض والإفتراض الفاسد ،  فإن ما بنيناه من رأي حول هذا سرعان ما ينهار ويتلاشى ويظهر فساده وباختصار شديد فنحن نرى أن الوقوف مع النظام السوري هو مبدأ وهو  موقف سليم ولا بد منه والخيانة كل الخيانة أن نقف على الحياد فضلا عن الإنحياز لقوى الإرهاب والردة ،  لأننا بذلك نسهم بانهيارنظام صاحب قرار ولا ذنب له إلا أنه صاحب قرار ،  وأنه صمد طويلا أمام المناورات الصهيو أمريكية والعربية المتخاذلة والمتواطئة  مع العدو وهكذا نحن انحزنا إلى النظام أما أخطاؤه فإنها سرعان ما تلا شت وتتلاشى أمام ما نجده من المفاسد والخيانات العربية ابتداء من جامعة العملاء وانتهاء بالعملاء أنفسهم  وهكذا ولهذا فنحن مع النظام السوري بكل  ثقة  ولو كانت أخطاؤه مضروبة بألف فهي لا تتجاوز ولا تتساوى مع جرائم ومفاسدالأنظمة التي انحازت إلى جانب المخربين من الإرهابيين والمرتزقة الذين تدفقوا إلى سوريا من أكثر من ثمانين بلدا وأمعنوا القتل والتدمير ببلد هو الأفضل على كل ا لوجوه وعلى مختلف المقاييس والتقلبات  والوجوه والتصورات نعم نحن مع النظام السوري وليغضب من يغضب وليرفض من يرفض ونحن على قناعة مما نقول ونؤمن بما نحن عليه....







التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق